8 أبريل، 2024 10:26 م
Search
Close this search box.

زواج إستراتيجي غير مكتوب .. تحالف “إيران” مع “الديمقراطيين” الأميركيين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

كأنما ظهر تحالفًا، غير مكتوب، بين “إيران” والديمقراطيين الأميركيين، فهما يشتركان في هدف واحد؛ وهو في الوقت نفسه الأهم بالنسبة لهما، ألا وهو “طرد، دونالد ترامب، من البيت الأبيض”.

ونحن نعلم أي الخيارات تختار “إيران”، التي يتعين عليها التفاوض حتى اليوم، أو تقييد المفاوضات تمامًا. ماذا لو يبقى “دونالد ترامب” أربع سنوات أخرى بـ”البيت الأبيض”.. “لا.. لا يجب أن يبقى”. هذا هو نفس الهدف الذي يريده الديمقراطيون.

لقد هاجم بشدة، “جو بايدن”، المرشح الأساس عن تيار الديمقراطيين، “دونالد ترامب”، في نفس اليوم الذي أسقطت فيه “إيران” طائرة التجسس الأميركية، وقال: “السياسة الأميركية تجاه إيران كارثية”.

ويتساءل الباحث، “مهدي تدیني”، في مقالته على موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من “وزارة الخارجية”: أليس هذا هو نفس الاتفاق غير المكتوب الذي تحدث عنه ؟

مهدي تدیني

دروس تاريخية..

وأول مثال تاريخي؛ يعود للعام 1913، حيث المخاوف، آنذاك، من دخول “ألمانيا” و”روسيا” الحرب، حينها صدق الروس على مشروع يقضي بزيادة القوات العسكرية الروسية بمقدار 2 مليون شخص ومد آلاف الكيلومترات من السكك الحديدية، (وكانت تمثل البنية التحتية الأساسية في الحرب).. وبعد عام حين تقرر على الجنرالات في “ألمانيا” إتخاذ قرار الحرب من عدمه، تساءلوا: لماذا يجب أن نصبر ثم بعد عام ندخل الحرب ضد “روسيا”، حيث تدعيم الجيش بعدد 2 مليون جندي ؟.. من ثم تصوروا أن الحرب اليوم أفضل من التأجيل للمستقبل.

كذلك “العقوبات الأميركية” تزداد صعوبة يوميًا، و”أوروبا” لا تقدم مساعدات قوية لـ”الجمهورية الإيرانية”. والتهديد بالانسحاب من “الاتفاق النووي”؛ من جملة الأدوات المعدودة المتبقية لـ”الجمهورية الإيرانية”. وبات واضحًا أن “أوروبا” لن تفعل شيئًا.

أي أنهم لا يستطيعون؛ حتى وإن أرادوا. فالاقتصاد هو الحكومة الأساسية في الغرب والمسؤولون وكلاء اقتصاديون. فلو استمر الوضع على ذلك فسوف تواجه “إيران”، في 2020، مشكلات كبيرة مع “دونالد ترامب”؛ إذا تقرر أن يستمر أربع سنوات أخرى.

نقطة ضعف “ترامب” تنتهي بعد 2020..

لكن مازال لـ”ترامب”، حتى الآن، نقطة ضعف.. وتقريبًا أجمع جميع المحللين على أن “دونالد ترامب” لا يعتزم الدخول في مواجهات ضد “إيران”، حتى 2020. فهو ليس رجل حرب؛ وإنما مشكلته الرئيسة تتمثل في بقاءه بـ”البيت الأبيض”.

ومجددًا سوف يتطور ملف “كوريا الشمالية” سريعًا.. فلم يكن الوصول إلى اتفاق مع “كوريا الشمالية” بينما يتبقى عامان على الانتخابات الرئاسية مفيدًا بالنسبة لـ”ترامب”، لكنه يريد أن تكون هذه المسألة ورقة دعاية قوية !

لذا من المتوقع أن يعقد اتفاقًا كبيرًا مع “كوريا الشمالية”، خلال الأشهر المتبقية على الانتخابات. ومن ثم تتبقى “إيران”.. مثل نموذج الحرب “الألمانية-الروسية”. في هذه المرحلة لا يملك “ترامب” لا الإرادة ولا الاستعداد اللازمين للحرب على “إيران”. وهو لذلك يحتاج تحالف شامل، والمزيد من الوقت، والعزيمة الوطنية الراسخة، لأنه بالفعل يعدم كل ذلك.

إيران تستغل الوقت..

والطرف الإيراني يحسب ذلك جيدًا، ويقول: إذا كان من المقرر إندلاع مواجهات عسكرية، فالأفضل أن تكون اليوم، حيث لا يتمتع الطرف المقابل بالإرادة والقوة اللازمة. من هنا تبلور تحالف غير مكتوب بين “إيران” والديمقراطيين؛ تحت شعار “ضربة من جانبنا؛ والإذلال من جانبكم” !

بمعنى أن تضرب “إيران” الطائرة الأميركية؛ ومن ثم يهاجم “جو بايدن”، الرئيس “دونالد ترامب”.

ربما يتصورون أن خسارة “ترامب” بضع أصوات يكفي لخسارته في الانتخابات. ومن المقرر أن تهيء “إيران”، للديمقراطيين، وثيقة عدم كفاءة “ترامب”.

ولو يطلق “ترامب” لنفسه العنان ويدخل في حرب عسكرية عواقبها السياسية مجهولة، فسوف تزداد احتمالات خسارته في الانتخابات.

لكن سياسة “نحن نضرب وأنتم تشوهون”، محفوفة بالمخاطر، لأن “ترامب” يستفيد من إستفزاز “إيران”. فلقد صعد بنفسه درج الترقية من التجارة الاقتصادية للإدارة السياسية الأميركية؛ وهو ملم بكل حيل الدعاية والإعلام.

وسوف يستفيد من استفزاز “إيران” ويحصل على رمز الداعي للسلام. سوف يدعي أنه لم يرد على إسقاط الطائرة الأميركية، حرضًا على حياة عدد من الشباب الإيراني. وسوف يتمكن بذلك من جذب الأوروبيين لمعسكره على الصعيد الخارجي، وإثارة غيرة الأميركيين ضد “إيران” والديمقراطيين على الصعيد الداخلي.

ولك أن تتأكد عزيز القاريء أن الشعب الأميركي سوف يقول سريعًا: “الديمقراطيون يردون السلام مع الدولة التي تُسقط طائراتنا”. فلتنتظر مثل هذه التغريدات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب