30 ديسمبر، 2024 7:32 م

رفض النفوذ الإيراني والفساد .. كيف تتابع الصحافة الألمانية احتجاجات العراق ؟

رفض النفوذ الإيراني والفساد .. كيف تتابع الصحافة الألمانية احتجاجات العراق ؟

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

ذكر الموقع الرسمي للإذاعة الألمانية الدولية، (دويتش فيله)، أن خروج الاحتجاجات في “العراق” ليس أمرًا مفاجئًا، لأنه خلال السنوات الماضية نُظمت الكثير من الاحتجاجات الواسعة، ومثال على ذلك الاحتجاجات التي خرجت، في عام 2018، بمدينة “البصرة”، جنوبي “العراق”، مركز الصناعة النفطية العراقية، اعتراضًا على تلوث الماء الذي أدى إلى مرض آلاف العراقيين.

وأشار المصدر إلى أنه في ذلك الوقت بدت المظاهرات عفوية؛ توسعت بشكل أكبر، خصوصًا بعد إقالة رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، “عبدالوهاب الساعدي”، الذي كان له دورًا كبيرًا في محاربة تنظيم (داعش) المتشدد، ويرى متابعوه أنه أُقيل لأنه كان حجر عثرة أمام سيطرة الميليشيات الشيعية، المقربة من “إيران”، على الجيش العراقي، وأوضح التقرير أن صور هذا الفريق الركن رُفعت خلال الاحتجاجات التي خرجت في مدن عدة، خلال الأيام الماضية، وهو ما يشير إلى أن رفض النفوذ الإيراني في “العراق” من بين الأسباب التي أدت إلى خروج الناس في الشوارع.

وتابع التقرير أنه إلى جانب ذلك يعد الغضب الشعبي هو السبب الرئيس لتحرك الناس، وكان خبراء قد حذروا، منذ فترة، من أن المجتمع العراقي على وشك الانفجار، خاصة فئة الشباب التي يعاني جزء كبير منها من البطالة.

بينما يرى المحرر بمجلة (زينيت) الألمانية، “دانيل غيرلاش”، أن الأسباب هي؛ ضعف إمدادات الكهرباء، وسوء أحوال الخدمات العامة، وارتفاع معدلات البطالة والفقر والفساد.

الفساد هو المحرك..

طرح “غيرلاش” سؤالًا: كيف يمكن لبلد غني بـ”النفط”، مثل “العراق”، أن يعاني من إنقطاع متكرر للكهرباء ويذوق أهله مرارة الفقر ؟.. وأجاب بأن “العراق” يُعد من أكبر المنتجين لـ”النفط” عالميًا، ويعتمد اقتصاده بشكل أساس عليه، وهو في الحقيقة عمل مربح، بالنظر إلى أوضاع دول الخليج، لكن السبب الذي يجعل العراقيين يعانون من إنقطاع متكرر للكهرباء، خاصة في فصل الصيف وفي ظل درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية، هو الفساد، إذ يحتل “العراق” مركزًا سيئًا للغاية في “مؤشر الشفافية الدولي لمكافحة الفساد”، إذ يأتي في المرتبة الـ 168 من بين 180 دولة.

وأضاف الصحافي الألماني أن “العراق” بلد ذو تعددية طائفية وعرقية، لكنه يعاني من عجز في الديموقراطية بسبب فساد عدة جهات في الدولة، ويقوم ممثلو المجموعات السياسية والطائفية والإقليمية المختلفة بتخصيص موارد البلاد للإحتفاظ بها لأنفسهم أو توزيعها على أتباعهم.

كيف تعاملت الحكومة والنخبة مع المتظاهرين ؟

رصدت صحف “ألمانيا” تعامل النخب السياسية والمسؤولين مع المظاهرات منذ البداية، وذكرت الإذاعة الدولية الألمانية؛ أنه رغم استخدام العنف مع المتظاهرين إلا أن رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، خرج يوم الجمعة، في خطاب متلفز؛ أكد فيه على أن الحكومة تبذل جهدًا من أجل التوصل إلى حلول للمشكلات العالقة، لكن لا توجد “حلول سحرية” لحل كل المشكلات.

وأضاف المصدر؛ أنه قبل خطاب “عبدالمهدي” كانت الحكومة قد إتخذت إجراءات قاسية للسيطرة على الأحداث؛ إذ فرضت حظر التجوال في العاصمة، “بغداد”، وعدة مدن أخرى مثل “الناصرية والعمارة والحلة”، كما أوقفت خدمة “الإنترنت” في عموم البلاد ما عدا المنطقة الكُردية في الشمال، لمنع المتظاهرين من الدعوة إلى مظاهرات جديدة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ومع ذلك وقعت العديد من أعمال الشغب، وأرتفعت أعداد القتلى والمصابين، خاصة خلال يوم الجمعة الماضية.

بينما أشار “غيرلاش” إلى أن قوات الأمن العراقية غير مهيئة للتعامل أمام أعداد كبيرة من الأشخاص، لأنها عادة ما تواجه إرهابيين وعناصر مسلحة.

صراع بين مؤيد ومعارض لإيران..

ذكرت (دويتش فيله) أن الاحتجاجات الحالية انتشرت في عدة مدن تسكنها أغلبية شيعية، بينما يبدو أن أتباع المذهب السُني والأكراد لم يلعبوا دورًا يمكن التحدث عنه، ويبدو أن المشهد عبارة عن صراع بين الأغلبية الشيعية التي يوجد بينها من يؤيد “إيران” ومن يعارضها.

وتابعت أنه خلال الاحتجاجات رفعت الكثير من الشعارات المناهضة للنفوذ الإيراني في “العراق”، لكن يبقى الغضب الشعبي، نتيجة الفقر وسوء الأوضاع المعيشية والفساد وسوء الإدارة، هو المتصدر للأسباب التي دفعت الشعب العراقي للاحتجاج.

هل تورطت إيران في قمع المتظاهرين ؟

طرح تقرير (دويتش فيله) سؤالًا: هل “إيران” تقف خلف قمع الاحتجاجات ؟.. ليجيب أنه وفقًا لعدد من مصادر الإعلام كانت قوات الأمن التي تعاملت بعنف مع المتظاهرين يتحدثون اللغة الفارسية، لكن “غيرلاش” أستبعد أن تكون “إيران” قد شاركت في قمع المتظاهرين في “العراق”، مؤكدًا أنها فرضية غير قابلة للتصديق.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة