20 مايو، 2024 8:37 ص
Search
Close this search box.

رُغم محاولات إتمام الهدنة .. “نتانياهو” يُصر على الحملة العسكرية برفح ليُزيد من عُّزلة إسرائيل !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

في الوقت الذي لم تسّتبعد الاستخبارات الأميركية إمكانية إتمام هدنة في “غزة”، يؤكد رئيس وزراء “إسرائيل” أن الجيش سيمضّي قدمًا في الحملة العسكرية على “رفح”.

وقال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية؛ “وليام بيرنز”، الثلاثاء، إنه: “لا تزال هناك إمكانية”، للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في “غزة” على الرُغم من استمرار وجود العديد من المسّائل المعّقدة.

وأمام جلسة استماع بـ”مجلس النواب” الأميركي؛ أضاف: “أعتقد أنه لا تزال هناك إمكانية للتوصل لمثل هذا الاتفاق. كما قلت، لن يكون ذلك بسبب قلة محاولاتنا، نعمل عن كثب مع نظرائنا الإسرائيليين والقطريين والمصريين. هذه عملية صعبة للغاية”.

وتابع: “لا أعتقد أنه يمكن لأي شخص ضمان النجاح. الشيء الوحيد الذي أعتقد أنه يُمكنك ضمانه هو أن البدائل أسوأ”.

تصّميم على حملة عسكرية على “رفح”..

وفي ذات السيّاق؛ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، يوم الثلاثاء، إن “إسرائيل” ستمّضي قدمًا في الحملة العسكرية على “رفح”؛ بجنوب “قطاع غزة”، وسّط تزايد الضغوط الدولية.

وتزايدت الدعوات التي تُطالب “إسرائيل” بعدم دخول “رفح”، وهي واحدة من آخر المناطق الآمنة نسّبيًا، حيث يلجأ نحو: (1.5) مليون شخص.

وأضاف “نتانياهو”؛ في كلمةٍ عبر الفيديو أمام مؤتمر لـ”اللجنة الشؤون العامة الأميركية-الإسرائيلية”؛ (أيباك)، في “واشنطن”: “سننُهي المهمة في رفح؛ بينما سنُمكن السكان المدنييّن من الابتعاد عن طريق الأذى”.

وجاءت تصريحات “نتانياهو”؛ بينما يعتزم زعماء “الاتحاد الأوروبي” حّث “إسرائيل” على عدم شّن عملية برية في “رفح”، وفقًا لمسّودة نتائج قمة مقبلة.

وجاء في المسّودة التي اطلعت عليها (رويترز)؛ أن: “الاتحاد الأوروبي؛ يُحّث الحكومة الإسرائيلية على الامتناع عن القيام بعملية برية في رفح، حيث يبحث أكثر من مليون فلسطيني حاليًا عن الأمان هربًا من القتال وسّعيًا للحصول على المساعدات الإنسانية”.

ويتطلب النص موافقة جميع زعماء “الاتحاد الأوروبي” السبعة والعشرين؛ على أن يُجري اعتماده في القمة يومي 21 و22 آذار/مارس.

وقال الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، يوم السبت، إن “نتانياهو”: “يضُّر إسرائيل أكثر مما يُساعدها” من خلال إدارة الحرب بطريقة تتعارض مع قيّم البلاد.

وكان الغموض قد خيّم على مسّار المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى بين “إسرائيل” وحركة (حماس)، وذلك بعد توقفها في القاهرة؛ يوم الخميس الماضي، دون الإعلان عن مصّير تلك المفاوضات ونتائجها ومحاولة الوصول إلى إبرام صفقة قبيل شهر رمضان المبارك.

وتترقب الأوسّاط السياسية مصيّر الهدنة التي من شأنها إنقاذ الآلاف من الشعب الفلسطيني وتسّهيل دخول المساعدات إلى “غزة”، بعد الصعوبات الإنسانية الأخيرة في القطاع.

محاولات جديدة..

وكشف مصدر دبلوماسي مصري أن الجانب المصري يُنسّق مع الجانب القطري والأميركي للقيام بمحاولات وسّاطة جديدة قد تُسّاهم في الوصول إلى إقرار هدنة إنسانية في أقرب وقتٍ بين “إسرائيل” وحركة (حماس) لتهدئة الأوضاع خلال الشهر الكريم.

وأوضح المصدر لموقع (24) الإماراتي؛ أن المفاوضات لم تتوقف نهائيًا، ولكن التواصل مازال مستمرًا مع كافة الأطراف من أجل التوصل إلى نقاط تفاهم تُسّاعد في إقرار الهدنة سريعًا وإنقاذ ما يمكن إنقاذه داخل “قطاع غزة”.

وكانت المفاوضات الرامية لإقرار اتفاق تهدئة في “قطاع غزة”؛ والتي عُقدت في “القاهرة”؛ الأسبوع الماضي، قد تعثّرت، وغادر وفد الحركة العاصمة المصرية للتشّاور.

وكان الخلاف حول وقف كامل لإطلاق النار حسّب رغبة (حماس)، بينما تُريد “إسرائيل” تهدئة مؤقتةً يتم خلالها تنفيذ صفقة لتبادل الأسرى، وكان الوسّطاء يأملون الوصول إلى حل قبل حلول شهر رمضان.

إحراج “إسرائيل” أمام العالم..

ومن جانبه؛ قبّل سفير فلسطين السابق في القاهرة؛ الدكتور “بركات الفرا”، إن “إسرائيل” لا تُريد أن تنجح المفاوضات وترغب في الاستمرار في الحرب، ومصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، أن تظل الحرب مستمرة على “غزة” لأنه يعرف جيدًا إذا انتهت الحرب سوف توجه له المشاكل ولحزبه والأوضاع الداخلية ستكون ضده بالكامل.

وأوضح السفير “بركات الفرا”؛ أن حركة (حماس) أيضًا لا تُريد أن تُظهر وكأنها مهزومة بعد (05) شهور من الحرب، والوضع مرتّبك للغاية في الوقت الحالي، وقال: “لابد أن يكون هناك تجاوب من الطرف الفلسطيني لوضع إسرائيل في (خانة اليك)؛ مثلما يُقال، وأن تظهر إسرائيل أمام العالم أنها المسؤولة عن تعطيل الاتفاق”، مشيرًا إلى أنه من مصّلحة الشعب الفلسطيني أن يتم عقد الهدنة ووقف الدمار والقتل في أسرع وقت.

وأشار السفير الفلسطيني السابق؛ إلى أن “إسرائيل” تُعّرقل المفاوضات والمسؤولة عن فشلها، مما سوف يعّزلها عن الدعم الدولي والغربي خاصة.

واستضافت “القاهرة”، الأحد الماضي، وعلى مدار (04) أيام، جولة مفاوضات تسّتهدف الاتفاق على تهدئة في “غزة” لمدة (06) أسابيع، شّاركت فيها وفود من (حماس)، و”قطر، والولايات المتحدة الأميركية”، بينما غابت “إسرائيل” عن هذه الجولة، لأن (حماس) رفضت تنفيذ طلبها بتقديم قائمة بأسماء الأحياء من المحتجزين لديها.

وكان جهاز المخابرات الإسرائيلي؛ ذكر في بيان يوم السبت الماضي، أن الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في “غزة” مستمرة.

وأضاف (الموساد)؛ أن رئيس الاستخبارات الإسرائيلي؛ “دافيد برنياع”، التقى نظيره الأميركي؛ “ويليام بيرنز”، نهاية الأسبوع الماضي، لبحث اتفاق يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن.

تجاوز كل الحدود..

وبسبب تصاعد الأوضاع الإنسانية بشكلٍ مأساوي في “قطاع غزة” الفلسطيني؛ واستمرارية أعمال القتل والتدمير، تحرّرت الصحافة الفرنسية من كافة القيود ومحاولات التوازن في سياساتها، لتُشنّ هجومًا غير مسّبوق على “إسرائيل” نتيجة تكثيف حربها وحصارها للمدنيّين، مُتهمة “تل أبيب” بتجاوز كل الحدود بشكلٍ لا يُمكن أن يتم تبريره تحت أيّ شكلٍ كان.

الأرض المحروقة..

تحت عنوان “غزة: سياسة الأرض المحروقة غير المبررة التي تنتهجها إسرائيل”؛ جاءت افتتاحية الـ(لو موند)؛ التي كتبها المحرر السياسي، لتُهاجم استخدام الجيش الإسرائيلي لقوة مسّلحة غير متناسّبة حوّلت شريطًا ضيّقًا من الأراضي الفلسطينية إلى مناطق غير صالحة للسّكن إلى حدٍّ كبير. مُشيرة إلى أنّه لا فائدة اليوم من الحديث عن حلّ الدولتين إذا ما ظلّت تلك الأراضي حقولاً من الخراب، إذ أنّ من يرجع إلى “غزة”، إن عاد، لن يجد إلا أرضًا محروقة، فلا بيوت ولا زراعة ولا شيء باقٍ.

وذكرت الصحيفة الفرنسية؛ أنّ إطلاق “إسرائيل” العنّان للقوة النارية الضخمة يؤدي إلى إلغاء التميّيز بين الأهداف المدنية والعسكرية، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي هجماته وإلقاء المسؤولية على عاتق حركة (حماس) بسبب تشّابك بُنيتّها التحتية في النسّيج الحضري لـ”قطاع غزة”، إحدى المناطق ذات الكثافة السكانية الأعلى في العالم.

استهداف الذاكرة والمُستقبل..

ونشرت الـ (لو موند) مجموعة من الشهادات التي تُعطي المعنى الكامل لصيغة الأرض المحروقة. مُعتبرة أنّ هجمات الجيش الإسرائيلي تستهدف الذاكرة والتاريخ بنفس القدر من خلال التدنيّس على نطاق كبير لمقابر “غزة” وتراثها، وكذلك استهداف المستقبل، وعلى وجه التحديد، عبر تدمير الجامعات في الشريط الضيق من الأرض ومئات المدارس كذلك.

وتحدّثت عن حالة الإحباط الذي أعرب عنه حلفاء “إسرائيل” الغربيون بشأن الصعوبات في إيصال المساعدات الغذائية إلى مناطق مهددة بالمجاعة بسبب حصار الجيش الإسرائيلي، وهو ما يُنذر بالمعركة التي يجب خوضها لإعادة بناء “غزة”؛ التي تواجه رُغم ذلك خطر البقاء تحت الحصار.

وأكدت اليومية الفرنسية؛ أنّه من دون ممارسة ضغوط حقيقية على “إسرائيل”، فإنّه لا يُمكن تنفيذ عملية إعادة إعمار حقيقية في “قطاع غزة”؛ الذي أصبح غير صالح للسّكن إلى حدٍّ كبير. ودعت إلى أن تُركّز جهود “الولايات المتحدة” والأوروبيين، في المقام الأول على إزالة العقبات التي تضعها “إسرائيل” تجاه مرور المُساعدات الإنسانية.

تُترك للجوع والفوضى..

كذلك وتحت هذا العنوان؛ قالت الـ (لو موند) في تقريرٍ آخر، إنّ الجيش الإسرائيلي دمّر بشكلٍ منهجي إدارة مدينة “غزة” وبُنيتها التحتية حيث يعيش: (300) ألف رجل وامرأة وطفل في مركزها، وسمح بنشوء فراغ مذهل في السلطة. فيما تُرك سكان المدينة لحالهم يُعانون أسوأ الأوضاع المعيشية. كما أنّ هناك ما يُزيد عن مليون شخص في مدينة “رفح” يُحاولون البقاء على قيّد الحياة تحت وطأة الرعب من هجوم إسرائيلي مُحتمل واسع النطاق، وذلك بينما أقيمّت الخيم على عجل في الحقول والشوارع والحدائق، والتي بات يصل سعر الواحدة منها إلى: (1000) دولار.

وأضافت أنّ القوات الإسرائيلية تركت مدينة “غزة” للجوع والفوضى، بعد أن دمّرت أو ألحقت أضرارًا بمعظم المباني، ولا سيّما المراكز الإدارية، والوزارات، والمبنى العثماني الذي كان يضم مكتب البلدية، وأرشيف البلدية، ومقر البرلمان، وبيوت كبار المسؤولين المرتبطين بشكلٍ أو بآخر بحركة (حماس). بالإضافة الى تحطيم أنابيب المياه بواسّطة حفارات الجيش الاسرائيلي وتعطّل شبكة الكهرباء والاتصالات، حيث بات السكان مشغولين للغاية بالبحث عن الغذاء.

لا توجد أيّ مبررات !

ونقلت الـ (لو موند) عن وزير الخارجية الفرنسي؛ “ستيفان سيغورني”، قوله إنّه الأزمة الإنسانية في “غزة” تخلق حالات لا يُمكن الدفاع عنها؛ ولا يُمكن تبريرها. وردًّا على سؤال حول مُطالبة “محكمة العدل الدولية”؛ في كانون ثان/يناير، باتخاذ إجراءات لحماية سكان “غزة”، استّنكر مسؤول الدبلوماسية في “فرنسا” عدم تخفيف “إسرائيل” لعملياتها العسكرية في “قطاع غزة”، مؤكدًا التوافق بين مطالب الحكومة الفرنسية و”محكمة العدل الدولية” تجاه الحكومة الإسرائيلية بهدف حماية المدنيّين.

إسرائيل” تعّزل نفسها..

من جهتها؛ تساءلت يومية (لو فيغارو)، التي كانت من أشد المُدافعين عن الهجمات الإسرائيلية ضدّ حركة (حماس) في البداية: “هل تعّزل إسرائيل نفسها عن الساحة الغربية نتيجة الكارثة الإنسانية في غزة ؟”، وتنقل عن الباحث في “المعهد الوطني للدراسات الأمنية”، بجامعة تل أبيب؛ “تشاك فريليتش”، والذي كان مُستشارًا أمنيًا في مكتب رئيس الوزراء، رؤيته بأنّه في حال فشلت “إسرائيل” في إنهاء الحرب فمن المُرجّح أن تتأزم علاقاتها مع “أوروبا والولايات المتحدة”.

وقالت الصحيفة؛ إنّه في خضم الفوضى التي تعيشها “غزة”، فإنّ العصابات المسّلحة تتكاثر في قطاع مُهّدد بالمجاعة بات يسّود فيه قانون الأقوى بين السكان، وأصبح الطعام هدف الجميع، وذلك بينما تسمح “إسرائيل” للفوضى بأن تترسّخ في القطاع في ظلّ فشلها في ملء الفراغ الناجم عن تدمير الهياكل العسكرية والإدارية لحركة (حماس).

كارثة إنسانية حادة..

أما صحيفة (ليبراسيون)؛ فقد أكدت بدورها أنّ سكان “غزة” يتضوّرون جوعًا، وأنّ هجمات الجيش الإسرائيلي لم تقتصّر على تدمير الأراضي الفلسطينية فحسّب، بل أحدثت كارثة إنسانية حادة، حيث تخضع المُساعدات الإنسانية عن طريق البر لموافقة “إسرائيل” مما يحدّ بشكلٍ كبير من مرور الشاحنات ووصول الأغذية، ويضطر بعض السكان إلى تناول العلف المخصص للحيوانات.

ورأت اليومية الفرنسية؛ أنّ الضغط الأميركي لم يكن كافيًا لإبرام هدنة بين “إسرائيل” و(حماس) تبدأ في شهر رمضان، لتبدو الإدارة الأميركية عاجزة في مواجهة رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، الذي باتت تنتقده الآن علنًا بسبب عدم اكتراثه بالأرواح البريئة والأوضاع المعيشية المأساوية في “غزة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب