26 أبريل، 2024 9:11 ص
Search
Close this search box.

رغم ندوب الحرب المحفورة بالروح قبل الجدران .. أهالي “الحمدانية” بالعراق يحتفلون بعيد الفصح !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – بوسي محمد :

عندما تجمع أهالي أقدم بلدة مسيحية في “العراق”، رجال ونساء لحضور قداس “عيد الفصح”، في نهاية هذا الأسبوع، فقد كانوا يعلمون أن متطرفي الدولة الإسلامية، (داعش)، الذين طاردوهم لم يعودوا. وإن هزيمتهم في ساحة المعركة، قبل شهرين، تعني أن أهل “الحمدانية”، (يُطلق عليهم أيضًا قراقوش)، يمكنهم الاحتفال مرة أخرى دون خوف.

الحمدانية تعود إلى النور..

تجمعت مجموعة كبيرة في أكواخ كانت قبل عامين فقط تكمن في أنقاض متفرقة، سواء في كنيسة “الحبل بلا دنس” وفي كل كنيسة أخرى في “الحمدانية”، والتي مثلها مثل باقي مناطق شمال “العراق”، قد تم التغلب عليها بواسطة متطرفين من (داعش).

تحدث كاهن يرتدي أردية حمراء زاهية، يحمل كروسير ذهبي من جهة وصليب صغير من جهة أخرى، باللغة السريانية على بُعد كتل فقط من المكان الذي خطط فيه المتشددون للفوضى وحتى الإبادة الجماعية للمجتمعات الضعيفة. قائلًا: “في أحلك سنوات التمرد، من منتصف عام 2014 حتى أواخر عام 2016، كانت الحمدانية والبلدات القريبة معقلًا للدواعش؛ الآن، مع تجريد (داعش) من معقلها الأخير من الأراضي، في ساحات المعارك غير البعيدة، وبعد أن باتت قيادتها مبعثرة، تعود الحمدانية إلى النور، وشوارعها المزدحمة المكتظة بالمارة، وإعادة بناء المنازل”.

في أواخر عام 2016، كانت تعاني منطقة “الحمدانية” من هروب وفرار سكان البلدة بالكامل إلى أجزاء أخرى من “العراق”، معظمهم إلى حي “عينكاوا” في مدينة “أربيل” الكُردية.

على مدى العامين الماضيين، عاد السكان عبر الحدود المؤقتة إلى “العراق” العربي؛ وترميم ما تبقى من منازلهم. وقال الكاهن المحلي، “عمار ياكو”، 40 عامًا، إنه من بين سكان منطقة “الحمدانية”، البالغ عددهم 80 ألفًا، عاد ما يقدر بنحو 25.650 شخصًا، بينما هاجر حوالي 40% من السكان، وهاجر عدد كبير منهم إلى “أستراليا”.

حياة صعبة ولكنها آمنة !

وقال “يعقوب حنا”، رجل محلي يقف في فناء الكنيسة: “ابني هناك.. إنهم آمنون، ولديهم مدارس للأطفال ويعيشون حياة المنفيين، جثثهم موجودة، لكن أرواحهم موجودة هنا”.

وقال كاهن آخر، “يونان حنا”، الذي ترأس خدمات عيد الفصح في كنيسة “القديس يعقوب”، إن الحياة بعيدًا عن “الحمدانية” كانت صعبة، ولكنها آمنة بالنسبة للمجتمع.

وتابع: “خلال فترة النفي، لم يكن لدينا نقص، كنا نعيش حياة طيبة ونحن سعداء بما فعله الأكراد من أجلنا. ويعتبر هو أول عيد الفصح الذي يحتفون به في الحمدانية بعد أن أصبحت خالية من التهديدات.. هذه المدينة لا تنتمي إلينا، نحن ننتمي إليها”.

وأضاف: “على الرغم من البداية الجديدة، إلا أن هناك بعض الندوب المحفورة على المنازل والبيوت التي تعرضت إما للغارات الجوية أو نسفها المتطرفون قبل فرارهم، كما بقيت كنيسة أخرى في جميع أنحاء المدينة في حالة خراب جزئي، وكذلك فعل عشرات المنازل التي تعرضت إما للغارات الجوية أو نسفها المتطرفون قبل فرارهم”.

واستطرد: “نحن الآن محميون بالقوات المسيحية.. من استسلام الجيش العراقي الذي أدى إلى سقوط الحمدانية والمناطق المجاورة بما في ذلك، لكن الأمور أفضل الآن. لقد التقينا بكبار القادة، واستعادنا ثقتنا بهم. المدينة محمية من قبلنا ومن خلالها”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب