خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في زيارة هي الأولى من نوعها لوزير خارجية أميركي، وصفها البعض بأنها تمهيد منه لإعلان ترشحه في انتخابات الرئاسية الأميركية 2024، ذكر موقع (أكسيوس)؛ أن وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، ينوي الأسبوع المقبل زيارة “هضبة الجولان”، المحتلة إسرائيليًا، ومستوطنات إسرائيلية بـ”الضفة الغربية”.
وأوضح (أكسيوس)، في تقرير نشره يوم الخميس الماضي؛ استنادًا إلى مصادر مطلعة، أن السفارة الأميركية لدى إسرائيل وجهاز الأمن الإسرائيلي، (الشباك)، يجريان استعدادات مكثفة لهذه الزيارة غير المسبوقة، التي ستشمل “هضبة الجولان” ومستوطنات في “الضفة الغربية” ومصنع نبيذ في “بساغوت”.
وأشار التقرير إلى أن صاحب هذا المصنع سبق أن أنتج دفعة خمور أطلق عليها اسم “بومبيو”؛ بعد توجيهه بوقف اعتبار المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية، من قِبل الولايات المتحدة، العام الماضي.
وشدد الموقع على أن “بومبيو”؛ سيكون أول وزير خارجية أميركي يزور هاتين المنطقتين، حيث سبق أن اعتبرت كل الإدارات الأميركية، قبل تولي “ترامب” السلطة، سيطرة إسرائيل على “الجولان”، السوري المحتل، وبناء مستوطنات في “الضفة الغربية”؛ أمرين غير شرعيين، وهو أيضًا ما يعتبره المجتمع الدولي بأنه احتلال غير قانوني.
خلافًا لسياسات الوزارة في إدارات سابقة !
وذكر (أكسيوس)، في هذا السياق؛ أن “هذه الزيارة يبدو أنها تهدف إلى التشديد على تغييرات في سياسة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تجاه إسرائيل”.
وذكر موقع (واللا) الإخباري الإسرائيلي، عن مصادر إسرائيلية وأميركية؛ أن الزيارة تأتي خلافًا لسياسات وممارسات وزارات الخارجية الأميركية في إدارات سابقة.
وفي أواخر العام الماضي، ألغى “بومبيو”؛ الرأي القانوني لـ”وزارة الخارجية”، لعام 1978، الذي اعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية: “غير متوافقة مع القانون الدولي”.
المراقبون رأوا إن الزيارة تأتي للتأكيد على دعم إدارة “ترامب”، لإسرائيل ولثقافة الاستيطان، من أجل كسب ود “اللوبي اليهودي” في أميركا، مؤكدين أنها لن تنجح في تطبيق “صفقة القرن”.
شرعنة للإستيطان..
رئيس الوزراء الفلسطينيّ، “محمد اشتيه”؛ ندّد بنيّة “بومبيو” زيارة مستوطنة “بساغوت”، المبنيّة على أراضٍ فلسطينية في محافظة “رام الله”.
وفي تغريدةٍ على (تويتر)؛ شدّد “اشتيه” على أن هذه الزيارة تمثّل شرعنة للاستيطانِ وضربًا للشرعية الدولية وقرارات “الأممِ المتحدة”. معتبرًا أن على العالم أجمع إدانتها.
توريط لإدارة “بايدن”..
وقال القيادي الفلسطيني النائب، “محمد دحلان”؛ إن زيارة “بومبيو” المرتقبة لمستوطنة “بساغوت”، في “رام الله”، تُعد محاولة بائسة لفرض الأمر الواقع وتوريطًا لإدارة “جو بايدن” بخطوات غير مسبوقة.
وأشار “دحلان”، في تدوينة له عبر شبكة التواصل الاجتماعي، إلى أن الزيارة تأتي في الوقت الضائع المتبقي لإدارة “ترامب” لتكريس موقفه الداعم لسياسة الضم.
وأكد أنها خطوة تتطلب موقفًا جادًا وحاسمًا من قيادات العمل الفلسطيني الرسمي والفصائل الوطنية والإسلامية.
وأضاف: “هنا الإدارة الأميركية المنتخبة مطالبة بالتعامل العادل والموضوعي مع حقوق الشعب الفلسطيني وملف السلام بسحب الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وإعادة السفارة الأميركية إلى تل أبيب والإعلان عن إلغاء صفقة القرن وما ترتب عليها من تداعيات”.
شريك في الاحتلال..
من جهته؛ قال نائب رئيس حركة (فتح)، “محمود العالول”، إن زيارة “بومبيو” المرتقبة، لمستوطنة “بساغوت” الاستعمارية، المقامة على أراضي المواطنين في مدينة “البيرة”، وزيارة “الجولان” السوري المحتل، تؤكد من جديد أن إدارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترمب”، شريكة للاحتلال، وليس منحازة له.
وأشار “العالول” إلى أن الزيارة ليست مستغربة؛ وتأتي ضمن الإجراءات الأميركية من شرعنة للاستيطان، وإعتراف بـ”القدس”، عاصمة لإسرائيل، وخطة “ترامب-نتانياهو” الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية .
وأضاف أن الشعب الفلسطيني وقيادته يواجهون خطة “ترامب” وإجراءات الاحتلال؛ بالصمود حتى إفشالها وتجسيد الاستقلال الوطني على أرض فلسطين.
وقالت عضو اللجنة التنفيذية لـ (منظمة التحرير الفلسطينية)، “حنان عشراوي”؛ إن الإعلان عن زيارة “بومبيو”، مستوطنة “بساغوت”، و”الجولان” السوري المحتل، يؤكد إصرار إدارة “ترامب” على ترسيخ الإنتهاكات وتثبيتها والاستمرار في مناهضة حقوق الشعوب وتحدي المنظومة الأممية وقوانينها وقراراتها وشرعنة وتبييض الضم وسرقة الأراضي والمقدرات، مهددة بتقديم شكوى فلسطينية رسمية إلى “الأمم المتحدة” ضد هذه الزيارة.
وأشارت إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار تكريس تركة “ترامب” وإرثه المناهض لشعبنا وقضيته العادلة، وترجمة تهديداته وخطواته المستفزة القائمة على شراكته مع اليمين الإسرائيلي المتطرف؛ عبر استغلال مدّة حكمه المتبقية لفرض وقائع جديدة على الأرض، وتثبيتها وتمكين سيطرت إسرائيل وتشجيعها على الاستيلاء على أراضي الآخرين بالقوة.
وأضافت: “إن بومبيو يوظف هذه القضية لتحقيق طموحاته الشخصية ويستغل أيامه المعدودة في الحكم لترجمة مخططات إدارة ترامب الاستعمارية القائمة على ترسيخ العقلية الدينية الأصولية المطلقة التي تشرع استخدام التوراة بديلاً عن القوانين الدولية والإنسانية، وتبرر إستباحة حياة وحقوق ومقدرات الشعوب”.
وشددت “عشراوي” على تمسك القيادة الفلسطينية “بحقوق شعبنا غير القابلة للتصرف”، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية والخروج برؤية “تنهي الضرر الذي ألحقته إدارة ترامب بشعبنا وقضيته وتزيل ما يسمى بـ (صفقة القرن)، عن الطاولة نهائيًا، وتضمن الوصول إلى حل دائم وعادل يستند إلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وقائم على أسس الحماية والمساءلة ومتطلبات العدالة والمساواة”.
إصرار على تطبيق “صفقة القرن”..
وقال الناطق باسم حركة (حماس)، “حازم قاسم”؛ إن إعتزام وزير خارجية واشنطن زيارة مستوطنات في “الضفة الغربية” و”الجولان” المحتل، يمثل “عدوانًا أميركيًا على حقوق شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية”.
وأضاف أن “هذا السلوك الأميركي في التعامل مع حقوق شعبنا الوطنية؛ يعكس منطق العربدة والبلطجة التي يتصرف بها بومبيو وإدارة ترامب”.
وأكد “قاسم” أن هذه الزيارة تعكس إصرار الإدارة الأميركية على تطبيق بنود “صفقة القرن” فيما تبقى لها من أيام في “البيت الأبيض”.
تحدٍ لإرادة المجتمع الدولي..
ووصفت (الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين)، قرار وزير خارجية إدارة “ترامب”، الزيارة بأنها خطوة شديدة الفظاظة والوقاحة، وتحدٍ سافر لإرادة المجتمع الدولي وقراراته، خاصة قرار “مجلس الأمن” بالإجماع (2334) اعتبار الاستيطان إنتهاكًا للقانون الدولي، وعملاً غير مشروع، وتحديًا سافرًا على الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، في استرداد كل شبر من أرضه المحتلة بالحرب العدوانية في الخامس من حزيران (يونيو) 67.
وقالت الجبهة: “في ظل هذه الممارسات بات من حق العالم كله، وفي مقدمته الشعب الفلسطيني، أن يتنفس الصعداء لرحيل إدارة ترامب، والتي يبدو أنها ما زالت تُصر على جعل السبعين يومًا المتبقية من ولايتها في البيت الأبيض، وسيلة لخلق الاضطرابات والفوضى في العالم، من خلال دعم دولة الاحتلال، واتخاذ المزيد من الإجراءات المعادية للشعوب”.