خاص : ترجمة – آية حسين علي :
شهدت زيارة البابا “فرنسيس الأول”، إلى “بيرو” الكثير من الزخم والأحداث المتتالية، واستقبل استقبالاً حافلاً من جانب أعضاء الكنيسة والحكومة والمؤمنين، وأمتلاءت كلماته بالكثير من التفاؤل والعظة.
وتأتي الزيارة ضمن جولة يقوم بها البابا في أميركا اللاتينية بدأها بزيارة “تشيلي” ثم انتقل إلى “بيرو”، إلا أن محطته الأولى لم تكن موفقة؛ إذ استقبل بفتور كبير وتعرض للهجوم والإنتقاد بسبب الإعتداءات الجنسية المتهم بها أعضاء بالكنيسة.
من أهم الأحداث خلال زيارة البابا لبيرو، قيام أول “حبر أعظم” أميركي لاتيني بزيارة إلى “الأمازون” في “بويرتو مالدونادو” ولقاءه بآلاف السكان الأصليين من البيروفيين والبرازيليين والبوليفيين.
وترأس البابا، الذي يحظى بشعبية كبيرة في بيرو، قداساً في الهواء الطلق بمدينة “تروخيو”، حضره حوالي 200 ألف شخص، دعا خلاله إلى الإلتزام بعادة التبسم، مشيراً إلى أن الصلاة وطلب العفو يعيد البهجة إلى القلوب، حسبما أفادت صحيفة (إل دياريو) الإسبانية.
أميركا اللاتينية تشهد تدهوراً سياسياً بسبب الفساد..
كما تطرق البابا، خلال خطاباته، للوضع السياسي الراهن في المنطقة، وانتقد تفشي الفساد، متسائلاً: “ما الذي يحدث في بيرو، يتم سجن كل رئيس بمجرد خروجه من السلطة ؟”، وأوضح أن أميركا اللاتينية كلها تعاني من الفساد السياسي.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يعلق فيها البابا على موضوعات متعلقة بالسياسة، وأشار إلى أن أميركا الجنوبية تعاني من تدهور سياسي بسبب الفساد.
يشار إلى أن الكثير من الرؤساء البيروفيين السابقين متهمين في قضايا فساد متعلقة بمؤسسة “أوديبريشت” البرازيلية للإنشاءات، منهم الرئيس الأسبق، “أولانتا هومالا”، المحتجز على خلفية إتهامه بقضايا فساد مرتبطة بالشركة، كما أن الحكومة تلاحق الرئيس الأسبق، “أليخاندرو توليدو”، الهارب إلى الولايات المتحدة، وتطالب واشنطن بتسليمه إليها لإتهامه بالحصول على 20 مليون دولار من الشركة، ويجري التحقيق مع الرئيس السابق، “آلان غارسيا”، في قضية متعلقة بـ”أوديبريشت”.
كما حكم على الرئيس الأسبق، “ألبرتو فوغيموري”، بالسجن لمدة 25 عاماً لإنتهاك حقوق الإنسان والفساد، لكن الرئيس الحالي، “بيدرو بابلو كوكزينسكي”، أصدر أمراً رئاسياً بالعفو عنه، ويواجه “كوكزينسكي” نفسه تهمة إخفاء علاقاته التجارية مع نفس الشركة.
وأضاف البابا أن قضية “أويبريشت” ليست سوى حكاية صغيرة، مؤكداً على أن السياسة مريضة؛ وباستثناء بعض الأمور توجد مشكلة كبيرة تنعكس على مناحي الحياة، ومثال على ذلك الملاذات الضريبية في أميركا اللاتينية.
أرباح بالملايين بسبب زيارة البابا..
على الصعيد الاقتصادي، أعلنت “بيرو” أن زيارة البابا ولدت فائضاً اقتصادياً كبيراً نظراً لإنتعاش السياحة، إذ استقبلت البلاد 40 ألف سائح خلال الأيام الأربعة للزيارة، وذكرت وزارة التجارة الخارجية والسياحة أن الزيارة، التي تكلفت تدابيرها 11.8 مليوناً، حققت أرباحاً بلغت 80 مليون دولار.
حمامة السلام سقطت على الأرض !
من المواقف السخيفة التي حدثت خلال الزيارة، أنه عند وصول البابا إلى مدينة “تروخيو” كان هناك حشداً من الناس في إنتظاره بسعادة للترحيب به، وتم الترتيب لإعطاء البابا حمامة بيضاء ليمسكها بيده ويجعلها تطير في إشارة إلى السلام العالمي، لكن ما حدث لم يكن متوقعاً، إذ أن الحمامة سقطت على الأرض !.
قداس حضره 1.3 مليون شخص..
أنهى البابا جولته، التي استمرت لمدة أسبوع زار خلالها 6 مدن، بحضور قداس في قاعدة “لاس بالماس” الجوية جنوبي “ليما”، حضره حشد ضم حوالى 1.3 مليون شخص، تحدث في خطابه عن معاناة السكان الذين يعيشون في ظروف صعبة، مشدداً على أن المجتمع الذي لا يقدر على إستيعاب الذين يعانون يتحول إلى مجتمع قاسي وغير إنساني.
