وكالات – كتابات :
قال “جون ليستر” و”إلينا بيكاتوروس”، في مقال على موقع (ديفنس وان)؛ إن “بريطانيا” تعهدت مطلع حزيران/يونيو 2022، بإرسال أنظمة صاروخية متوسطة المدى متطورة إلى “أوكرانيا”، لتنضم إلى “الولايات المتحدة و”ألمانيا” إلى قافلة الدولة الهادفة إلى تسليح الغرب لـ”أوكرانيا”؛ وتجهيز الدولة المحاصرة بأسلحة متطورة لإسقاط الطائرات وتدمير بالمدفعية.
وأوضح الكاتبان أن الأسلحة الغربية كانت حاسمة لنجاح “أوكرانيا” في صد جيش “روسيا” الأكبر والأكثر تجهيزًا خلال الحرب التي تجاوزت يومها المئة؛ (بحسب زعم التقرير الذي لا يخرج عن قطيع الآلة الدعائية الأميركية والغربية)، لكن مع اقتراب القوات الروسية من مدينة رئيسة في الأيام الأخيرة، قالت الحكومة الأوكرانية إن مقاتليها بحاجة إلى قاذفات صواريخ أفضل للانتصار.
وقد حذر متحدث باسم (الكرملين) مرة أخرى؛ من: “سيناريوهات غير مرغوب فيها وغير سارة”، إذا تم استخدام أحدث الأسلحة التي قدمها الغرب ضد “روسيا”، وقال “ديمتري بيسكوف”؛ المتحدث باسم (الكرملين)؛ للصحافيين: “منح أوكرانيا الأسلحة سيجلب المزيد من المعاناة لها، لأنها مجرد أداة في أيدي تلك الدول التي تزودها بالأسلحة”.

قاذفات صواريخ بريطانية لـ”أوكرانيا”..
يُضيف الكاتبان أنه كانت قد واصلت القوات الروسية قصف المدن والبلدات؛ خلال فترات الليل وتشديد قبضتها على مدينة “سفرودونتسك” الشرقية. وقد ذكرت “وزارة الدفاع” البريطانية أن “روسيا” استولت على معظم المدينة، واحدة من إثنتين في مقاطعة “لوغانسك”؛ التي ظلت تحت السيطرة الأوكرانية.
ووفقًا لمزاعم الكاتبين أنه مع احتدام القتال في “شرق أوكرانيا”؛ اضطر بعض السكان إلى الفرار من المحاولات الروسية لاقتحام العاصمة؛ “كييف”، وواجهوا المهمة الشاقة المتمثلة في إعادة بناء حياتهم الممزقة.
ويدعي التقرير البريطاني شهادة لمواطنة أوكرانية تُدعى: “نيلا زيلينسكا”، التي وزوجها؛ “إدوارد”، هذا الأسبوع لأول مرة إلى الأنقاض المتفحمة لما كان في السابق منزلهما خارج “كييف”. وكان الزوجان قد فرَّا مع والدتها البالغة من العمر: (82 عامًا)، وسط القصف والغارات الجوية الروسية في أيام الحرب. بكت “زيلينسكا” وانتشلت من تحت الأنقاض دمية تخص أحد أحفادها، وهي تمسك بها كما لو كانت طفلة حقيقية. وتقول “نيلا زيلينسكا”: “عسى أن يكون هناك سلام على الأرض حتى لا يُعاني شعبنا كثيرًا”؛ بحسب الصورة التي أراد الكاتبان رسمها.
كما يُضيف الكاتبان أن الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، دعا في حديث مسجل عبر الفيديو إلى مؤتمر أمني في “سلوفاكيا”، إلى منح بلاده مزيدًا من الأسلحة وتشديد العقوبات التي تستهدف “روسيا” لوقف هذه الفظائع. مدعيًا: “اعتبارًا من اليوم، يُسيطر المحتلون على ما يقرب من: 20% من أراضينا، أي ما يقرب من: 125 ألف كيلومتر مربع”. كما قال “زيلينسكي” إن “روسيا” أطلقت: 15 صاروخًا (كروز) في اليوم الماضي؛ واستخدمت ما مجموعه: 2478 صاروخًا منذ غزو “أوكرانيا”؛ استهدف معظمها البنية التحتية المدنية.
من جانبه؛ قال وزير الدفاع البريطاني؛ “بن والاس”، إن “المملكة المتحدة” ستُرسل عددًا غير محدد من قاذفات (M270)، التي يُمكنها إطلاق صواريخ دقيقة التوجيه تصل إلى: 80 كيلومترًا. وأضاف أنه سيتم تدريب القوات الأوكرانية في “المملكة المتحدة” على استخدام المعدات، وتقول الحكومة البريطانية إن قرار توفير منصات الإطلاق تم بالتنسيق الوثيق مع الحكومة الأميركية، التي قالت يوم الأربعاء إنها ستزود “أوكرانيا” بأنظمة الصواريخ عالية الحركة، ويكشف الكاتبان أن نظاما الصواريخ يتشابهان، على الرغم من أن النظام الأميركي نظام متحرك على عجلات؛ بينما يعمل النظام البريطاني – الذي صنعته “الولايات المتحدة” أيضًا – على مسارات قضبان ثابتة.
ويُشير الكاتبان إلى أن “ألمانيا” كانت قد تعرضت لانتقادات دولية غربية؛ بأنها لم تفعل ما يكفي لمساعدة “أوكرانيا”، وقال المستشار “أولاف شولتز”؛ في مطلع الشهر الجاري حزيران/يونيو 2022، إن بلاده ستزود “أوكرانيا” بصواريخ حديثة مضادة للطائرات وأنظمة رادار، وأكد للمشرعين أن صواريخ “أرض-جو” (IRIS-T)؛ التي تُخطط “ألمانيا” لتقديمها هي أحدث نظام دفاع جوي تمتلكه البلاد.
كما أعلنت “السويد”؛ الخميس 02 حزيران/يونيو 2022، خططًا للتبرع بالأسلحة إلى “كييف”، وقال وزير الدفاع السويدي؛ “بيتر هولتكفيست”، إن ذلك يشمل صواريخ وبنادق نصف آلية وأسلحة مضادة للدبابات. ومن المتوقع أن يوافق البرلمان على التبرع.

مساعدات غربية وسفيرة جديدة..
ويقول الكاتبان: بعد أن ساعدت الأسلحة التي قدمها الغرب “أوكرانيا” على صد المحاولات الروسية لاقتحام العاصمة؛ (بحسب المزاعم الأميركية والغربية)، حولت “موسكو” تركيزها إلى الاستيلاء على منطقة “دونباس” الصناعية؛ بـ”شرق أوكرانيا”. ومع قصف الجيش الروسي بشكل مطرد للمناطق التي تُسيطر عليها “أوكرانيا”، أدى هجومه هناك إلى تحقيق مكاسب إضافية في الأسبوع الماضي، وبحسب خبير عسكري أوكراني إن تصعيد الضربات الصاروخية الروسية جاء ردًّا على الأسلحة الموعودة حديثًا.
أكد المحلل العسكري؛ “أوليه زدانوف”، لوكالة (آسوشيتيد برس): “تُشكل إمدادات الأسلحة الغربية مصدر قلق كبير للكرملين، لأنه حتى بدون أسلحة كافية، فإن الجيش الأوكراني يقاوم الهجوم بجرأة”.
كما يذكر الكاتبان أن بعض المحللين يتوقعون أن “روسيا” تأمل في اجتياح “نهر دونباس”؛ قبل وصول أي أسلحة قد تُغير المعادلة، وكانت قد صرحت “وزارة الدفاع” الأميركية إن الأمر سيستغرق ثلاثة أسابيع على الأقل لإرسال الأسلحة الأميركية الدقيقة والقوات المدربة إلى ساحة المعركة. لكن وكيل “وزارة الدفاع”؛ “كولين كال”، قال إنه يعتقد أنها ستصل في: “الوقت المناسب”؛ لإحداث فرق في القتال.
ويُضيف التقرير أن “كييف” حصلت أيضًا على دفعة دبلوماسية من خلال التنصيب الرسمي لسفيرة أميركية جديدة في “أوكرانيا”، وكانت قد سلمت السفيرة الأميركية الجديدة؛ “بريدغيت برينك”، أوراق اعتمادها إلى “زيلينسكي”؛ يوم الخميس 02 حزيران/يونيو 2022، وأصبحت “برينك” أول سفيرة لـ”واشنطن”؛ في “كييف”، منذ رفد الرئيس الأميركي السابق؛ “دونالد ترامب”، السفيرة “ماري يوفانوفيتش”، فجأة في عام 2019، ويذكر الكاتبان المفارقة أن “برينك” كانت لاحقًا شخصية رئيسة في أولى إجراءات عزل “ترامب”.
وأكد الكاتبان أنه قبل موافقة “مجلس الشيوخ” على تعيينها؛ الشهر الماضي، وعدت “برينك” بأنها ستعمل على جعل الغزو الروسي لـ”أوكرانيا”: “فشلًا إستراتيجيًّا”. من المتوقع أن يُركز عملها في “كييف” على تنسيق شحنات الأسلحة الغربية.
وقد وصف وزير الخارجية الروسي؛ “سيرغي لافروف”، مساعي “أوكرانيا” المتكررة للحصول على مزيد من الأسلحة؛ بأنها: “استفزاز مباشر يهدف إلى جر الغرب إلى القتال”. وحذر من أن قاذفات الصواريخ المتعددة التي قدمتها “الولايات المتحدة” ستُزيد من خطر نشوب صراع موسع. في غضون ذلك، واصلت القوات الروسية قصفها لمنطقة “دونباس” وأجزاء أخرى من “أوكرانيا”؛ بينما أحرزت القوات البرية تقدمًا طفيفًا في الشرق؛ بحسب تصوير وتعبير التقرير البريطاني المنحاز.
الأوضاع في “دونباس”..
ويُضيف الكاتبان نقلًا عن ما قاله حاكم إقليمي إن القوات الروسية تُسيطر الآن على: 80% من “سفرودونتسك”، وهي مدينة أساسية لجهود “موسكو” لاستكمال سيطرتها على “دونباس”. تشتبك القوات الأوكرانية مع الانفصاليين المدعومين من “روسيا” في المنطقة الشرقية؛ منذ ثماني سنوات، وقد سيطر الانفصاليون على مساحات شاسعة من الأراضي قبل الغزو الروسي.
وزعم المحلل العسكري؛ “زدانوف”، إلى أنه بعد القتال العنيف في منطقة “سفرودونتسك” وحولها، ستكون القوات الروسية منهكة وسيحتاج القادة العسكريون إلى تجديد قواتهم وأسلحتهم. وقال: “ستُحاول أوكرانيا استخدام هذا التوقف لتكديس الأسلحة الغربية، وتشكيل احتياطي إستراتيجي، والاستعداد لهجوم مضاد”.
أكد الحاكم أن المدينة الأخرى الوحيدة في مقاطعة “لوغانسك”؛ التي لم يُسيطر عليها الروس بعد، وهي “ليسيتشانسك”، لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية بالكامل، لكن من المُرجح أن تكون الهدف التالي. يفصل المدينتين نهر.
نقل الكاتبان عن “هيئة الأركان العامة” الأوكرانية قولها؛ يوم الخميس، إن القوات الروسية اقتحمت أيضًا بلدة “كوميشوفاخا” في منطقة “زابوريزهزهيا” الجنوبية الشرقية، التي تخضع أجزاء كبيرة منها للسيطرة الروسية. وقال مسؤولون إن صاروخًا روسيًّا أصاب في منطقة “لفيف” الغربية خطوط سكك حديدية؛ كانت ممرًّا رئيسًا لإمدادات الأسلحة الغربية وإمدادات أخرى.

في خطابه بالفيديو، حوَّل الرئيس الأوكراني التركيز على أطفال بلاده. وأدعى إن: 243 منهم قُتلوا في الحرب، وأصيب: 446، وفقد: 139 آخرون. زاعمًا أن الأعداد الحقيقية قد تكون أعلى لأن حكومته ليس لديها صورة كاملة للمناطق الواقعة تحت الاحتلال الروسي.
ويختم الكاتبان تقريرهما؛ بالإشارة إلى تصريح “زيلينسكي” الزاعم بأن: 200 ألف طفل نُقلوا بالقوة إلى “روسيا” وانتشروا في أنحاء هذا البلد الشاسع: “الغرض من هذه السياسة الإجرامية ليس فقط سرقة الناس ولكن لجعل أولئك الذين تم ترحيلهم ينسون أوكرانيا وغير قادرين على العودة”.