خاص / واشنطن – كتابات
نقل موقع “كتابات” أمس إعلان الولايات المتحدة الامريكية عزمها تقديم مساعداتها إلى المسيحيين والإيزيديين في العراق عبر قنواتها مباشرة من دون اللجوء إلى الأمم المتحدة.
وقال نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، في بيان رسمي إن إعادة حقوق وأملاك المسيحيين والايزديين التي نهبت نتيجة حملة الإبادة التي شنها تنظيم داعش، أحد أهم أولويات الادارة الأميركية، وأضاف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوعز إلى الحكومة بالتوقف عن استخدام البرامج التي وصفها بالبطيئة وغير الفعالة للأمم المتحدة، وبدء توزيع المساعدات عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID بغية تقديم مساعدة سريعة ومباشرة.
وشدد البيان على أن نائب الرئيس لن يتسامح مع التلكؤ والبيروقراطية في إيصال المساعدات الأميركية للمسيحيين والايزديين العراقيين، وانه طلب من رئيس الوكالة الأميركية للتنمية الدولية زيارة العراق خلال الأسابيع المقبلة في مهمة لتقييم أسباب تباطؤ تقديم المساعدات.هذا الموقف يبدو “حماسياً” بعد نحو 15 عاما من الصمت الأمريكي على المآسي التي تعرضت لها الأقليات العراقية من المجموعات المسلحة السنية والشيعية، بعد انهيار الدولة العراقية السابقة اثر غزو ادارة الرئيس بوش للبلاد، وغض النظر عن التهجير والقتل والاقصاء الذي تعرضت له الأقليات، ضمن سياسة المحافظين في واشنطن القائمة على تحويل العراق الى منطقة صراع مباشرة بين المسلمين من الشيعة والسنة، وبالتالي ستكون الأقليات هي الخاسر الأكبر.
كل الذي فعلته ادارة بوش من ثم ادارة أوباما للأقليات العراقية، كان فتح الباب أمام هجرتها، اي تسهيل مهمة اقتلاعها من مناطقها التاريخية التي تمتد لآلاف السنوات، وبالتالي تحقيق فكرة تطهير عرقي تتعرض لها من المسلحين المسلمين السنة والشيعة.
وحيال الأزمات المتتالية التي تعرضت إليها الأقليات العراقية، وغياب أي منقذ أكان ذلك من داخل البلاد أم خارجها، هللت شخصيات مسيحية وأيزيدية عراقية لإعلان نائب الرئيس الأمريكي، فأكد المطران شليمون وردوني معاون بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، أكد حاجة المسيحيين في العراق الى المزيد من المساعدات، وشدد على ضرورة أن تكون هناك أمانة ومساواة في توزيعها.
لا أمريكا ولا دول التحالف ضد داعش ولا الفاتيكان قدموا مساهمات حقيقية لإيقاف مخططات اقتلاع الأقليات العراقية من مواطنها الأصلية، ويبدو الرهان اليوم على وعد نائب الرئيس الأمريكي، رهانا جديدا لن يوصل سوى إلى خذلان جديد، فادارة ترامب وقبلها ادارة اوباما غضت النظر عما تركتبه الجماعات المسلحة الشيعية المتحالفة مع واشنطن حيال التطهير العراقي المنظم للمسيحين في بغداد، ولم تقدم السفارة الأمريكية في بغداد، حتى مجرد الاستنكار لما تقوم به القوات الحليفة لواشنطن في الحرب على داعش، من جرائم واسعة بحق المسيحيين وممتلكاتهم في بغداد، وقبل ذلك مخططات حليف آخر لواشنطن، هم الكرد في استيلائهم على مناطق واسعة من سهل نينوى 2008-2014.
ويحسن المطران وردوني صنعاً حين يخفض سقف الامال على وعد واشنطن الجديد بقوله، أن “المسيحيين بحاجة ماسة الى تقديم المساعدات لإعادة اعمار مدنهم المتضررة لاسيما في منطقة سهل نينوى“. فبالكاد ستقدم واشنطن بعض الملايين في هذا الشأن، لكن المال ليس الوحيد الذي تحتاجه الأقليات، بل الحماية وهو ما ليس في وارد واشنطن أن تضمنه، لا سيما إن حليفها العراقي ساكت عن الانتهاكات التي تقوم بها قوات محسوبة عليه.
وهنا يبدو نداء معاون بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، الى المجتمع الدولي بتقديم الدعم والإسناد لأهالي قرى الاقليات التي تهدمت في العراق وسوريا، خيارا آخر لن يوصل الى تحقيق بعض المطالب الأساسية للأقليات.
الناشط الإيزيدي خضر دوملي يخالف خطوة واشنطن التي تتضمن نقدا للامم المتحدة وقال إن المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة قدمت العديد من المساعدات إلى الايزديين في العراق، مستدركاً “ الدعم الاميركي يساعد على اعادة الاستقرار في المدن الايزدية“.
وشدد دوملي على ضرورة ان تعتمد الولايات المتحدة آلية ناجعة لإيصال المساعدات مباشرة الى المحتاجين.