“روبرت مالي” في حوار مع “الغد”: الأولويات الأميركية تجاه إيران غير متناقضة !

“روبرت مالي” في حوار مع “الغد”: الأولويات الأميركية تجاه إيران غير متناقضة !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

انتشر قبل يومين على شبكات التواصل الاجتماعي، فيديو قديم للرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، يتحدث عن “وفاة الاتفاق النووي”، لكن “روبرت مالي”؛ المبعوث الأميركي الخاص بالملف الإيراني، علق قائلًا: “الموقف الأميركي تجاه إيران شامل، والأولويات الأميركية تجاه إيران غير متناقضة”.

تأتي هذه التصريحات في ظل رفض الكثير من المتظاهرين الإيرانيين الحوار الدبلوماسي الغربي مع “إيران”، ويعتقدون أن هكذا مفاوضات قد تُفضي إلى مزيد من قمع النظام للإيرانيين.

وفي الحوار التالي مع المبعوث الأميركي الخاص بالملف الإيراني، ناقش “هانا كفياني”؛ مراسل إذاعة (الغد) الأميركية الناطقة بالفارسية؛ مسألة المفاوضات النووية، وموقف “الولايات المتحدة” من المظاهرات العامة، وكذلك موقف المعتقلين الأميركيين في “إيران”…

“طهران” اضاعت فرصة ذهبية..

إذاعة “الغد” : قبل الخوض في مسألة المظاهرات الإيرانية.. أريد أن أسال: هل توفى “الاتفاق النووي” ؟

“روبرت مالي” : عملي ليس كتابة مرثية؛ وإنما المحافظة على مصالح “الولايات المتحدة”. لقد أكدت بوضوح قبل فترة، أن لدى “إيران” فرصة ذهبية، ولدينا جميعًا الفرصة لإحياء “الاتفاق النووي”.

وكان الجميع موافقًا؛ بل ظننت أن “إيران” أيضًا كانت موافقة، لكن تقدم الإيرانيون في الدقيقة الأخيرة بمجموعة مطالب لم تكن مقبولة من أي طرف، وبالتالي هم ضيعوا فرصة العودة الفورية لـ”الاتفاق النووي”.

ومنذ ذلك الوقت تغير كل شيء، لكن لم يُغيّر أي شيء شككونا فيما يخص استعداد “إيران” للوصول إلى اتفاق. وما حدث من احتجاجات وقمع السلطات الإيرانية الوحشي للمتظاهرين، والمسّاعدات الإيرانية غير المعقولة للدولة الروسية في حربها على “أوكرانيا”، جعلنا نستهلك المزيد من الوقت في التركيز على هذه الموضوعات، ولو كان هناك طرف يسعى آنذاك للحصول على اتفاق، فقد كان الجانب الإيراني، لكن كما قلت كان تركيزنا منصب على الأحداث في تلك الفترة.

نحن مستعدون للاستمرار في الدبلوماسية..

إذاعة “الغد” : حضرتك تستخدم أفعال بصيغة الماضي؛ والواقع أن الموضوع النووي مثل تحدي أمني لـ”الولايات المتحدة” قرابة عقدين.. ماذا سيحدث الآن ؟

“روبرت مالي” : لا أعلم مقصدك بالأفعال الماضية.. أولوياتنا هي كما كانت، الدفاع عن العسكريين الأميركيين إزاء أي هجوم إيراني، والتعامل مع المسّاعدات العسكرية الإيرانية للدولة الروسية.

بالحقيقة لم تُبادر أي دولة لمساعدة “روسيا” في حربها غير القانونية المحكومة بالهزيمة سوى “إيران”. وهذا ما يتعين على “إيران” التفكير فيه بعمق.

بالإضافة إلى ذلك لطالما صرح الرئيس “بايدن”، بأن “الولايات المتحدة” لن تسمح لـ”الجمهورية الإيرانية” بامتلاك سلاح نووي. ولانزال نعتقد في أن الدبلوماسية، وإبرام “اتفاق نووي”، هو أفضل الحلول للتأكد من عدم امتلاك “إيران” سلاح نووي.

نحن مستعدون للاستمرار في الدبلوماسية، لكن أجدد التأكيد على ان الطرف الذي كان يسعى لإحياء “الاتفاق النووي” هو “إيران”.

الأميركيون المعتقلون في إيران..

إذاعة “الغد” : تتحدث عن الدبلوماسية وما نراه في الفضاء الإيراني العام أنه لا يوجد أي مفاوضات حتى غير مباشرة.. وانطلاقًا من أننا على مشارف عطلة العام الجديد، أسألك: لو لا توجد بالفعل هكذا مفاوضات، ماذا سيكون مصير المعتقلين الأميركيين في “إيران” ؟

“روبرت مالي” : لا؛ الاتصالات كانت مستمرة. ونحن سوف نستمر في الحوار غير المباشر مع الإيرانيين حول هذا الموضوع الذي يحتل أولوية هامة بالنسبة لنا حتى نتمكن من إعادة الأميركيين المعتقلين ظلمًا في “إيران” إلى منازلهم.

وهذه المفاوضات لم تتوقف مطلقًا وسوف نبذل أقصى ما في وسعنا لإعادتهم إلى الوطن.

الاحتجاجات داخل إيران..

إذاعة “الغد” : بالعودة إلى التظاهرات الإيرانية.. هل تعتقد أنها تُمثل تحديًا وجوديًا حقيقيًا للنظام الإيراني ؟

“روبرت مالي” : في رأيي هذه الاحتجاجات هي ما هي عليه. أداة شجاعة لمطالب الشعب الإيراني الذي يتطلع إلى رعاية حقوقه الأساسية.

مرت ثلاثة أشهر على هذه الاحتجاجات، وهذه مسألة ملفتة. الشعب الإيراني يُرسل رسالة واضحة بشان غضبه ومطالبه. وهذا شيء كبير ولفت انتباه كل الدنيا.

المساعدات الأميركية للاحتجاجات الداخلية في “طهران”..

إذاعة “الغد” : بالأمس؛ فرضت “الولايات المتحدة” عقوبات جديدة على “إيران”، وبذلت المزيد من الجهود في مجال التكنولوجيا والإنترنت، لكن هل يمكن أن تُقدم “الولايات المتحدة” المزيد ؟

“روبرت مالي” : ما فعلناه منذ يوم الأول هو لفت انتباه الجميع إلى “إيران”، لاسيما حين يُريد النظام إخفاء الاحتجاجات وعمليات القمع العنيفة.

و”الولايات المتحدة” لم تكن الوحيدة التي فعلت ذلك، ولكن المسّاعي متعددة الأطراف، ولم تقتصر على الدول الغربية فقط؛ وإنما انضمت دول العالم إلى هذا المسّعى، وعبرت عن غضبها من قمع المظاهرات وامتدحت شجاعة المتظاهرين.

كذلك اتخذنا إجراءات تهدف إلى تخفيف العقوبات، بحيث لا تُمثل عقبة على مسّار الإيرانيين للارتباط مع العالم. وقمنا ببعض التدابير متعددة الأطراف على غرار “لجنة المرأة بالأمم المتحدة”، ونسعى إلى تعريف الإيرانيين والعالم بالمسؤولين البارزين المتورطين في عمليات القمع.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة