خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
قبل أيام على الانتخابات الرئاسية الأميركية، تحتدم المنافسة بين “كامالا هاريس” المرشح الديمقراطي، و”دونالد ترمب” المرشح الجمهوري.
وسوف ترث “هاريس”؛ حال الفوز بالانتخابات، إدارة “جو بايدن”، وقد كانت نائبه الأول مدة أربع أعوام.
في المقابل يتمتع “ترمب” بسابقة إدارة الدفة الأميركية مدة أربع سنوات، وقد كانت تجربة مريرة على الأقل بالنسبة لنا نحن الإيرانيين.
وفي هذا الصّدد أجرى موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من “وزارة الخارجية” الإيرانية، الحوار التالي مع الجمهوري رئيس مؤسسة (هيريتيغ)؛ “كيفين دي روبرتس”، رئيس مركز بحوث (تكساس) للسياسات العامة…
“أميركا” في انهيار مستمر..
“الدبلوماسية الإيرانية” : في إطار دعمكم المرشح “ترمب” أطلقتم شعار: “شاركوا في الانتخابات لإنقاذ أميركا”.. والسؤال: هل “أميركا” بصّدد الانهيار والسقوط ؟
“كيفين دي روبرتس” : أجل؛ في ظل إدارة “جو بايدن”، وسوف تزداد الأوضاع سوءً حال استمرار هذه الإدارة، وهو ما يمكن أن يعني سقوط “الولايات المتحدة الأميركية”.
وأنت إذا ألقيت نظرة على فترة حكم هذه الإدارة، فسوف تجد أن العالم شهد حربين على مدار أربع سنوات، وفشل هذه الإدارة في إنهاء هذه الحروب. على الصعيد الاقتصادي، فإن سيّرة هذه الإدارة محبطة، فقد ارتفعت نسبة التضخم في “الولايات المتحدة” بشكلٍ مؤذي؛ حيث بلغ ارتفاع الأسعار مرحلة غير مسبوقة، واختلفت الأوضاع الطبيعية للشعب الأميركي.
كذلك ارتفعت نسبة البطالة وتعطلت الكثير من المصانع وشركات الإنتاج. وعليه فقد يأسنا من إدارة “بايدن” والديمقراطيين، ونعتقد أن استمرار هذه الحكومة قد يفضي إلى سقوط “الولايات المتحدة”. من ثم فانتخاب المرشح الجمهوري من شأنه أن ينُقذ “الولايات المتحدة الأميركية”.
كبار الجمهوريون ليسوا مع “ترمب”..
“الدبلوماسية الإيرانية” : لكن كبار الأعضاء الجمهوريين لا يدعمون “ترمب”؛ مثل عائلة “جورج بوش”، و”ديك تشيني”، و”ميت رامني”، و”مايك بنس”، وحتى “جون بولتون” و”مايك بومبيو” !؟
“كيفين دي روبرتس” : صحيح لكن هذا لا يعني أنهم يدعمون المرشح المنافس. ربما لا يصوتون لصالح “ترمب”، ولكن سوف يصوتون لمرشحين مستقلين.
انقسامات جمهورية حادة تنذر بحل الحزب..
“الدبلوماسية الإيرانية” : يعتقد الكثيرون أن الانقسام داخل الحزب (الجمهوري) بشأن “ترمب” يؤثر بشكل كبير على احتمالات حل الحزب (الجمهوري)، هل توافق على ذلك ؟
“كيفين دي روبرتس” : لا، صحيح أن الخلافات بلغت ذروتها، وهناك انقسام بالفعل داخل الحزب، لكن ليس إلى الحد الذي ينُذر بحل الحزب (الجمهوري)، وإنما هناك إمكانية بالحد من الانقسام إذا فاز الحزب في انتخابات “الكونغرس” المقبلة.
والخلافات في أي حزب طبيعية. وللجمهوريين تجارب وسوابق كثيرة باختلاف الآراء. هذا طبيعي بالكامل وتلك هي الديمقراطية. الأهم هو أن نُحافظ على مبادئنا، أن نجعلها محور نشاطاتنا.
خطة “ترمب” نحو إيران والشرق الأوسط..
“الدبلوماسية الإيرانية” : كيف تتوقع أن تكون سياسة “ترمب” حيال “إيران” والشرق الأوسط؛ إذا فاز بالانتخابات ؟
“كيفين دي روبرتس” : الجميع يعلم أن “ترمب” لا يُريد الحرب، وإنما على العكس هو يفكر بإنهاء الحروب في كل مكان.
وسوف يُنهي؛ كما قال، كل الخلافات مع “إيران”. وكما تداولت وسائل الإعلام، فقد أطلع؛ (حتى قبل دخول البيت الأبيض)، رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، بضرورة إنهاء الحرب.
وهو يُريد الاستفادة من علاقاته الأخوية مع قادة العالم العربي؛ لا سيّما في “المملكة العربية السعودية والإمارات”، في إنهاء الصراعات بالشرق الأوسط، وإعادة الهدوء والاستقرار إلى هذه المنطقة.
وهو يُفكر في حلول للتعامل مع “كوريا الشمالية، والصين، وروسيا”. هو يُفكر في حل الأزمة الأفغانية، وإعادة الاستقرار إلى الشرق الأوسط و”أوروبا”.
سوف يتفاهم مع إيران..
“الدبلوماسية الإيرانية” : هل تتصور أن يُعيد “ترمب” النظر في طريقة تعامله مع “إيران” ؟
“كيفين دي روبرتس” : يمتلك “ترمب” خبرة أربع سنوات من التعامل مع “إيران”. والطبيعي أن فترة رئاسته الأولى منحته خبرات هامة. وسوف يستفيد من هذه الخبرات وتلك التجارب في الوصول إلى اتفاق جديد مع “إيران” يُرضي جميع الأطراف.
في المقابل أنت ترى أن “بايدن” فشل؛ بعد أربع سنوات، من المفاوضات مع “إيران”، في الوصول إلى اتفاق مقبول من جميع الأطراف، لكن “ترمب” مؤكد سوف يسعى للوصول إلى اتفاق مع “إيران” هذه المرة.
وهو لا يُريد التصعيد ضد “إيران”، وإنما يُريد الوصول إلى اتفاق يُرضي جميع الأطراف.
إنهاء الحرب “الروسية-الأوكرانية”..
“الدبلوماسية الإيرانية” : هل تعتقد أن “ترمب” سوف يتمكن من الوصول إلى اتفاق مع “روسيا” وإنهاء الحرب الأوكرانية ؟
“كيفين دي روبرتس” : لا أشك في ذلك. و”ترمب” يرتبط بعلاقات مختلفة وأخوية مع الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، ويستطيع الاستفادة من هذه القدرة في إنهاء الحرب الأوكرانية.
في المقابل لم يفشل “بايدن” في إنهاء الحرب، وإنما زاد من توتر الأوضاع مع “روسيا” وساهم في استمرار الحرب وفرض المزيد من الصعوبات على الشعب الأوكراني.