خاص : ترجمة – آية حسين علي :
كشف الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، أن سرعة انهيار المنازل؛ التي شيدتها الحكومة في إطار خطة للإسكان منخفض التكلفة بدأها الرئيس السابق “محمود أحمدي نجاد” عام 2011، يشير إلى وجود فساد وقت بنائها.
وقال “روحاني”، خلال اجتماع للحكومة الإيرانية: “عندما يصمد منزل بناه مواطنون في منطقة سرب الذهب وينهار مبنى أمامه شيدته الحكومة؛ فهذا دليل على وجود فساد”.
وكان “روحاني” قد تفقد المناطق المتضررة من الهزة الأرضية القوية فى مدينة “كرمانشاه”، الثلاثاء الماضي، وتعهد بإعادة بناء المناطق التي تضررت من الزلزال في أقصر وقت ممكن.
زلزال بقوة 7.3 ريختر هو الأقوى منذ 14 عاماً..
ضرب زلزال بقوة 7.3 على مقياس ريختر، وعمق 33.9 كلم، مساء الأحد الماضي، منطقتي غربي إيران وشمال شرقي العراق، التي يسكنها أغلبية كردية، لكن وصل تأثيره إلى كافة المحافظات العراقية و8 مناطق في إيران، كما شعر به سكان بعض المناطق في قطر تركيا وإسرائيل، وتعد هذه الهزة هي الأقوى منذ 14 عاماَ.
وتسبب الزلزال في تدمير 8 بلدات إيرانية وأودى بحياة 530 قتيلاً على الأقل أغلبهم من إيران، إضافة إلى آلاف المصابين الآخرين، كما انقطع التيار الكهربائي في عدة مناطق وتأثرت خطوط المياه، وكثير من المنازل الريفية التي دُمرت كانت مصنوعة أساساً من الطين، لذا كان من السهل سقوطها.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي شائعة احتمالية وقوع زلزال آخر في نفس المنطقة، ما تسبب في زيادة الهلع لدى السكان الذين خرجوا إلى الشوارع خوفاً من تكرار الزلزال ونصبوا الخيام في المناطق الخالية من المنازل، وكشف معهد الجيوفيزياء بجامعة طهران أن الزلزال أعقبه عدة أرتدادات بلغ أكبرها قوة 4.7 درجة، كما أعلنت السلطات أن خطورة وقوع أرتدادات لا تزال قائمة.
“سربل ذهاب” الإيرانية الأكثر تضرراً..
كانت مدينة “سربل ذهاب” الإيرانية هي أكثر المدن تضرراً من الزلزال، إذ فقد 316 من سكانها حياتهم، وشكلت 4 مستشفيات ميدانية لإسعاف المصابين، وتم نقل الحالات الحرجة إلى مستشفيات في مناطق أخرى وإلى العاصمة طهران.
وصرح مواطنون لصحيفة (الموندو) الإسبانية، بأن المساعدات والإغاثة تصل لكن بدون تنسيق، فبعض الناس حصلوا على الرعاية الطبية والغذاء والبعض الآخر لم تصل إليه، وأشاروا إلى أن السلطات وفرت لهم خيام وأغذية وإسعافات أولية ومواد أخرى للمتضريين، لكنها لم توزع بشكل يضمن حصول جميع المستحقين عليها.
“حلبجة” و”دربندخان” الأكثر تأثراً في العراق..
في العراق، وقع الجزء الأكبر من الخسائر في “إقليم كردستان” وخاصة مدينتي “حلبجة” و”دربندخان”، كما تأثر “سد دربندخان” أيضاً.
ورغم موقف دولة تركيا من الإقليم، الطامح في الانفصال، إلا أنها كانت من أوائل البلدان التي قدمت له مساعدات، إذ أرسلت، الإثنين، طائرة شحن عسكرية إلى مدينة “السليمانية” على متنها فريق بحث وإنقاذ، وفريق طبي مكون من 25 شخصاً، وأطلق الهلال الأحمر التركي حملة جمع تبرعات لصالح المتضررين من الزلزال.
منطقة زلازل نشطة..
تقع العراق وإيران في منطقة زلازل نشطة، إذ تعرضتا إلى عدة هزات أرضية على مدار التاريخ، وقع أخطرها في إيران خلال كانون أول/ديسمبر عام 2003، وبلغت قوتها 6.6 درجة على مقياس ريختر، وكان مركزها مدينة “بم” الواقعة شرقي محافظة “كرمان”، وتسببت هذه الهزة في مقتل 31 ألف شخص، وجرح 50 ألفاً وشرد 10 آلاف بالإضافة إلى تدمير “قلعة بم” الأثرية.
كما تعرضت إيران إيضاً لزلزال قوي عام 1990 ضرب محافظتي “جيلان” و”زنجان” شمالي غرب إيران، وتسبب في مقتل حوالي 50 ألف شخص وجرح 60 ألفاً وتشريد 400 ألف آخرين.
ظاهرة شائعة..
تعد الهزات الزلزالية ظاهرة شائعة في جميع أنحاء الأرض، ويتركز ما يحدث منها على اليابس في ثلاثة نطاقات كبيرة هي:
– نطاق يمتد فوق سلاسل المرتفعات التي تحيط بسواحل المحيط الهادئ في أميركا الجنوبية وأميركا الشمالية وآسيا، ويتضمن الجزر وأشباه الجزر التي تكتنف تلك السواحل.
– ونطاق يشمل منطقة الأخاديد بشرقي إفريقيا وجنوب غربي آسيا، ويرتبط حدوث الزلزال في هذا النطاق بوجود الانكسار الإفريقي العظيم.
– ونطاق يمتد فوق سواحل البحر المتوسط ويشمل الألب والقوقاز, وفي تركيا وإيران وأفغانسان والعرق واليونان وإيطاليا وأرمينيا وبلدان وسط آسيا.
