“روزﮔار” الإيرانية تكشف أبعاد .. زيارة “عراقجي” للإمارات ومحاولة إعادة تعريف العلاقات الإقليمية !

“روزﮔار” الإيرانية تكشف أبعاد .. زيارة “عراقجي” للإمارات ومحاولة إعادة تعريف العلاقات الإقليمية !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

زيارة الدكتور “عباس عراقجي”؛ وزير الخارجية الإيرانية، إلى “الإمارات”، تتجاوز مجرد التعامل الدبلوماسي التقليدي، وتعكس حجم التغيرات الواسعة في منطقة غرب “آسيا”. بحسب تقرير “حسين مهدي تبار”؛ المنشور بصحيفة (روزﮔار) الإيرانية.

وكان الوزير قد زار “أبوظبي”؛ في خطوة غير متوقعة، بناءً على دعوة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإماراتي؛ الشيخ “عبدالله بن زايد”، وذلك لاستعراض آخر المستَّجدات في المنطقة.

وقد لفتت هذه الزيارة؛ التي لم يكن مخَّطط لها مسبقًا، انتباه الكثيرين باعتبارها أول تعامل لمسؤول إيراني رفيع المستوى مع دول الخليج بعد سقوط نظام “بشار الأسد” في “سورية”.

وتتزامن هذه الزيارة مع ما تواجه منطقة “غرب آسيا” من تغيَّرات سياسية وأمنية عميقة. ذلك أن سقوط “الأسد” وتداعيات ذلك لن تؤثر فقط على “سورية” فقط؛ وإنما على توازن القوة في المنطقة والدول العربية، وقد تواجه الدول كـ”الإمارات العربية المتحدة”، و”المملكة العربية السعودية”، تحديات جديدة.

التطورات السورية وتغيّر موازنة القوة بالمنطقة..

سقوط “الأسد”؛ باعتباره أحد أهم الأحداث الأخيرة في منطقة “غرب آسيا”، تسبب في تغيَّر أساس بمعادلات القوة بالمنطقة.

وكانت دول الخليج قد سعت؛ على مدار السنوات الماضية، إلى ترميم علاقاتها مع “دمشق”. وقد اشتملت هذه المسّاعي على ضخ الاستثمارات في مشاريع إعادة إعمار “سورية”، والمشاركة في عودة هذا البلد إلى “جامعة الدول العربية”.

إلا أن سقوط نظام “الأسد”؛ أثر بقوة على كل هذه المشاريع. وحاليًا تستحوذ “تركيا”؛ (بوصفها داعم للمعارضة السورية)، على نصيب كبير من الخطط السياسية والاقتصادية السورية المستقبلية.

تحديات اقتصادية لـ”السعودية والإمارات”..

التطورات السورية؛ وتعاظم الدور التركي، تسبب في مخاوف اقتصادية حقيقة بالنسبة للدول العربية.

وكانت “السعودية” تأمل وكذلك “الإمارات” أن تحصل على حصة من المستقبل الاقتصادي السوري عبر ضخ استثمارات هائلة في إعادة إعمار هذا البلد، لكنها تواجه الآن تنامي نفوذ “أنقرة” التي تمكنت من خلال مكانتها الاستراتيجية التقارب مع الفصائل المؤثرة في “سورية”، من مضاعفة نفوذها الاقتصادي في هذا البلد.

وهذا الموضوع قد يقوض الفرص الاقتصادية للدول العربية؛ وبخاضة “الإمارات والسعودية” في “سورية”، ويُغيّر الموازنة الاقتصادية بالمنطقة لصالح “تركيا”.

الأبعاد الأمنية والدور التركي في “سورية”..

بخلاف الاقتصاد، استحالت الأبعاد الأمنية تحديًا رئيسًا للدول العربية، ذلك أن تنامي النفوذ التركي في “سورية”، يُمثل من منظور “السعودية والإمارات”، خطرًا مباشرًا على الأمن الإقليمي.

وكانت “تركيا” قد تمكنت؛ من خلال دعم فصائل المعارضة السورية مثل (تحرير الشام)، من تقوية مكانتها في “سورية”. وقد حظيت هذه الجماعة المقربة من (الإخوان المسلمين) بالدعم التركي، وهي تلعب دورًا بالغ الأهمية في المعادلات السياسية السورية.

القراءة الإيدولوجية.. معارضة “الإخوان” لإيديولوجية الدول العربية..

الجانب الإيديولوجي للنفوذ التركي في “سورية” هو أحد المخاوف الأساسية للدول العربية. وتُعتبر جماعة (تحرير الشام)؛ المقربة من “تركيا”، مندوبًا عن جماعة (الإخوان المسلمين)، وهو التيار الذي لطالما عارض سياسات “السعودية والإمارات”، لذلك ترى هذه الدول في تصعيد الفصائل المقربة من هذا التيار خطرًا على أمنها الداخلي وخطابها السياسي.

وعليه؛ فإن مضاعفة دور “تركيا” و(تحرير الشام) في “سورية”، يقترن بمخاوف إيديولوجية وأمنية عميقة بالنسبة لـ”السعودية والإمارات”.

زيارة “عراقجي” للإمارات ومحاولة إعادة تعريف العلاقات الإقليمية..

في ظل هذه الأوضاع المعقدة؛ يمكن أن تُمثل زيارة الدكتور “عباس عراقجي”؛ غير المرتقبة إلى “الإمارات”، خطوة على مسّار إعادة تعريف العلاقات الإيرانية مع الدول العربية، وخفض مستويات التوتر الإقليمي.

ودعوة “الإمارات” إنما تعكس رغبة هذا البلد في التعاون مع “الجمهورية الإيرانية” والاتفاق على حلول مشتركة لإدارة الأزمات الإقليمية.

هذه الزيارة؛ التي تأتي في ظل أكثر مراحل تطورات الشرق الأوسط حساسية، قد تُمثل فرصة لإعادة التعاون بين “إيران” ودول الخليج. وقد تكون بداية لدبلوماسية أكثر فاعلية وبناءة بين “إيران” والدول العربية.

علمًا أن إعادة تعريف العلاقات الإقليمية، والسعي لنباء تحالفات جديدة، قد يترك تأثيرات عميقة على مستقبل المنطقة.

على كل حال، تحظى زيارة “عراقجي”؛ غير المرتقبة، إلى “الإمارات”، بأهمية خاصة، بالنظر إلى طبيعة التطورات الحساسة والمعقدة التي يشهدها الشرق الأوسط، وهي لا تعكس فقط رغبة الطرفين في الحد من التوتر، وإنما تُهيء مجالات التعاون وبناء موازمة جديدة للقوة الإقليمية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة