29 مارس، 2024 12:39 ص
Search
Close this search box.

زوبعة منتظرة .. حملة لدعم الزواج المدني داخل إسرائيل برعاية منظمة دينية

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز محمد :

نشر الكاتب الإسرائيلي “ياكي أدمكار” أحدث مقالاته التحليلية على موقع “واللا” العبري، تعرض خلاله لظاهرة هروب الشباب من الزواج الديني في الحاخامية ولجوئهم إلى السفر للخارج لإتمام مراسم الزواج بشكل مدني. كما كشف المقال عن مفاجأة غير متوقعة حينما اكد على أن قرابة نصف المجتمع الديني القومي يؤيدون الزواج المدني.

فيلم “أوفياء للتوراة والعمل”

يقول الكاتب الإسرائيلي: “في سابقة هي الأولى من نوعها تقوم منظمة “أوفياء للتوراة والعمل”، وهي إحدى المنظمات الصهيونية الدينية المعروفة، بحملة دعائية تهدف لتهيئة المجتمع الديني لتغيير الوضع القائم في مسألة الزواج داخل إسرائيل وطرح خيار الزواج المدني. وفي إطار الحملة التي انطلقت منذ قرابة أسبوع ، نشرت المنظمة فيلماً قصيراً يكشف أن الوضع الحالي يُنفر الناس من الدين لأنه يفرض على مواطني إسرائيل الزواج في دور العبادة فقط، بدلاً من أن يمنحهم حرية الاختيار”.

مضيفاً أدمكار، أن الفيلم ذو الطابع الهزلي الساخر يعرض مواطناً إسرائيلياً يبدو في حيرة بالغة من الخيارات الكثيرة المتاحة أمامه، وكأن “الخيارات العديدة تحول الحياة إلى صداع كبير” بحسب معلق الفيلم. وإزاء تلك الحيرة يُظهر الفيلم المؤسسة الدينية اليهودية في إسرائيل وكأنها قررت أن ترحم المواطنين من ذلك “الصداع الكبير” من خلال غلق أبواب الاختيار، حيث يقول من يفترض أنه يمثل المؤسسة الدينية: “إنكم غير مضطرين أن تختاروا المكان الذي ستتزوجون فيه.. فأنتم لن تتزوجوا إلا عندنا”.

الحاخام الأكبر في إسرائيل بكشي دورون

بعد ذلك يعقد الفيلم مقارنة بين الوضع القائم الذي تسببت فيه المؤسسة الدينية وبين محاولة بعض أولياء الأمور تعليم أطفالهم أن يحبوا شيئاً بالإكراه، وفي تلك اللحظة يقول معلق الفيلم بحس ساخر: “من المعلوم تماماً أن الإكراه هو أفضل الطرق للإقناع”. ويظهر الفيلم في مشهده الأخير الإسرائيليين وهم يهرعون إلى السفر إلى قبرص لإجراء مراسم الزواج، بينما لا يحرك ممثل المؤسسة الدينية ساكناً. ويؤكد الكاتب على أن الفيلم يريد من ذلك إيصال رسالة مفادها أن الوضع القائم هو الذي يضطر الإسرائيليين أن يفضلوا إتمام الزواج في بلاد أخرى وليس في إسرائيل هروباً من المؤسسة الدينية اليهودية.

وتأتي اللقطة الختامية من الفيلم لتعرض للمشاهدين نصوصاً كثيرة في مسائل الزواج والطلاق في إسرائيل من منظور الشريعة اليهودية. ومن بين تلك النصوص الموجهة بالأساس إلى المجتمع الديني فتوى للحاخام الأكبر في إسرائيل “بكشي دورون”، يقول فيها: “إذا استجد خيار بديل للزواج الديني، فإن له الأفضلية الشرعية”. كما يستشهد الفيلم بفتوى أحد أبرز مفكري التيار الليبرالي داخل الصهيونية الدينية الحاخام الراحل “يهودا عميتال”، حيث قال: “لا أرى أية مصلحة في إبقاء الوضع القائم على حاله.. إنني أعتقد أنه يمكن إباحة خيار الزواج المدني لكل من يرغب فيه”.

وقد أوضح الدكتور “حانان مندل” رئيس مجلس إدارة منظمة “أوفياء للتوراة والعمل” قائلاً: “إن هدفنا من هذه الحملة الدعائية هو مخاطبة الوعي الجمعي لمجتمعنا الديني كي نكشف له أن الوضع الحالي بات في غاية السوء وبه خلل كبير، ليس فقط لأنه ينتهك الحقوق والحريات، بل لأنه أيضاً غير منضبط شرعياً بحيث أنه يدفع الناس للابتعاد عن الدين. وقد خلصنا إلى أن الوقت قد حان للتفكير بجدية في خيارات أخرى من شأنها إصلاح الوضع القائم فيما يتعلق بالزواج والطلاق، والانتقال بالمجتمع الإسرائيلي إلى وضع أفضل من الناحية الدينية”.

نصف المجتمع الديني مع الزواج المدني

يؤكد أدمكار على إن المنظمة كانت قد أجرت مؤخراً استطلاعاً لآراء عينة نموذجية مكونة من 400 شخص من التيار الديني القومي. وقد كشف الاستطلاع عن أن 49٪ من العينة يؤيدون بدرجات متفاوتة تطبيق الزواج المدني في إسرائيل بأي طريقة. كما كشف الاستطلاع عن أن 27 % من العينة يؤيدون الزواج المدني كخيار متاح للجميع إلى جانب الزواج الديني.

وفي تعليق للدكتور “حانان مندل” على نتائج الاستطلاع، قال: “إننا لم نكن بحاجة إلى هذا الاستطلاع لنعلم توجهات مجتمعنا، فنحن نعيش بين الناس ونعلم نبض الشارع جيداً، ورغبته في تغيير الأوضاع المزرية في مسألة الزواج في إسرائيل. إلا أن الاستطلاع الذي أجريناه وكذا معايشتنا اليومية لأبناء التيار الديني، هما ما دفعنا إلى تدشين هذه الحملة التي تهدف إلى رفع الوعي لدى أبناء التيار الديني بهذه المسألة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب