وكالات – كتابات :
في أعقاب حادث منشأة “نطنز” النووية الإيرانية؛ الذي اعتبرته “طهران” حادث تخريبي متعمد من قبل “إسرائيل”؛ بعد تصريحات مقتضبة لرئيس وزراء الأخيرة، “بنيامين نتانياهو”، تلمح بذلك. الأمر الذي دفع “إيران” إلى إعلان رفع مستويات تخصيب (اليورانيوم) لديها إلى 60%، أي أقل بقليل من درجة نقاء الأسلحة، “ردًا على هجوم إسرائيل على منشأة (نطنز) النووية”، بحسب تصريحات، “سيد عباس عراقجي”، نائب وزير الخارجية الإيراني؛ لدى وصوله إلى العاصمة النمساوية، “فيينا”، لبدء المحادثات، هذا الأسبوع، حول كيفية إحياء “الاتفاق النووي”، لعام 2015، وإعادة “الولايات المتحدة” و”إيران” إلى الإمتثال بمقتضياته.
يُذكر أن “إيران” قد رفعت مستوى تخصيب (اليورانيوم) إلى 20%، في كانون ثان/يناير 2021، ردًا على اغتيال عالمها النووي البارز، “محسن فخري زاده”. ويسمح “الاتفاق النووي”، لعام 2015، بالتخصيب إلى مستوى نقاء يبلغ: 3.67% فقط.
رد إيراني متعدد الأوجه..
كما أعلن “عراقجي”؛ أنه أبلغ “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، التابعة لـ”الأمم المتحدة”، أن “إيران” تخطط لتركيب ألف جهاز طرد مركزي جديد قادر على العمل على مستوى أعلى من تلك التي دمرت في الهجوم.
وجاء الإعلان الإيراني؛ فيما تعرضت سفينة تجارية، مملوكة لشركة إسرائيلية، لهجوم قبالة سواحل “الإمارات العربية المتحدة” في مياه الخليج. ونقلت القناة (12) الإسرائيلية، عن مسؤولين إسرائيليين لم تذكر أسماءهم؛ إلقاء اللوم على “إيران” في الهجوم الذي وصفته بأنه هجوم صاروخي.
وأضافت القناة الإسرائيلية؛ أنه لم تقع إصابات وواصلت السفينة (هايبيريون راي) الإسرائيلية، التي ترفع علم جزر “الباهاما”، مسارها.
في وقت سابق، زعم وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، أن: “إسرائيل” قامت “بمغامرة سيئة للغاية”، في أعقاب الهجوم على موقع “نطنز” النووي الإيراني، قائلاً إن “إيران” ستبدأ في نشر أجهزة طرد مركزي أكثر تطورًا.
وقال “جواد ظريف”، في مؤتمر صحافي بالعاصمة الإيرانية، “طهران”: “إسرائيل لعبت مقامرة سيئة للغاية؛ إذا أعتقدت أن الهجوم سيضعف يد إيران في المحادثات النووية”، موضحًا: “على العكس من ذلك، سوف يقوي موقفنا”.
وتحدث “ظريف”، إلى جانب وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، الذي أدان أيضًا الضربة الإسرائيلية المزعومة على أهم موقع نووي في “إيران”، وهي الثانية في غضون عام .
سياسة “إسرائيل” تتعرض للخطر !
ولم تؤكد “إسرائيل” تورطها؛ ومع ذلك، دعا وزير دفاعها، “بيني غانتس”، إلى إجراء تحقيق في تسرب المعلومات، قائلاً إن سياسة الغموض التقليدية الإسرائيلية تتعرض للخطر، ربما بسبب التنافس بين الوكالات.
وقالت “الولايات المتحدة”؛ إنها لم تلعب أي دور في الهجوم المتطور: “بأي شكل من الأشكال”، لكنها لم تتضح ما إذا كانت قد تلقت تحذيرًا مسبقًا من تصرفات “إسرائيل”. هناك بعض القلق من أن مسؤولي الاستخبارات الأميركية ربما سربوا التفاصيل، في إشارة إلى الرفض، ربما لأنها قد تقلب محاولات، “جو بايدن”، للمضي قدمًا في المفاوضات التي تعارضها “إسرائيل”.
الضغط على إدارة “بايدن”..
ومن المرتقب أن الإعلان الإيراني الأخير برفع مستوى التخصيب؛ سيؤدي إلى زعزعة استقرار المحادثات المتوازنة بالفعل، في “فيينا”، و”إيران” مصممة على تحذير، “الولايات المتحدة”، بأنها إما أن تكبح حليفتها، “إسرائيل”، أو تخاطر بالإنهيار الكامل لـ”الاتفاق النووي”، الذي يقيد أنشطة “إيران” النووية.
وقال “ظريف”؛ إنه لم تكن هناك خسارة في النفوذ التفاوضي، في “فيينا”، مضيفًا أن المحطة ستتلقى أجهزة طرد مركزي بديلة أكثر تقدمًا قريبًا. وقال إنه كان هناك توقيت للمحادثات في “فيينا”. وأوضح دون الخوض في التفاصيل: “إذا فوتوا هذه الفرصة، فسيواجهون ظروفًا غير سارة”.
300 رطل من المتفجرات تم تهريبها سرًا..
ومع ذلك، قال رئيس مركز أبحاث البرلمان الإسلامي، “علي رضا زكاني”، إن عدة آلاف من أجهزة الطرد المركزي معطلة في “نطنز”. وأدعى أن 300 رطل من المتفجرات تم تهريبها إلى المصنع شديد الحراسة؛ دون أن يتم ملاحظته في جزء تم إرساله إلى الخارج لإصلاحه. وزعم أن المسؤولين الإيرانيين شعروا بالذعر والغضب عندما رأوا حجم الضرر.
وزعم “زكاني”؛ أن الهجوم كان جزءًا من مؤامرة غربية لإجبار “إيران” على تقديم تنازلات في المحادثات، لكنه قال إن على “إيران” الرد بزيادة مستوى تخصيب (اليورانيوم) إلى 60%.
وقال “فريدون عباسي دواني”، رئيس لجنة الطاقة بالبرلمان الإيراني، إن الجناة أصابوا محطة كهرباء فرعية على عمق 50 مترًا تحت الأرض. لافتًا: “تصميم العدو كان جميلاً جدًا؛ إذا نظرت إليه علميًا. لقد… أستأجروا خبراء، وانفجر بطريقة أضرت بنظام توزيع الطاقة وكابل الطواريء الذي جاء من المولدات “.
تأثيرات الهجوم على محادثات “فيينا”..
على الرغم من الغضب، واصل المفاوض الإيراني الرئيس، “سيد عراقجي”، خططه للسفر إلى “فيينا”؛ لاستئناف المحادثات التي يُرجح أن تركز على العقوبات التي تستعد “الولايات المتحدة” لرفعها، مقابل عودة “إيران” إلى الإمتثال لقانون العقوبات.
كما حثت كل من “الصين” و”روسيا”، وكلاهما مشارك في محادثات “فيينا”، إلى جانب “المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا”، “إيران”، على عدم الانسحاب، بحجة أن هذا من شأنه أن يخدم “إسرائيل”.
وكان وزير الخارجية الألماني، “هايكو ماس”، أقرب ما يكون إلى انتقاد أي مسؤول أوروبي كبير للهجوم، قائلاً إنه لم يكن مساهمة إيجابية.
لذا تراهن “إيران” على أن؛ “عراقجي” مُلزم بدفع “الولايات المتحدة” لتقديم تفسير لمعرفتها بالهجوم والمطالبة بالتنديد.
من غير المرجح أن يجعل الهجوم، الإيرانيين، أكثر مرونة في موقفهم التفاوضي، ويعتمد الكثير على ما إذا كانت “الولايات المتحدة” سترفع جميع العقوبات المفروضة على “إيران”، منذ عام 2016، أو تلك المصنفة على أنها مرتبطة بـ”الاتفاق النووي” فقط.
وقالت إدارة “بايدن”؛ إن بعض العقوبات ليس لها علاقة بالأسلحة النووية، لكنها بدلاً من ذلك ناجمة عن انتهاكات إيرانية لحقوق الإنسان ودعم الإرهاب في المنطقة وبرنامج “إيران” الصاروخي.