13 فبراير، 2025 4:56 م

“رويداد آمروز” الإيرانية تقرأ .. رسالة تصريحات “دونالد ترمب” الأخيرة بخصوص الجمهورية الإيرانية

“رويداد آمروز” الإيرانية تقرأ .. رسالة تصريحات “دونالد ترمب” الأخيرة بخصوص الجمهورية الإيرانية

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

أعلن “دونالد ترمب”؛ في أحدث حوار مع صحيفة (نيويورك بوست)، أنه طالب باتفاق غير نووي مع “إيران”، قائلًا: “فأنا أرُجح ذلك على القصف الشديد”، في حين أنه كان قد قال في وقتٍ سابق؛ لا سيّما خلال لقائه الأخير؛ بـ”بنيامين نتانياهو”، لن نسمح بامتلاك “إيران” سلاحًا نوويًا. بحسّب ما استهل “پگاه سادات طباطباء”؛ تقريره المنشور بصحيفة (رويداد آمروز) الإيرانية.

مشكلة التعامل مع شخص غير متوقع !

ورُغم نفي “محمد رضا عارف”؛ النائب للرئيس الإيراني، نية “إيران” الاستفادة من السلاح النووي بموجب فتوى دينية وشرعية، بالإضافة إلى عضوية “إيران” في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. لكن الملاحظة التي تسّترعي الانتباه، هي أن “ترمب” شخصية غير قابل للتوقع بالفعل، إلا أنه يتضّح من موقفه حيال الكثير من القضايا؛ مثل حلف الـ (ناتو)، والحرب الأوكرانية، والانسحاب من المنظمات والتحالفات الدولية، أنه يُمكن فهم ذلك في إطار نهج الواقعية الجاكسونية والنيومركانتيلية، ومع ذلك نشهد مواقف مختلفة من جانبه فيما يتعلق بـ”إيران”.

وفي فترته الرئاسية الأولى؛ كانت مواقف “ترمب”، تجاه “إيران” ثابتة، لدرجة أنه وضع رسميًا عدم الالتزام بـ”خطة العمل الشاملة المشتركة” والخروج منها على جدول أعماله، ولم يكن مستعدًا للتفاوض والاتفاق مع “إيران”، وهو ما يحمل عدة رسائل مهمة، الأولى: أن “ترمب” يتمتع الآن بنُضج سياسي أكبر مقارنة بفترته الرئاسية الأولى.

رسائل للقراءة والفهم..

من ناحيةٍ أخرى؛ لم يكن للضغوط القصوى على “إيران” تأثير كبير. كذلك فقد أشار بوجود “نتانياهو” إلى أن قوة “إيران” لم تضَّعف بل على العكس ازدادت قوة، رُغم أنه عزا فيما بعد، زيادة قوة “إيران” إلى سياسات؛ “جو بايدن”، الخاطئة، لكن يبدو أن نيّته الأساسية، قبل أن تكون نقد سياسات الإدارة الأميركية السابقة، موجهة للجانب الإيراني، وهي رسالة بالتفاوض والاتفاق مع “إيران”، وكما سبقت الإشارة، فقد أطلق هذه التصريحات بوجود “نتانياهو”، ونظرًا لأنه قدم دعمًا كبيرًا لـ”إسرائيل”، لم يُشّر حتى إلى برنامج “إيران” للطائرات المُسيّرة والصواريخ، وهو ما يعكس تغييّر موقف “ترمب” تجاه “إيران”، حرصًا على الوصول إلى اتفاق، ونظرًا لأن “نتانياهو” كان قد طلب عدم توقيع أي اتفاق أميركي مع “إيران”، بل إنه كان من أشد المعارضين للاتفاق الشامل للإجراءات المشتركة عام 2015م، لكن يبدو أن “ترمب”، ورغم التزامه بدعم “إسرائيل”، لكن حرصًا على عدم تجاوز اتفاق وقف إطلاق النار، وأيضًا اعتبار قوة “إيران” ملحوظة على الرُغم من الاعتراف بتراجع القوة الإقليمية لـ”إيران” نتيجة سقوط؛ “بشار الأسد”، وتلقي (حزب الله وحماس) لضربات، فإنه يعتبر التفاوض والاتفاق مع “إيران” خيارًا عقلانيًا؛ إذ لا تزال هناك إمكانية لنفوذ “إيران” وزيادة قوتها الإقليمية، ومن ناحية أخرى، كما سبقت الإشارة، فإن سياسة “الضغوط القصوى” لم تنجح أيضًا في التعامل مع “إيران”.

مع هذا؛ ورغم التزام “إيران” بتعهداتها المنصوص عليها في “خطة العمل الشاملة المشتركة”، وعدم وفاء “الولايات المتحدة” بالعهد وانسحاب “ترمب”؛ حيث صرح “محمد جواد ظريف”؛ أن برجام تم التفاوض عليه كلمة بكلمة، إلا أن “ترمب” اعتبره لاغيًا، كذلك اعتبر المرشد أن التفاوض مع “أميركا” غير عقلاني وغير حكيم.

ومع أنه لا يمكن التعليق بشكلٍ صريح على المفاوضات والاتفاق مع “الولايات المتحدة الأميركية”، لكن لا يبدو أن “ترمب” يُريد اتباع سياسة الحرب، ويسّعى بشكلٍ أكبر للحصول على امتيازات، بدورها “إيران” لم تسعى مطلقًا لتلبية متطلبات “الولايات المتحدة الأميركية”؛ بل جاهدت لتجنب اتخاذ موقف ضعف، ومن ناحية أخرى، أكملت التصريحات الأخيرة للقيادة الحجة وأظهرت أنه لا يمكن الوثوق بسياسات “ترمب” الأخيرة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة