7 أبريل، 2024 6:13 ص
Search
Close this search box.

روسيا .. من يستطيع جذبها ناحيته تل أبيب أم طهران ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب- سعد عبد العزيز:

في ظل المتغيرات الإقليمية المتلاحقة وما يشهده الشرق الأوسط من صراعات محتدمة، تتنافس الدولتان العدوتان إسرائيل وإيران على كسب ود روسيا التي باتت طرفاً أساسياً في كل ملفات الشرق الأوسط. وفي هذا السياق نشر موقع Nrg مقالاً للكاتب الإسرائيلي “أليكس نيرنبورج” يستشرف فيه مستقبل هذا التنافس، ويستعرض الآليات والمعايير التي بموجبها ستختار موسكو أحد الطرفين.

ويقول الكاتب الإسرائيلي إن “المثلث الذي جمعت أضلاعه مؤخراً بين إسرائيل وروسيا وإيران في وحل المستنقع السوري، يضع الكرملين في موقف صعب. فبينما تدك الصواريخ الإسرائيلية المناطق التي تحاول طهران أن تجد فيها موطئ قدم لها، تجد موسكو صعوبة بالغة في مواصلة مسك العصا من المنتصف بين العدوتين اللدودتين، وربما تضطر قريباً أن تقف إلى جانب طرف على حساب الآخر”.

صعوبة سياسة مسك العصا من المنتصف

يرى “أليكس نيرنبورج” أن القرار الذي قد يجد الكرملين نفسه مضطراً إلى اتخاذه ليس سهلاً البتة؛ فإسرائيل دولة مهمة بقدر ما بالنسبة للروس، ولكن إيران تمثل لروسيا الشريك التجاري الاستراتيجي وآداة مهمة لتثبيت سلطة “بشار الأسد” حليف موسكو في سوريا.

مضيفاً أنه خلافاً للاعتقاد الشائع بأن روسيا ليس فيها إلا شخص واحد يتخذ جميع القرارات، وأن هذا ما سيحدث في هذه القضية أيضاً، فيمكننا القول إن ذلك ليس صحيحاً.. فالرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” يمثل نخبة ممزقة تماماً، وهي من نصبته على رأس هذه الدولة العظمى.. ولذلك فعندما يريد صناع القرار في موسكو أن يضعوا إيران وإسرائيل على ميزان دقيق تحكمه المصالح المختلفة، فإنهم يضعون أمامهم اعتبارات متعددة بين ما هو سياسي وتجاري وعسكري، بل حتى اعتبارات شخصية لجهات كثيرة فاعلة في الداخل الروسي.

وبالتالي فإن أي تنافس بين إسرائيل وإيران على خطب ود صانع القرار الروسي، سيسفر – حسب وجهة نظر الكاتب الإسرائيلي – عن خسارة محققة للدولة العبرية وفوز ساحق لإيران.

فالجمهورية الإيرانية تبدو لدى قطاع كبير من الشعب الروسي، لا سيما أولئك الذين يعتبرون أنفسهم وطنيين، كقوةٍ إقليمية تجيد انتهاج سياسة مستقلة ومعارضة للعالم أجمع، خاصة عندما تضطر لدفع ثمن باهظ على هيئة عقوبات دولية قاسية.

حليف طبيعي

يؤكد الكاتب الإسرائيلي على أن طهران حليف طبيعي لروسيا أكثر من إسرائيل، فالقرب الجغرافي بين إيران وروسيا يعزز التحالف بينهما، وما يعززه أكثر هو المصالح المشتركة الكثيرة المتعلقة بالدول الإقليمية المجاورة لهما. أما إسرائيل فهي الصديقة المقربة للولايات المتحدة والتي تتلقى منها مساعدات اقتصادية وأمنية ضخمة.

ويستعرض نيرنبورج الساحة الإعلامية الروسية فيقول إنه خلال الأشهر الماضية نشرت وسائل الإعلام الروسية بشكل منتظم تقارير عن زيارات مكثفة لوزراء روس إلى الجمهورية الإيرانية، وأفادت الأخبار عن قيام الوزراء بإجراء مباحثات مستفيضة حول عقد صفقات تجارية بمبالغ هائلة في عدد من المجالات مثل المواد الغذائية والمنتجات الزراعية والصناعات الأمنية … إلخ. وفي المقابل فإن التجربة الروسية مع إسرائيل تثبت أنه لا جدوى من إجراء حوار مع تل أبيب على مثل هذا المستوى، حتى إن البعد الشخصي في صفقات كهذه لا قيمة له في إسرائيل، وراجع إن شئت حادثة الطائرة بدون طيار والتي حاول الوزير “أوري أريئيل” أن يهديها لرئيس الوزراء الروسي “ديمتري ميدفيديف” خلال زيارته إلى إسرائيل، مما أحدث ضجة كبيرة وكاد يتطور إلى أزمة دبلوماسية.

مضيفاً الكاتب الإسرائيلي أن وجهاً آخر من أوجه الاعتبارات الشخصية من جانب النخب الروسية لطرف بعينه، تَمثَّل مؤخراً في تصريحات معادية للسامية أدلى بها مسئولون روسيون رفيعو المستوى. فعلى سبيل المثال قام مؤخراً نائب رئيس مجلس الدوما “بيوتر تولستوي”، باتهام اليهود بالمسئولية عن الثورة البلشفية عام 1917، كما اتهمهم بالتورط في حرق كنائس على الأراضي الروسية. وكذلك صرح عضو البرلمان “فيتالي ميلونوف” قبل أسابيع قليلة بأن “اليهود طَهَوْا عددا من المسيحيين في القدور”.

ويرى نيرنبورج أن أحداً قد يزعم أن هذين الرجلين لا دخل لهما في وضع سياسات موسكو، وإنما هما نموذجاً فردياً للخطاب المعادي للسامية الذي يعود من جديد في روسيا، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية المتنامية والقطيعة مع الغرب الذي تعتبر إسرائيل تابعة له.

ديمتري ميدفيديف

ولكن الشخص الوحيد الذي استطاع – من وجهة نظر الكاتب – أن يروج بقدر من النجاح لفكرة النفوذ الخفي لليهود عموماً ولإسرائيل خصوصاً في هذه الدولة العظمى، هو الصحفي “ماكسيم شيفتشينكو”، الذي يكثر من ترويج آراء ذات صبغة معادية للسامية. وبحسب زعم الصحافي الروسي، تدور حالياً داخل موسكو معركة قوية بين اللوبي الإيراني ونظيره الإسرائيلي.

ويضيف شيفتشينكو قائلاً: “إذا كان اللوبي الإيراني يؤثر على الجيش والصناعات الأمنية ووزارة الخارجية، فإن اللوبي الإسرائيلي يقوم على محاولة التأثير على جهات معينة في النخبة الروسية، مع منحهم فرصة دائمة لغسل الأموال عبر إسرائيل”.

ويؤكد أليكس نيرنبورج أنه إذا كان هذا هو المزاج العام الذي بدأت تتكشف معالمه من جانب موسكو، فإن فرص إسرائيل في التغلب على إيران في معركة استرضاء الكرملين لا تبدو كبيرة. كما يرى أن علاقات الصداقة الشخصية القائمة بين بنيامين نتنياهو وفلاديمير بوتين لا يبدو أنها تكفي لترجيح كفة إسرائيل في هذه الحالة.

وختاماً يقول الكاتب الإسرائيلي إنه إذا حدث أن تحققت هذه التوقعات، فإن مصالح الصناعات الأمنية الروسية في مزيد من الصفقات العملاقة مع الجمهورية الإيرانية، مثل بيعها منظومة الدفاع الجوي “إس 300″، بالإضافة إلى الشك التلقائي من جانب بعض النخبة الروسية في اليهود، سيرجح الكفة لمصلحة طهران. وعلى الرغم من أن أحداً لا يتوقع قطيعة كاملة في العلاقات الإسرائيلية الروسية على غرار ما كان خلال حرب 1967، إلا أن اللهجة التي تتبناها روسيا  تجاه إسرائيل بخصوص مجموعة كبيرة من القضايا يمكن بكل تأكيد أن ترتفع حدتها قريباً.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب