28 أبريل، 2024 5:24 م
Search
Close this search box.

زلزال جيوسياسي في الشرق الأوسط .. تأثير حرب غزة على علاقات “طهران-الرياض” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

توضيح التأثير طويل الأمد للحرب الإسرائيلية في “قطاع غزة” على النُظم الجيوسياسية والبُنية الأمنية للشرق الأوسط؛ يتطلب الكثير من الوقت.

لكن أحد أهم الأسئلة المتداولة هو: كيف سيكون تأثير هذه الحرب على الحد من التوتر “الإيراني-السعودي” ؟.. بحسب تقرير صحيفة (آرمان ملي) الإيراني.

روايتان أساسيتان..

توجد روايتان حول تأثير الحرب الإسرائيلية على علاقات “طهران-الرياض”، الأولى: أن عمليات (طوفان الأقصى) وتعامل جميع الأطراف الإقليمية المتناغمة مع “إيران” مثل (حزب الله) اللبناني، والفصائل الشيعية العراقية، تزيد من معدلات مخاوف “السعودية” حيال “الجمهورية الإيرانية”.

الثانية: أن التضامن الإسلامي الراهن يُقلص الفجوة ويُزيد من التقارب “الإيراني-السعودية”. وكلا الحكومتين تُطالب بوقف فوري للنيران؛ ويُدينان التدمير غير المسّبوق للحرب الإسرائيلية على الشعب والبُنية التحتية في “غزة”، وتُعلنان استعدادهم للمحافظة على السلام والاستقرار في منطقة الخليج.

والحقيقة بخصوص الروايتين؛ والتي لا يمكن إنكارها، هي أنه لو كان لـ”الجمهورية الإيرانية” و”المملكة العربية السعودية” مخاوف مشتركة إزاء أزمة “غزة”، لكن “الرياض” ماتزال تتخوف من القدرات الإيرانية على الاستفادة من هذه الحرب بوسائل قد تضر بشكلٍ محتمل بـ”المملكة العربية السعودية” وجيرانها من العرب.

حالة التجاهل..

نفى “القاشيان”؛ الأستاذ بجامعة “لانكستر”، أن يكون للحرب الإسرائيلية على “غزة” تأثير كبير بالضرورة على العلاقات “الإيرانية-السعودية”، لكنه يظن أن الأوضاع الراهنة تدفع “السعودية” إلى إتباع: “حالة التجاهل” تجاه “إيران”، وقال: “السعودية تتخوف حيال إيران ودورها الإقليمي؛ وهذا أكبر تحدي أمني بالنسّبة للمملكة. وهي تعلم في الوقت نفسه أن الاحتلال الإسرائيلي والقصف العشوائي على غزة هو جزء من الفوضى الإقليمية”.

وبينما تتخوف “السعودية”، بل وتسّتاء من الردود الإيرانية، لكن أتصور أن التوتر بين “إيران” و”السعودية” لن يتجاوز الأطر الدبلوماسية والتفاوضية.

أهداف متفاوتة لمستقبل ما بعد الحرب..

من المهم أن نعلم؛ إذا كانت كلًا من “إيران” و”السعودية” تُريدان وقف إطلاق النيران في “غزة”، لكن لكل منهما أهداف متفاوتة لمرحلة ما بعد الحرب، لا سيما فيما يتعلق بحكومة ما بعد الحرب في هذه المنطقة التي تقع تحت الحصار.

وأحد أهم أسباب البلدين للعمل على تنفيذ وقف إطلاق النيران، إنما يرتبط بالأوضاع الاقتصادية في “إيران” و”السعودية”.

وبينما تقع “طهران” تحت ضغوط العقوبات، يتخوف المسؤولون الإيرانيون من تداعيات احتمالية تسّرب حرب “غزة” إلى المزيد من المناطق في الشرق الأوسط على الإضرار بالاقتصاد الإيراني.

ولـ”السعودية” بدورها؛ مخاوف خاصة بخصوص تأثير استمرار الأزمة في “فلسطين” على رؤية ولى العهد؛ “محمد بن سلمان”، 2030م.

مخاوف مشتركة..

وتشترك “الجمهورية الإيرانية” و”المملكة العربية السعودية”؛ باعتبارهما دولتان كبيرتان ذات أغلبية إسلامية، وتسّعيان للقيام بأدوار ريادية في العالم الإسلامي، مخاوف مشتركة حيال التدمير والموت نتيجة القصف والعمليات البرية الإسرائيلية في “قطاع غزة”.

وكان الرئيس الإيراني؛ “إبراهيم رئيسي”، قد أجرى بتاريخ 11 تشرين أول/أكتوبر الماضي، أول اتصال هاتفي بولي العهد السعودي؛ “محمد بن سلمان”، منذ التوقيع على اتفاقية تطبيع العلاقات قبل نحو سبعة أشهر.

علاوة على ذلك؛ فقد كانت مشاركة “رئيسي” في القمة الطارئة المشتركة لـ”الجامعة العربية” و”منظمة التعاون الإسلامي”؛ (OIC)، بخصوص “غزة”، بتاريخ 11 تشرين ثان/نوفمبر الماضي، بمدينة “الرياض”، هي الزيارة الأولى من نوعها لرئيس إيراني إلى “المملكة العربية السعودية”؛ منذ العام 2012م.

توطيد سياسة الحد من التوتر..

يقول “طلال محمد”؛ الأستاذ بجامعة “أكسفورد””، ومؤلف كتاب (المنافسة الإيرانية-السعودية): “كانت زيارة؛ رئيسي، إلى السعودية بالغة الأهمية بالنسبة للدولة الإيرانية، وتتماشي مع تركيز طهران الاستراتيجي على فلسطين والريادة الإقليمية والإسلامية. لقد هيأت أزمة غزة فرصة للجمهورية الإيراني للقيام بأولى خطواتها الدبلوماسية. لقد أتاحت المشاركة للجمهورية الإيرانية التغلب على معضلة: (من يبدأ بالزيارة). وجرى تصوير هذا اللقاء باعتباره مسّعى للوحدة الإسلامية والتضامن مع الأهداف الفلسطينية”.

بدوره؛ يعتقد “حميد رضا عزيزي”؛ عضو مؤسسة الأمن الألمانية والشؤون الدولية: “منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر، احتلت السعودية مركز جدول أعمال إيران الدبلوماسي. في هذه المرحلة لطالما تفاعل وزير الخارجية الإيرانية بشكلٍ مستمر مع نظرائه العرب؛ ومن بينهم نظيره السعودي، سّعيًا لتحقيق هدفين، الأول: تدعيم وتثبّيت حالة الحد من التوتر (الإيراني-السعودي)، والثاني: قناع الرياض بالتراجع عن مشروع تطبيع العلاقات مع إسرائيلي. كذلك تعتزم إيران الاستفادة من هذه الفرصة للقيام بدور إقليمي فعال وهام يؤهلها للتأثير على الديناميات الإقليمية من خلال التعاون مع سائر الدول”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب