8 أبريل، 2024 7:52 ص
Search
Close this search box.

رغم موافقة “روسيا” .. “الراية البيضاء” تضع الفاتيكان في أزمة دبلوماسية مع أوكرانيا والغرب !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

في خطوة نحو أزمة دبلوماسية؛ بين (الفاتيكان) والغرب بسبب حرب “أوكرانيا”، حيث استدعت “كييف”؛ الاثنين، سفير (الفاتيكان) لديها للاحتجاج على تصريحات لـ”البابا فرنسيس”؛ السبت، دعا فيها “كييف” إلى التحّلي: “بشجاعة رفع الراية البيضاء والتفاوض” مع “موسكو”.

وقالت “وزارة الخارجية” الأوكرانية؛ في بيان: “تم إبلاغ؛ فيسفالداس كولبوكاس، بخيّبة أمل لدى أوكرانيا من كلمات الحبّر الأعظم في ما يتصل بالراية البيضاء؛ وضرورة التحّلي بالشجاعة والتفاوض مع المعتدي”.

واتهمت “الخارجية الأوكرانية”؛ البابا: بـ”شّرعنة قانون الأقوى”، وتشجيع هذا الطرف على: “مواصلة تجاهل القانون الدولي”.

وأضافت “كييف”: “كان حّريًا برأس الكرسي الرسّولي أن يوجه إشارات إلى المجتمع الدولي حول ضرورة توحيد القوى فورًا، لضمان انتصار الخير على الشر، وتوجيه نداء إلى المعتدي وليس إلى الضحية”.

وقال وزير الخارجية الأوكراني؛ “دميترو كوليبا”، أمس الأول، إن بلاده لن تسّتسلم أبدًا. وقال في رسالة عبر منصة (إكس)، إن: “رايتنا صفراء وزرقاء. إنه العلم الذي نعيش من أجله ونموت وننتصر. لن نرفع أبدًا رايات أخرى”.

وكان الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، أعلن أيضًا عن رفضه لتصريحات البابا، وقال “زيلينسكي”؛ في خطابه الذي يُذيّعه كل مساء عبر الفيديو: “يجب أن تكون الكنيسة بين الناس، وليس على بُعد (2500) كيلومتر، في مكانٍ ما، للتوسّط فعليًا بين من يُريد أن يعيش ومن يُريد تدمّيرك”.

وتابع الرئيس الأوكراني: “عندما بدأ الروس هذه الحرب”؛ في 24 شباط/فبراير 2022، “قام جميع الأوكرانيين بالوقوف للدفاع عن أنفسهم. مسيحيون ومسلمون ويهود – الجميع”.

وشكر “زيلينسكي” كل رجل دين أوكراني يعمل مع قوات الدفاع. وأكد أن رجال الدين هؤلاء هم في الخطوط الأمامية لحماية الحياة والإنسانية، مضيفًا أنهم يدعمون الجنود بالصلاة والحوار والأفعال، وأردف: “هذا هو حال الكنيسة مع الناس”.

هدنة ووقف الأعمال العدائية..

ومساء السبت؛ سّعى (الفاتيكان) إلى توضيح التصريح قائلاً؛ في بيان، إن عبارة: “الراية البيضاء” تعنّي: “وقف الأعمال العدائية، وهدنة يتم التوصل إليها بشجاعة التفاوض” وليس الاستسلام.

استعداد روسي للتفاوض..

هذا؛ وأبدت “روسيا” استّعدادها للتفاوض بشأن “أوكرانيا”، بعد تصريحات “البابا فرنسيس”؛ بابا (الفاتيكان).

وكان “البابا فرنسيس”؛ قد قال في حوار مع التلفزيون السويسري، يُنشر لاحقًا، إن الطرف الأقوى هو: “الذي يُفكر في المواطنين ولديه الشجاعة للاستسلام والتفاوض”، دون أن يذكر “موسكو” أو “كييف” صّراحة.

ومع نشر مقتطفات من المقابلة؛ قال المتحدث باسم (الكرملين)؛ “دميتري بيسكوف”، الاثنين، إن “موسكو” ترى تصريحات بابا (الفاتيكان)؛ “فرنسيس”: “المثيرة للجدل”، بشأن الحرب لا تُمثل دعوة لـ”أوكرانيا” للاستسلام، ولكن: “طلبًا للتفاوض”.

وأضاف “بيسكوف”؛ أن الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، أعّرب عن استعداده للتفاوض أكثر من مرة، وأكد أن هذا هو المسّار المفضل.

واتهم “بيسكوف”؛ الغرب، بالعمل على تفاقم الصراع، مشيرًا بصورة خاصة إلى تصريح الرئيس الفرنسي؛ “إيمانويل ماكرون”؛ الشهر الماضي، الذي قال فيه إنه لا يسّتبعد إرسال قوات برية إلى “أوكرانيا”.

رفض ألماني..

وكانت دعوة بابا (الفاتيكان) قد استُقبّلت على الصعيد الأوروبي بانتقادات شديدة؛ إذ أعرب المستشار الألماني؛ “أولاف شولتس”، عن رفضه التصريحات التي يرى أن البابا يُشجع “أوكرانيا” على رفع: “الراية البيضاء” والتفاوض مع “روسيا”.

وأكد المتحدث باسم الحكومة الألمانية؛ “شتيفن هيبشترايت”، في “برلين”؛ أن المستشار لا يتفق مع رأي البابا في هذه القضية.

وأعّربت وزيرة الخارجية الألمانية؛ “أنالينا بيربوك”، عن شّعورها بالدهشة حيال دعوة “البابا فرنسيس”، “أوكرانيا”، لإجراء مفاوضات سلام مع الروس، قائلة إنها: “لا تفهم” موقفه.

انتقاد أوروبي مبّطن..

بدورها؛ قالت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية؛ “أورسولا فون دير لاين”، إن: “من ينكر السلام ويُريد القضاء على أوكرانيا؛ هو بوتين”، في انتقاد مبّطن لدعوة البابا.

وشدّدت المسؤولة الأوروبية أن: “على بوتين أن يُلقّي سلاحه”، مضيفة أنه: “لا أحد يتوق إلى السلام أكثر من شعب أوكرانيا، ولكن يجب أن يكون سلامًا حقيقيًا وعادلاً، ولا يمكن أن يكون احتلالاً أو قمعًا”، حسّب تصريحها.

تقديم الدعم العسكري..

من جهته؛ قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي؛ “ينس ستولتنبرغ”، إنه لا يتفق مع تصريحات “البابا فرنسيس”؛ بأن “أوكرانيا” يجب أن تتحّلى: “بشجاعة الراية البيضاء”، وأن تتفاوض على إنهاء الحرب مع “روسيا”.

وردًا على سؤال عن تصريحات البابا؛ قال “ستولتنبرغ”، لـ (رويترز): “إذا أردنا حلاً سّلميًا دائمًا عن طريق التفاوض؛ فإن السبيل للوصول إلى ذلك هو تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا”.

وأضاف أن: “ما يحدث حول طاولة المفاوضات يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقوة في ساحة المعركة”.

وردًا على سؤال؛ عما إذا كانت تصريحاته تعنّي أن الآن ليس الوقت المناسب للحديث عن رفع الراية البيضاء، قال “ستولتنبرغ”: “هذا ليس الوقت المناسب للحديث عن استسلام الأوكرانيين. سيكون هذا مأساة للأوكرانيين. وسوف يُمثل خطرًا علينا جميعًا”.

تصريحات مخّزية !

وكتب رئيس لاتفيا؛ “إدغارس رينكيفيتش”، على منصة (إكس)، أنه يرى أنه: “لا ينبغي للمرء أن يسّتسلم في وجه الشر، بل يتعين عليه أن يُحاربه ويهزمه، حتى يرفع الشر الراية البيضاء ويستسلم”.

ووصف عضو البرلمان الأوروبي عن الحزب (الديمقراطي المسيحي) الألماني؛ “دينيس رادتكي”، تصريحات البابا بأنها: “مخّزية”، معتبرًا أن: “موقفه من أوكرانيا؛ ينعكس بشكلٍ سّيء على بابويته”، مضيفًا في تغريدة على (إكس): “هذا أمر غير مفهوم”.

بريطانيا” عرّقلت اتفاق سابق..

وأرسل “بوتين” عشرات الآلاف من القوات الروسية إلى “أوكرانيا”؛ في شباط/فبراير 2022، مما أدى إلى اندلاع حرب واسّعة النطاق بعد ثماني سنوات من الصراع في “شرق أوكرانيا”؛ بين القوات الأوكرانية والأوكرانيين الموالين لـ”روسيا” ووكلاء “روسيا”.

ويقول “بوتين”؛ إنه بعد وقتٍ قصير من إرسال قوات إلى “أوكرانيا”، اقتربت “موسكو” و”كييف” من الاتفاق على وقف إطلاق النار، لكن “بريطانيا” عّرقلت الاتفاق. وذكرت وكالة (رويترز)؛ الشهر الماضي، أن “الولايات المتحدة” رفضت اقتراح “بوتين” بوقف إطلاق النار في “أوكرانيا” لتجمّيد الحرب بعد اتصالات بين وسّطاء.

ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية؛ (أنسا)، عن المتحدثة باسم “وزارة الخارجية” الروسية؛ “ماريا زاخاروفا”، قولها: “من وجهة نظري؛ فإن البابا يطلب من الغرب أن يُنّحي طموحاته جانبًا ويعترف بأنه كان مخطئًا”. وقال “زيلينسكي”، الذي وقّع مرسّومًا في عام 2022؛ يسّتبعد إجراء محادثات مع “بوتين”، الأسبوع الماضي؛ إن “روسيا” لن تكون مدعوة لحضور “قمة السلام الأولى” المقرر عقدها في “سويسرا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب