خاص : ترجمة – آية حسين علي :
ترك بلده، “سوريا”، وانتقل إلى “أوروبا” إثر خلافات مع شقيقه، الرئيس في ذلك الوقت، ليمارس أعمالًا غير مشروعة، وعلى مدار أكثر من 30 عامًا؛ يجيد الرجل والمسؤول السابق إخفاء جرائمه وغسيل أمواله، لكنه الآن بات يحاكم أمام 3 جهات أوروبية، في “إسبانيا وفرنسا وسويسرا”، الأدلة موجودة وواضحة وثروته الضخمة أكبر شاهد عليه.
كشفت الجهات الرسمية في “إسبانيا” و”فرنسا” عن حجم الثروة الهائلة التي يمتلكها، نائب الرئيس السوري السابق، “رفعت الأسد”، عم الرئيس، “بشار الأسد”، الذي يُحاكم لاتهامه بإدارة شبكة إجرامية وغسيل أموال، وإلى جانب 13 شخصًا آخرين، من بينهم 2 من زوجاته و8 من أبناءه، يحاكم “رفعت الأسد”، الذي تمكن من تعظيم ثروته، خلال السبعينيات والثمانينيات، واستثمرها في عدة دول أوروبية، ليتمكن من العيش في مستوى من الرفاهية لا يناله سوى المليارديرات.
الشاهد الأساس يثبت التهم..
يُعد الجنرال السابق، “عدنان الحواش”، الذي انشق عن الجيش السوري في الثمانينيات من القرن الماضي، بسبب رفضه تنفيذ أوامر بقتل مئات المواطنين، هو الشاهد الأساس في قضايا “الأسد”، التي تنظرها السلطات القضائية في “سويسرا”.
ويُحاكم “رفعت الأسد” بتهمة تبييض 695 ملايين يورو في “إسبانيا”، التي يمتلك فيها استثمارات عقارية لا حصر لها، وذكر “الحواش”، في شهادته، تفاصيل عدة بشأن ممارسات المتهم خلال حقبة الثمانينيات، وقال إنه نهب الثروات وتربح بكل أشكال الأعمال غير المشروعة، بداية من تهريب المخدرات حتى استغلال النفوذ، وتحدث الشاهد أيضًا عن السلطة التي كان يمتلكها “رفعت الأسد” في بلاده، قبل أن يضطر إلى مغادرتها، ووصف نفوذه بأنه كان “في سوريا كأنه إله”.
أكثر من 90 مليون يورو في فرنسا..
لفتت الثروات الضخمة والنشاط الاستثماري غير الطبيعي نظر السلطات الأوروبية إلى ممارسات شقيق الرئيس السوري السابق، وعم الحالي، إذ أنه يمتلك ثروة تمكنه من شراء أفضل العقارات وقطع الأراضي في أرقى المناطق بعدد من العواصم الأوروبية، ومن بين ممتلكاته؛ قصر راقي في شارع “فوش” بالعاصمة الفرنسية، “باريس”، كان قد اشتراه منذ، عام 1984، بقيمة 21.5 مليون فرانك، (3.2 ملايين يورو)، ثم أنفق 7 ملايين أخرى لفرشه، يضاف إليه قصر آخر، ومزرعة لترية الخيول وشقة فخمة، إلى جانب قطعة أرض مساحتها 788 متر مربع.
وفي عام 2014، قدرت “فرنسا” حجم ثروته وممتلكاته على أرضها بأكثر من 90 مليون يورو، وهو في نظر القضاء الفرنسي متهمًا بالتعامل مع شركات ودول باعتبارها ملاذات ضريبية، وكشفت السلطات أيضًا أن له ممتلكات في “بريطانيا”، عبارة عن فندق مكون من 3 بنايات يحوي 65 غرفة أٌنشيء على مساحة 4.5 هكتارًا، ويُعد محل الإقامة الخاصة الأكبر في البلاد من حيث المساحة، يفوقه في المساحة قصر “بكنغهام” فقط، وقدرت قيمته، في عام 2007، بنحو 32 مليون جنيه إسترليني، (37.2 مليون يورو).
695 ملايين في إسبانيا..
يتنقل “رفعت الأسد” بين “فرنسا” و”بريطانيا” و”إسبانيا”، لمباشرة أعماله ومتابعة ثرواته، وكان قد بدأ في استثمار أمواله في “إسبانيا”، بداية من العام 1986، أي في العام التالي لخروجه من “سوريا”، بعد اتهامه بمحاولة الانقلاب على الرئيس، وتمكن من الحصول على قطع أراضي وعقارات يقع أغلبها في مناطق إستراتيجية، من بينها المزرعة التي اشتراها، عام 1988، وقُدر ثمنها بنحو 60 مليون يورو، إلى جانب أحد أكبر المرافيء السياحية المطلة على شاطيء الشمس، وقطعة أرض بقيمة عالية مساحتها 3300 هكتار، كان ينتوي “رفعت الأسد” إقامة عليها ما أسماه “مدينة سورية”، لكنه أنشأ بها منازل فخمة وملاعب “غولف” لا يدخلها سوى أصحاب الملايين.
وتشير السلطات الإسبانية إلى أنه، خلال الفترة من 1986 حتى 2005، بلغت ممتلكاته 507، وصلت قيمتها إلى 695 ملايين يورو، حصل عليها تحت ستار شركات وهيئات مشبوهة تعمل في غسيل الأموال.