خاص : ترجمة – بوسي محمد :
لا يزال أكثر من 40 جهة فعّالة تحارب التمييز العنصري، الذي أحبط أسطورة السينما الهوليوودية الراحلة، “غودي غارلاند”، الحائزة على جائزة “غولدن غلوب”، وجائزة “أكاديمية الأحداث”، وجائزة “توني” الخاصة، فهي أول امرأة وأصغر فائز بجائزة “سيسيل بي ديميل” لإنجازات الحياة في صناعة السينما، وذلك عن عمر التاسعة والثلاثين.
وكانت “غودي”؛ أول امرأة تفوز بجائزة “غرامي” لألبوم السنة؛ لتسجيلها الحي (غودي في قاعة كارنيغي). وفي عام 1997، منحت “غارلاند” جائزة “غرامي” لإنجاز العمر، وتم إدخال العديد من تسجيلاتها في قاعة “غرامي” للمشاهير. وذلك من خلال فيلم (Judy)، الذي أغدق النقاد الثناء عليه بعد عرضه في عدة مهرجانات سينمائية، يأتي في مقدمتها “تورنتو”.
في الفيلم يركز المخرج، “روبرت غولد”، على آخر عام من حياة “غارلاند”، حيثُ تظهر فيه الممثلة الحائزة على جائزة الـ”أوسكار”، “رينيه زيلويغر”، التي تجسد شخصيتها في الفيلم بصورة مختلفة كليًا كما لم ترى “غارلاند” من قبل.
ضريبة الشهرة..
في عام 1962، تلقت “غودي غارلاند”، ترشيح “أوسكار” عن دورها في فيلم (Judgment at Nuremberg)، وهو الترشيح الذي اعتبرته بمثابة أول طريق نحو النجاح. لكن القدر خطط لها بداية أخرى، فالفيلم كان أول طريق الشقاء، فنجاحها زاد من عدد أعدائها في المجال الفني، فانتشرت الشائعات نحوها في محاولة لتثبيط موهبتها والتراجع عن أحلامها، ومنذ نجاحها المبكر، تشوهت كل جوانب حياتها بمحاولات يائسة لإضعافها.
فقد عانت، في سن مبكرة، في حياتها الشخصية، وهي الفترة التي شهدت بزوغها الفني، حيث خضعت لجلسات نفسية في سن الثامنة عشرة بسبب ضغوط النجومية في سن المراهقة. وقد تأثرت صورتها عن نفسها من المديرين التنفيذيين الذين قالوا إنها غير جذابة وتلاعبوا بمظهرها على الشاشة. كما عانت من المشاكل المالية، وفي أحيان كثيرة كانت تدين بمئات آلاف الدولارات في شكل ضرائب رجعية.
وكان للمعاناة نصيب أيضًا في زيجاتها، فقد تزوجت، “غارلاند”، خمس مرات، وإنتهت الزيجات الأربع الأولى بالطلاق. كما عانت طويلًا من إدمان المخدرات والكحول، مما أدى في النهاية إلى وفاتها بجرعة زائدة من “الباربيتورات” في سن السابعة والأربعين.
تلعب “غودي” دور نجمة واحدة تعمل من خلال تقلبات قصتها في “هوليوود” عبر قصة أخرى. إذ أشاد الناقد البريطاني، “أوين غليبرمان”، بسيناريو “توم إيدغ”؛ الذي وصفه بـ”الرائع”، فهو سيناريو سينمائي رائع يدوم حتى نهايته.
حيثُ أبتعد مؤلف الفيلم عن كليشيهات الحبكات الساقطة، وأعاد صياغة قصة “غارلاند” لجمهور ما بعد حملة (# MeToo)، المناهضة للتحرش الجنسي، والتي ظهرت في أعقاب اتهام المنتج السينمائي، “هارفي وينشتاين”، بالتحرش، يدرك النساء اللائي يتعرضن للإيذاء والقوة في صناعة الفن السابع.
“أعتدت أن يكون لدي طموح”.. بهذه العبارة بررت “زيلويغر” أسباب تُقبل الدور، دون أن تخشى من المقارنة الظالمة التي يمكن أن يضعها فيها الجمهور. حيثُ أشارت إلى أن “غودي” مصدر إلهامها نحو النجاح، فهي قصة امرأة كافحت من أجل النجاح رغم المعوقات التي كانت تعرقل طريقها.
“زيلويغر” و”غودي”..
وقالت “زيلويغر”، (50 عامًا)، التي تشتهر بسلسلة أفلام (بريدغيت غونز) الكوميدية، لمجلة (بيبول)؛ إنها خضعت لدروس للصوت وأمضت ساعتين يوميًا لتتحول إلى شخصية “غودي غارلاند”؛ بالاستعانة بأجزاء جسم صناعية وشعر مستعار.
وتغني “زيلويغر” في أول إعلان لفيلم (غودي)، الذي صدر الجمعة، أغنية (في مكان ما فوق قوس قزح) “ساموير أوفر ذا رينبو”، التي تشتهر بها “غارلاند”، لكن بإيقاع بطيء في الفيلم الذي يصور “لندن” في عامي 1968 و1969. حيثُ جسدتها بشكل رائع كجزء من إعادة الوعي، والعودة إلى البراءة.
وحظيت “زيلويغر”، الحائزة على “أوسكار” أفضل ممثلة مساعدة في عام 2004 عن دورها في الفيلم الدرامي (الجبل البارد-كولد ماونتن)، على إعجاب النقاد عن تجسيدها لشخصية “غودي”.
وكانت “مينيلي” قد كتبت على (فيس بوك)، في حزيران/يونيو 2018: “لا أقبل أو أوافق بأي شكل على الفيلم المقبل عن غودي غارلاند”.
الطاقم: المخرج؛ “روبرت غولد”. سيناريو: “توم إيدغ”، مقتبس من مسرحية (نهاية قوس قزح) لـ”بيتر كويلت”. الكاميرا (اللون): “أولي بيركيلاند”. المحرر: “ميلاني أوليفر”. الموسيقى: “غابرييل يارد”.
بطولة: “رينيه زيلويغر”، “غيسي باكلي”، “فين ويتروك”، “روفوس سيويل”، “مايكل غامبون”، “دارسي شو”، “بيلا رامزي”، “رويس بيريسون”، “تيم أهيرن”، “جون داغليش”، “غيما ليا ديفيروكس”، “فينيلا وولغار”، “أندي نيمان”، “فيل دونستر”.