19 أبريل، 2024 6:35 م
Search
Close this search box.

زيارة “بومبيو” لسوتشي .. هل تنجح في تطبيع العلاقات “الأميركية-الروسية” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في زيارة، قد تساعد نوعًا ما في إذابة الجليد المتراكم على العلاقات “الأميركية-الروسية”؛ وتُعد خطوة نحو بداية التفاهم في ملفات عديدة، التقى وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، أمس الأول الثلاثاء، في مدينة “سوتشي”، الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، ووزير الخارجية، “سيرغي لافروف”، حيث أعلن “لافروف” أن التوتر بين “روسيا” و”الولايات المتحدة” يؤثر بشكل سلبي على الوضع في العالم، وهذا الأمر يجب إصلاحه.

تطبيع العلاقات مع واشنطن..

في مستهل لقائه بوزير الخارجية الأميركي، أكد “بوتين” على سعيه إلى تطبيع العلاقات مع “واشنطن”، معبرًا عن أمله بأن تكون زيارة “بومبيو” مفيدة للعلاقات الثنائية.

وقال “بوتين”؛ لـ”بومبيو”: “كما تعرفون تحدثت مع الرئيس الأميركي عبر الهاتف قبل بضعة أيام، وتشكل لدي إنطباع بأن الرئيس، ترامب، لديه نية لاستعادة العلاقات والروابط والاتصالات (الروسية-الأميركية)، وأن لديه نية لحل المسائل ذات الاهتمام المشترك معًا”.

وأضاف الرئيس الروسي قائلًا: “ونحن من جانبنا، عبرنا مرارًا عن إرادتنا استعادة العلاقة بالحجم الكامل، وآمل ببلورة الشروط اللازمة لهذا الغرض الآن”.

ورأى الرئيس الروسي أن الوضع في العلاقات “الروسية-الأميركية” بدأ بالتغير، خاصة في مجالات “الحفاظ على الاستقرار الإستراتيجي ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل وحل الأزمات الإقليمية ومكافحة الجريمة المنظمة ومواجهة المشاكل البيئية، ومكافحة الفقر في العالم والتهديدات العصرية الأخرى وفي بعض المسائل الاقتصادية”.

وأشار “بوتين” إلى أن التبادل التجاري بين البلدين، الذي عادة ما يظل في مستوى منخفض، شهد، خلال السنة الماضية، زيادة طفيفة تجاوزت نسبتها 5%.

وبخصوص التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأميركية، قال “بوتين”؛ إن تقرير المدعي الأميركي الخاص، “روبرت مولر”، حول ما يسمي بـ”التدخل الروسي” في الانتخابات الأميركية، “موضوعي ويؤكد عدم وجود أي تواطؤ بين “روسيا” والإدارة الأميركية الحالية، “وهو ما وصفناه منذ البداية بأنه هراءً تام”.

وشدد مرة أخرى على أن تدخلًا مزعومًا كهذا “لم يكن على مستوى الدولة ولم يكن ممكنًا أبدًا”، معبرًا عن أسفه لأن هذا الادعاء تسبب بتدهور العلاقات مع “الولايات المتحدة”.

العمل في قضايا مشتركة للحفاظ على الاستقرار الإستراتيجي..

من جانبه؛ قال وزير الخارجية الأميركي، إن بلاده و”روسيا” لديهما مصالح مشتركة، وإن البلدين لديهما قضايا يعملان فيها معًا.

وأكد على أنه: “يمكن لروسيا والولايات المتحدة التعاون في المسائل المتعلقة بكوريا الشمالية وفي مجال الحفاظ على الاستقرار الإستراتيجي”.

وأعلن أن الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، “يعرف جيدًا”، مشاكل العلاقات “الروسية-الأميركية”، مشيرًا إلى أن الاجتماع في “سوتشي” كان مثمرًا.

وقال “بومبيو”، للصحافيين، عقب الاجتماع مع الرئيس الروسي: “لقد تحدثنا جيدًا. لقد شارك، (بوتين)، بالكامل، (في المناقشة)، من الواضح أنه يعرف هذه القضايا جيدًا وبشكل واسع للغاية، لذلك تمكنا من الانتقال بسرعة إلى تفاصيل محددة مختلفة في العلاقات. لقد كان، (اللقاء)، مثمرًا للغاية”.

وأضاف “بومبيو” ردًا على سؤال، عن ما إذا كان لا يزال ينتقد الرئيس “بوتين” وسياساته بعد هذا اللقاء، قائلًا: “الحديث يدور عن علاقات الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، وكيف نتقدم معًا بهذا الصدد، وليست الأمور شخصية”.

وقال “بومبيو”: “سندافع عن مصالحنا بقوة، وإنهم، (في موسكو)، سيبذلون قصارى جهدهم لحماية مصالحهم بنفس الطريقة”. وفقًا للمكتب الصحافي لـ”وزارة الخارجية الأميركية”.

مشكلات مشتركة تحتاج تدابير عاجلة وحلول طويلة الأمد..

من جانبه؛ أعلن وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، أن “روسيا” و”الولايات المتحدة” تواجهان مشكلات كثيرة تتطلب تدابير عاجلة وحلول طويلة الأمد، من بينها، قضايا الأمن الإستراتيجي وتسوية الأزمات.

وأضاف “لافروف”: “هذا يتعلق بالوضع في مجال الأمن الإستراتيجي وإنشاء عمل أكثر فعالية على مسار مكافحة الإرهاب، وتسوية الأزمات المُلحة في مختلف مناطق العالم”.

وتابع قائلًا: “أعتقد أن الوقت قد حان للبدء في بناء إطار جديد أكثر مسؤولية لتقبُل بعضنا بعضًا. ونحن على استعداد لذلك، بالطبع، إذا أظهر شركاؤنا الأميركيون اهتمامًا متبادلًا”.

وأشار “لافروف” إلى أنه لدى كلا الجانبين، “روسيا” و”الولايات المتحدة”: “تراكم الكثير من الشكوك والتحيزات”، ولكن لا “موسكو” تستفيد من ذلك ولا “واشنطن” بل على العكس من ذلك، “عناد متبادل” يزيد من المخاطر الأمنية على كلا الجانبين، ويسبب أيضًا قلقًا للمجتمع الدولي بأسره.

مذكرة تشمل أدلة تدخل واشنطن في شؤون روسيا..

فيما أعلن أنه سلم “بومبيو” مذكرة، غير رسمية، تشمل أدلة على تدخل “واشنطن” في شؤون “روسيا” الداخلية.

وقال “لافروف”، عقب المحادثات مع “بومبيو”: “لقد سلمت، مايك، مذكرة غير رسمية تحتوي على أدلة ليست خيالية، بل مبنية على حقائق، على تدخل الولايات المتحدة في سياسة روسيا الداخلية، بما في ذلك قانون دعم الحرية في أوكرانيا، الذي تطلق عليه هذه التسمية، والذي أعتمده الكونغرس، والذي يكلف وزير الخارجية بل ويلزمه بتعزيز الديمقراطية في روسيا مباشرة ومن خلال العمل مع المنظمات الحكومية الروسية، ويخصص لهذه الأهداف 20 مليون دولار سنويًا”.

وتابع: “هذا ليس خيالاً، بل هي وثيقة تحمل صيغة قانون في الولايات المتحدة”.

واستمرت الإدارة الأميركية في حملة الضغط على “روسيا”، وبينها فرض عقوبات بسبب مزاعم تدخلها في الانتخابات الأميركية ودعهما للانفصاليين المسلحين في “أوكرانيا”.

إعادة تحميل العلاقات..

الخبراء يشيرون إلى أن الهدف الرئيس من زيارة “بومبيو” إلى “روسيا” يكمن في إعادة تحميل العلاقات “الروسية-الأميركية”. وصرح “بوتين”، في بداية اللقاء، أن “روسيا” تعتزم استعادة علاقات كاملة مع “الولايات المتحدة”، معربًا عن أمله بأن يتم تهيئة الظروف اللازمة لذلك.

وأفادت قناة (سي. إن. إن) الأميركية أن “بومبيو” كان يبحث، أثناء زيارته إلى “روسيا”، عن “إعادة تحميل” العلاقات “الأميركية-الروسية”.

وأشارت القناة الأميركية إلى أن هذه الزيارة تُعتبر بمثابة تلميح إلى ذوبان الجليد بعد أشهر من التوتر، على الرغم من بقاء بعض نقاط الخلاف في أهم النقاط، التي تم التطرق إليها في جدول الأعمال “الروسي-الأميركي”.

وتغيرت اللهجة الأميركية تجاه “روسيا” بشكل ملحوظ، خلال الشهر الماضي. وذلك بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، يوم 30 نيسان/أبريل 2019، في “فنزويلا”، حينها أجرى “بومبيو” محادثات هاتفية مكثفة مع “لافروف”.

وفسرت القناة الأميركية هذا الذوبان بالمكالمة الهاتفية، التي استغرقت 90 دقيقة، بين الرئيسين الروسي، “فلاديمير بوتين”، والأميركي، “دونالد ترامب”، خاصة أنها كانت الأولى منذ عدة أشهر.

نقاشات هامة لحل الخلافات..

ورأى المحلل السياسي، ومدير مكتب “أوروس” الاستشاري في موسكو، “أليكسي بانين”، أنه: “رغم كل الخلافات الحالية، لكن لا بد من عقد مثل هذه المناقشات، نحن حتى الآن لا نتقدم بشكل فعال بإتجاه بنا الثقة. الخلافات تتزايد بيننا، مثلًا، الوضع في فنزويلا، ومعاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، هناك نقطة أخرى لا تساعد في التوصل إلى حلول إيجابية، وهي تغيير ترامب لوزير الخارجية بشكل مستمر – أولًا ريكس تيلرسون، ثم جون بولتون، والآن مايك بومبيو”.

لا يعني توافقًا واقعيًا..

بدوره؛ أوضح الباحث في العلاقات الدولية والخبير بالشؤون الاقتصادية، الدكتور “عوني الحمصي”، أن: “الخلافات الروسية الأميركية متباينة حسب الأزمات والملفات، وكل ينطلق بمعاييره المختلفة، وروسيا دائمًا كانت تريد الحفاظ على ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية وإيجاد علاقات وتبادل المصالح المشتركة بين الأطراف الدولية والإقليمية”.

وعن إنعكاس هذه اللقاءات إيجابيًا على حل الملف السوري، قال “حمصي”: “أعتقد أنه رغم التصريحات الإيجابية التي صدرت عن الطرفين، لا يعني بشكل دقيق أن هناك توافقًا واقعيًا، وليست هذه المرة الأولى التي يقول فيها الأميركي بأنه يتحدث عن تفاهم مع روسيا بخصوص حل الملف السوري”.

بسبب تراكم الموضوعات الهامة على الساحة الدولية..

وفي حديث لصحيفة (إيزفيستيا) الروسية؛ يرى نائب رئيس لجنة المجلس الفيدرالي الروسي للشؤون الدولية، “أندريه كليموف”، أن الفاصل الطويل في المحادثات “الأميركية-الروسية” أدى إلى تراكم العديد من القضايا الهامة في الساحة الدولية، التي يصعب أو يستحيل حلها دون “موسكو”. إذ قال إن: “روسيا لاعب عالمي، والتهرب من الحديث مع بلادنا لا يُصب في صالح الولايات المتحدة. وهذه الزيارة بسبب ضرورة تحديد الموضوعات، التي تستعد واشنطن لمناقشتها”.

يُذكر أن الجانب الروسي كان قد اقترح على “الولايات المتحدة” إنشاء فريق خبراء غير حكومي مشترك ومجلس أعمال، إضافة إلى استئناف الحوار المهني في مجال الفضاء الإلكتروني. ووفقًا للمحللون السياسيين فإن زيارة “بومبيو” إلى “روسيا” تدل على إدراك “واشنطن” للحاجة إلى تكثيف الاتصالات مع “موسكو” للتغلب في القضايا المتراكمة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب