19 أبريل، 2024 10:11 ص
Search
Close this search box.

روسيا وقطر وإقليم كردستان .. أكثر المستفيدين من تحالفات النفط والغاز

Facebook
Twitter
LinkedIn

فعلها الإقليم الذي طالما ينادي بالاستقلال السياسي والمادي.. حقق أولى خطواته لإعلان قدراته على إدارة شؤونه الاقتصادية والمالية دون العودة لحكومة بغداد.. خبر من كلمات صغيرة تداولته وكالة “رويترز” للأنباء في الساعات الأولى من صباح الأول من نيسان/أبريل 2017، لكنه ليس “كذبة أبريل”، إذ نقلت “رويترز” عن من أسمتهم بالمصادر التجارية قولهم إن شركة “روس نفط” الحكومية الروسية العملاقة ستصبح أول شركة بترول كبرى تشتري الخام الكردي من إقليم كردستان مباشرة لتكريره لديها.

أول عملية بيع مباشر

من حق إقليم كردستان أن يفتخر بهذه الصفقة التي مهد لها في شباط/فبراير 2017، وأن يعلنها للعراق والعالم أن الاتفاق هو أول عملية بيع مباشر لصالح شركة تكرير من كبريات الشركات العالمية وستفتح الباب أمام منافسين كثر لدخول سوق النفط الكردستاني، ليس هذا فقط بل إن وجود شركة روسية بهذا الحجم في سوق النفط الكردستاني يطمئن الإقليم الذي طالما يسعى للاستقلال والاعتماد على ذاته في كل شيء!

الاتفاق الذي جرى بين “روس نفط” وكردستان ينص على أن تبحر ناقلات النفط من ميناء “جيهان” التركي إلى ميناء “ترييستي” الإيطالي حيث يمكن نقل الخام من هناك عبر خط أنابيب إلى محطات التكرير التابعة لعملاق النفط الروسي في ألمانيا.

خصخصة “روس نفط”

قبل الاتفاق على هذه الصفقة بشهرين وتحديداً في كانون أول/ديسمبر الماضي كشف الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” عن خصخصة شركة “روس نفط” – المتعاقدة مع إقليم كردستان -، وأوضح الكرملين تفاصيل الصفقة، من أن موسكو باعت حصة تقدر بـ19.5% من روس نفط إلى تحالف بين الصندوق السيادي القطري وشركة “غلينكور” لتجارة السلع الأولية والتعدين.

لقد أعلن عن صفقة بيع حصة كبيرة من عملاق النفط الروسي بشكل مفاجئ، ووصفها بوتين بأنها أكبر اتفاق للخصخصة، وأكبر صفقة للبيع والشراء في قطاع النفط والغاز العالمي في عام 2016، وحققت هذه الصفقة التي تتيح لقطر شراكة مهمة مع روسيا في أهم اقتصاديات العالم “النفط والغاز” نحو 10.5 مليارات يورو، أو نحو 11.3 مليار دولار، وقال الرئيس الروسي إنه يأمل أن يساعد تحالف المستثمرين الجدد على تحسين الحوكمة والشفافية في الشركة وزيادة قيمتها السوقية، بالتأكيد يعول بوتين على أموال الخليج، خاصة وأن قطر إحدى أهم الدول التي تنفق ببذخ في أوروبا وأنحاء العالم من أجل توسيع قاعدة استثماراتها.

حصة مسيطرة

ولم يفت بوتين التأكيد على أن حكومة بلاده ستحتفظ بحصة “مسيطرة” في الشركة تزيد على 50%. وستكون للصندوق السيادي القطري وغلينكور حصتان متساويتان في تحالف المستثمرين، وهي نسبة كبيرة لقطر بالتأكيد لها أهدافها التي قد لا تستطيع تحقيقها منفردة بدون واجهة سياسية عملاقة كروسيا.

تحالفات ممتدة

اللافت للنظر هو أن الشركة الروسية – اتفقت مع “إيني” الإيطالية للغاز والنفط في الثاني عشر من كانون أول/ديسمير 2016، على بيع حصة تبلغ 30% من حقل “ظُهر” المصري المدرج تحت الاكتشافات الكثيفة من الغاز في البحر المتوسط، لصالحها مقابل 1.125 مليار دولار.

منح الاتفاق شركة روس نفط الروسية أيضاً خيار شراء حصة إضافية تبلغ 5% بنفس الشروط، في نفس الوقت الذي استحوذت قطر فيه على 19.5% من حصتها.

قطر تستثمر في حقل مصري

يرى خبراء النفط أن الصفقة القطرية الروسية للاستثمار في الحقل المصري لا تخرج عن الإطار الاستثمارى، وليس لها أي أغراض سياسية – مصر وقطر يختلفان على المستوى السياسي تماماً -، فقط تريد قطر أن تحافظ على ترتيبها المتقدم في إنتاج الغاز، إذ تحل ثالثاً في إنتاج أهم مصدر للطاقة بنسبة 14% من احتياطي إنتاج الغاز بالعالم بعد كل من روسيا وإيران، وسيتيح لها الاندماج مع الشركة الروسية في الاستفادة مما سينتجه حقل “ظهر” المصري والمتوقع إنتاجه المبكر فى نهاية عام 2017، بمعدل إنتاج مليار قدم مكعبة يومياً من الغاز، يصل بعد حفر واستكمال آباره الأخرى إلى 2.7 مليار قدم مكعبة يومياً، فى نهاية عام 2019، باستثمارات تقدر بحوالى 12 مليار دولار، تصل إلى 16 مليار دولار على كامل عمر المشروع، ما يشير إلى أن قطر تريد دائماً التواجد ضمن خريطة أهم الدول المكتشفة للغاز.

هرباً من العقوبات

على جانب آخر يأتي استحواذ روس نفط الروسية القطرية على النفط الكردستاني، في وقت أقرت فيه محكمة العدل الأوروبية في آذار/مارس 2017 عقوبات اقتصادية كان الاتحاد الأوروبي قد فرضها في 2014 على الشركة رداً على ما أسمته بأفعال روسية تهدف إلى زعزعة استقرار أوكرانيا في صيف 2014، ما يشير إلى أن روسيا وافقت على العرض القطري للاندماج في إحدى أهم شركاتها لإنتاج النفط والغاز هرباً من العقوبات ولإيجاد منفذاً تتحايل به لتصدير وبيع منتجاتها من الطاقة في أهم أسواق العالم.

كردستان يكسب شريكاً قوياً

النتيجة أن الكل رابح من تلك الصفقات، فإقليم كردستان كسب أهم شريك دولي له ثقل وقوى عسكرية داعمة له في أي موقف تفاوضي حول الاستقلال التام عن العراق، وهو الدب الروسي الذي يحسب له العالم ألف حساب، كما ضمن الإقليم تسويق وبيع منتجاته في أهم الأسواق العالمية للنفط، فضلاً عن ضمان روسيا الاستحواذ على حصص أكبر من النفط وبالتالي استمرار الحفاظ على احتياطيها والاعتماد على مصادر خارجية، وفي الأخير ضمنت قطر أن تكون لاعباً أساسياً في أهم شركات العالم للنفط والغاز تحت العباءة الروسية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب