6 مارس، 2024 7:26 ص
Search
Close this search box.

رغم نفي الحرس الثوري .. هل ينجح اتفاق تركيا أردوغان وإيران روحاني في “خنق” العمال الكردستاني ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعد اتفاقهما على تعزيز التعاون العسكري والأمني، أعلن الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” الثلاثاء 22 آب/أغسطس 2017 أن بلاده وإيران ناقشتا تنفيذ عملية مشتركة ضد المسلحين الأكراد، فيما تحدثت طهران عن “اتفاقات” لكبح عبور إرهابيين الحدود، ورجحت أن تدخل علاقات الجانبين “مرحلة جديدة”.

وكانت أنقرة وطهران قد أعلنتا يوم 17 آب/أغسطس الجاري، اتفاقاً لتعزيز تعاونهما العسكري والأمني، بعد يوم على اختتام رئيس الأركان الإيراني الجنرال “محمد باقري”, زيارة نادرة لتركيا دامت يومين، هي الأولى لقائد الجيش الإيراني منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

وخاضت تركيا معارك لعقود ضد “حزب العمال الكردستاني”، فيما حاربت قوات الأمن الإيرانية جناحه المعروف بـ”حزب الحياة الحرة لكردستان – بيجاك”، علماً بأن للتنظيمين قواعد خلفية في العراق.

التحرك ضد الجماعات الإرهابية..

قال “أردوغان” إن قادة جيشي البلدين ناقشوا كيفية العمل ضد المسلحين الأكراد، مضيفاً أن “التحرك المشترك مع إيران ضد الجماعات الإرهابية التي باتت تشكل تهديداً، مطروح دائماً على جدول الأعمال، وقد نوقش الأمر بين قائدي الجيشين، وناقشت أنا في شكل موسع كيف يمكن تنفيذ ذلك”، مضيفاً: “سيستمر العمل، إذ إن لحزب العمال الكردستاني الإرهابي موطئ قدم في إيران، ويؤذينا نحن وإيران، نعتقد بأن تعاون البلدين (سيتيح) التوصل إلى نتيجة في وقت أسرع، آمل بأن نحقق نجاحاً في هذا المجال”.

اقتراحاً مفاجئاً..

أوردت صحيفة “توركيي” التركية, أن طهران قدمت، خلال زيارة رئيس الأركان الإيراني الجنرال “محمد باقري” إلى أنقرة الأسبوع الماضي، “اقتراحاً مفاجئاً” لبدء تعاون مشترك ضد المسلحين الأكراد في منطقتي “قنديل” و”سنجار” شمال العراق، مشيرة إلى أن الاقتراح شكل مفاجأة لأنقرة، إذ يشكو المسؤولون الأتراك منذ فترة طويلة من أن طهران تركت بلادهم تحارب بمفردها “الكردستاني”.

اتفاقات جيدة..

“باقري” أوضح أنه ناقش مع رئيس الأركان التركي الجنرال “خلوصي أكار” ملف الحدود بين البلدين وضرورة ضبطها، متحدثاً عن “تفاهمات واتفاقات جيدة في هذا الصدد” بين طهران وأنقرة، مضيفاً: أن “تحركات تركيا وإيران تكمل واحدتهما الأخرى، توصلنا إلى اتفاقات جيدة لمنع مرور الإرهابيين على جانبَي الحدود، وفي شأن ملفات أمنية مشتركة”. وأعلن أن “أكار” سيزور إيران قريباً.

زيارة فريدة لم تحدث منذ 40 عاماَ..

كان الناطق باسم الخارجية الإيرانية “بهرام قاسمي” قد اعتبر أن زيارة “باقري” أنقرة, “كانت فريدة، إذ لم يكن لدينا خلال السنوات الـ40 الماضية تبادلاً للزيارات على هذا المستوى”، مؤكداً على أنه “أُجريت محادثات مهمة جداً. يجب الامتناع عن الحديث كثيراً عن الزيارة، إذ ستشاهدون مستقبلاً تأثيرها الإيجابي ثنائياً وإقليمياً”، ورأى أن الزيارة “شكلت قفزة نوعية وخطوة تكاملية في علاقات البلدين، ستنقل علاقاتهما إلى مرحلة جديدة”.

اتفاقات حول استفتاء “إقليم كردستان العراق“..

في السياق نفسه أكد رئيس الأركان الإيراني، اللواء “محمد باقري” أن هناك اتفاقاً في وجهات النظر بين قادة تركيا وإيران في كل ما يتعلق بقضية استفتاء إقليم شمال العراق واستقلاله عن العراق، ويعتقدان بضرورة عدم تغيير الخريطة السياسية للعراق.

الحرس الثوري الإيراني ينفي..

فيما، نفى “الحرس الثوري” الإيراني التنسيق لأي عمليات مشتركة مع تركيا ضد “حزب العمال الكردستاني” خارج الحدود الإيرانية.

وأصدرت العلاقات العامة لمقر “حمزة سيد الشهداء” العسكري، التابع للقوة البرية للحرس الثوري، بياناً قال فيه: “ننفي تنفيذ أي برنامج عملاني خارج حدود إيران ونعلن أننا لم نخطط لأي برنامج عملاني خارج حدود الجمهورية الإسلامية الإيرانية, لكننا كما في الماضي سنتصدى بشدة لأي مجموعة أو خلية أو شخص يحاول التسلل إلى داخل الأراضي الإيرانية للقيام بأعمال مناهضة للأمن أو إرهابية”.

مضيفاً البيان: أنه “رغم عدم وجود مخطط لدى الجمهورية الإسلامية لإجراء عمليات واسعة النطاق خارج حدودها، لكن في حال أقدمت الجماعات الإرهابية التي اختفت منذ سنوات وحتى اليوم في معسكراتها شمال العراق، بأي خطوة لزعزعة الأمن عند حدودنا، فإنها ستواجه برد شديد وساحق، وسوف نستهدفها في أي نقطة كانت”.

وتعيش في تركيا وإيران أقليات كردية، وتصل نسبتهم في تركيا إلى أكثر من 15% من السكان.

وتجدر الإشارة إلى أن “حزب العمال الكردستاني” المسلح يقاتل الدولة التركية منذ أكثر من 30 عاماً.

وفي 2015، انهار اتفاق لوقف إطلاق النار بين تركيا والحزب، ولدى “حزب العمال الكردستاني” أفرع إقليمية ومنظمات مشابهة، بما في ذلك منظمة واحدة في إيران.

وتشعر تركيا, منذ سنوات عديدة, بقلق متزايد إزاء الميليشيات الكردية السورية “وحدات حماية الشعب”، التي توسعت بشكل كبير في الأراضي الواقعة تحت سيطرتها في سوريا المجاورة، والتي استولت عليها من تنظيم “داعش”.

أهداف مؤثرة..

الغموض الذي يشوب هذا التقارب والذي تضمن توقيع اتفاق عسكري لم يفصح عن فحواه، يبدو أنه لا يقتصر على تحقيق مصالح مشتركة للبلدين في سوريا والعراق؛ بل أوسع من ذلك كثيراً، حيث لفت اهتمام الدوائر المعنية في الولايات المتحدة وروسيا، فأصدر مركز “ستراتفور” الأميركي تقرير رصد احتمالات فشل أو نجاح محاولات أنقرة وطهران التنسيق ‏المشترك أو ‏تجربة التحالف ‏مؤقتاً ‏بينهما.. قائلاً التقرير إن “السياسة والحرب تخلقان شراكات غريبة، وهو ما تثبته إيران وتركيا الآن؛ إذ تعمل الدولتان المتنافستان تاريخياً على تنحية بعض خلافاتهما جانباً؛ للتركيز على الأولويات المشتركة لاسيما عرقلة التقدم الذي يحرزه الأكراد في سبيل الحصول على مزيد من الحكم الذاتي”.

حلقة وصل مركزية..

علق الكاتب “أيضين ميهدييف”، على موقع “برافدا” الروسي، قائلاً إن “المسؤولين في أنقرة يرون أن إيران يمكن أن تساعد تركيا لكي تصبح حلقة وصل مركزية للغاز المتدفق من بلدان آسيا الوسطى إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك بهدف الظهور أمام الأوروبيين بأن تركيا هي الضامن الرئيس لأمن الطاقة في القارة العجوز، ودفعهم إلى استئناف المفاوضات حول انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.

ولكن، مهما بدت الآفاق وردية للنفوذ التركي المتنامي، فإنه من غير المرجح أن توافق موسكو على خطط “أردوغان” لإزاحة شركة “غازبروم” الروسية تدريجياً من السوق الأوروبية، بحسب الكاتب.

لن تمثل فارقاً كبيراً..

في المقابل، يرى مركز “ستراتفور” الأميركي أن تلك المصالح المشتركة لن تمثل فارقاً كبيراً؛ إذ إن الاختلاف بوجهات النظر في التعامل مع عدم استقرار منطقة الشرق الأوسط، من شأنه أن يخلق مزيداً من النزاع على حساب الاتفاق المنتظر بين إيران وتركيا على المدى الطويل.

ففي سوريا الوضع المعقد في “أدلب” ودعم إيران للنظام, سيحول دون تحقيق التعاون الكامل الذي من شأنه أن يوتر العلاقات أكثر بين أنقرة وأميركا. علاوة على ذلك، لن تتغاضى أنقرة عن نفوذ طهران الذي قد يتنامى داخل حدودها خلال السنوات المقبلة.

وفي الوقت نفسه، يزداد الوضع خطورةً في العراق؛ فمن شأن الهجوم على “تلعفر” أن يزيد التوترات التي قد تتطور إلى صدام مباشر بين القوات المدعومة من تركيا، والقوات المدعومة من إيران.

تنظيم إرهابي..

تصنف تركيا، شأن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، “حزب العمال الكردستاني” على أنه تنظيم إرهابي. واشتكت أنقرة مراراً من تجاهل إيران دعوتها للانضمام إلى الحملة على المقاتلين الأكراد. ولطالما شهدت العلاقات بين تركيا – الدولة العلمانية التي يشكل المسلمون السنة غالبية سكانها – والجمهورية الإسلامية الإيرانية التي يهيمن عليها الشيعة، توترات خلال السنوات الآخيرة.

وتتخذ كل من تركيا وإيران موقفين متضادين من النزاع السوري، فقد دعا “أردوغان” مراراً إلى الاطاحة بالرئيس “بشار الأسد” من أجل إنهاء الحرب، في حين تقف طهران، وموسكو، إلى جانب الرئيس السوري.

وكان “أردوغان” قد انتقد أحياناً تنامي “النزعة القومية الفارسية” في المنطقة, وخصوصاً فيما يتعلق بنفوذ الميليشيات الشيعية في العراق. ونتيجة لذلك، اعتبرت زيارة “باقري”, التي التقى خلالها رئيس الاركان التركي الجنرال “خلوصي أكار”, منعطفاً على صعيد العلاقات الثنائية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب