زيارة الاربعين الحقت دمارا في البنى التحتية بكربلاء خسائره 10 ملايين دولار  

 زيارة الاربعين الحقت دمارا في البنى التحتية بكربلاء خسائره 10 ملايين دولار  

كشف محافظ كربلاء آمال مجيد الهر ان الزيارات المليونية تسببت بخسائر مادية ضخمة في البنى التحتية للمدينة بلغت نحو 100 مليار دينار (10 ملايين دولار) بعد زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع) الاخيرة. وقال الهر في تصريحات صحفية انه بات من الضروري نشر ما اسماه “ثقافة الزيارات المليونية” بين الزوار الذين يحيون المناسبات الدينية، وعلى خطباء المجالس والمنابر الحسينية وأئمة الجمعة ان ينهضوا بمسؤولياتهم في نشر الوعي الثقافي بين المواطنين.
واكد ان “العديد من الزوار يقومون بأعمال تؤدي إلى تدمير المنشآت الخدمية ويتسببون بخسائر مالية” هي أصلا تعود للمال للعام وليس لجهة محددة، مبينا أن الزيارات الدينية “عادة ما تؤدي إلى خسائر مادية كبيرة في البنى التحتية”، بلغت بحسب الاحصائية التي اجرتها المحافظة عقب انتهاء زيارة أربعينية الامام الحسين (ع) الاخيرة نحو 100 مليار دينار، على حد قوله.
وبين ان المحافظة الان بحاجة الى مبلغ الـ100 مليار دينار لإعادة اعمار ما تم تدميره فقط وليس لتنفيذ مشاريع جديدة، موضحا ان “الكثير من الحدائق والأرصفة والشوارع والساحات العامة دمرت، كما انهارت شبكات ومحولات الطاقة الكهربائية بسبب زيادة الاحمال من قبل المواكب الحسينية”، بحسب ما ذكر.
واشار الهر الى ان وزارة الكهرباء زودت المحافظة بأكثر من 400 ميكا واط ذهب اغلبها إلى إضاءة مركز المدينة والأحياء السكنية، “إلا إن المواكب راحت تتجاوز على الشبكة الكهربائية بطريقة غير رسمية وهو ما تسبب بأحمال كبيرة ادت الى عطب محولات عديدة”.
وتابع بالقول: “إن الفوضى والتدمير طالت شبكات المجاري والشوارع جراء قيام المواكب الحسينية بطهي الطعام على الإسفلت مباشرة، بل إن بعضهم قام برفع مقرنصات الأرصفة لتثبيت اعمدة المواكب”.
ودعا المحافظ أصحاب المواكب إلى المساعدة من خلال تقليل العبء الكبير على الحكومتين المركزية والمحلية، “كأن يقللوا من كميات الحطب التي يستخدمونها في طهي الطعام لتقليص الاضرار بالشوارع الى اكبر قدر ممكن، والحيلولة دون حصول حرائق”.
وشدد على عدم نصب المواكب وسط الشوارع “كما حصل في الزيارة الاخيرة وسبب اضطرابا كبيرا لكون بعض المواكب تأخذ مساحات كبيرة من الأرصفة والشوارع بحجة أنها تقدم خدمات إلى زوار الإمام الحسين”، على حد تعبيره.
وطالب الهر بعدم دخول الباعة الجوالين إلى المدينة الذين يتخذون من الأرصفة مكانا لبيع سلعهم وهو ما يؤدي الى مزاحمة حركة الزوار وارباك في حركة السير عامة، داعيا اياهم الى البقاء خارج المدينة القديمة. وشدد على أن “الجميع بحاجة إلى ثقافة الزيارة التي غابت عن الكثيرين”، مضيفا ان هذه الثقافة يجب أن يساهم فيها الجميع بما فيهم خطباء المنبر الحسيني وأئمة الجمعة ورجال الدين وحتى منظمات المجتمع المدني وأصحاب المواكب أنفسهم”.
وتطرق المحافظ الى موضوع النظافة قائلا: “ليس من المعقول أن تكون لدينا 50 سيارة صاروخية من اجل رفع النفايات الصلبة التي تم رميها في المجاري”، موضحا ان كل موكب خلف وراءه ما يقدر بحمل كابسة من النفايات، مشددا على اهمية ان يلتزم أصحاب المواكب بالتعليمات التي تنص على رفع النفايات وتجميعها في الحاويات.
وأفاد بأن على أصحاب المواكب أن يدركوا أن “عملهم الخدمي مخالف للتعليمات وهو بالتالي مخالف للشرع، وعليهم أن يدركوا أن الطريق ليس لهم لينصبون سرادقهم وخيمهم مستغلين الشوارع ومسببين توقف انسيابية حركة الزوار في عمليات الإخلاء”، مؤكدا ان اصحاب المواكب لديهم تعليمات بالابتعاد عن الطرق الخارجية بمسافة 15 مترا ولكن العديد منه لا يلتزمون بذلك.
ونوه الهر أن الثقافة الدينية والحفاظ على المكان لا ينفصلان، فكلاهما إن كان هناك التزام، يعني السير على نهج الإصلاح الحسيني والذي يقتضي ان يكون هناك احترام للاخر والانتباه لمصلحة الآخر وليس فقط العبرة في تقديم الخدمات للزوار.
وانتقد بعض المواكب بقوله: “هناك مواكب لا يبتعد احدها عن الاخر اكثر من 20 مترا، وبالرغم من قرب المسافة الا ان كل منهم يضع مكبر صوت وكأنه يعيش وحده في صحراء، وهذه الطريقة بعيدة عن ثقافة الزيارة ونهج الإمام الحسين (ع) في الاهتمام بالآخر ومراعاته”، بحسب تعبيره.
واعرب المحافظ عن امتعاضه من قبل البعض الذين قاموا بإعداد كميات كبيرة من الاطعمة لم يأكل الزوار الى قسم قليل منها، وبالتالي تم رمي الطعام المتبقي مع النفايات، واصفا ذلك بأنه اسراف وهو يتنافى مع تعاليم الاسلام، مذكرا بالحديث النبوي (تنظفوا فان الإسلام نظيف) والقاعدة الفقهية “لا ضرر ولا ضرار”.
وتابع بالقول: ان اصحاب المواكب الحسينية اسرفوا في استخدام المياه الى حد غير معقول، في وقت تعاني المحافظة من شحة في المياه، فضلا عن ما تتسبب به هذه الكميات من اضرار للشوارع والارصفة، مبينا “إذا كان لدينا الآن 200 سيارة حوضية لنقل المياه فربما بعد زيارتين ليس لدينا هذه الكمية”. آمال مجيد الهر لم يخف ألمه مما تسببت به الزيارة من تدمير للبنى التحتية التي تم تنفيذها طوال السنوات الماضية.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة