18 أبريل، 2024 4:27 م
Search
Close this search box.

رغم محاولته فرض الزعامة .. وثيقة تطبيع العلاقات مع إسرائيل تكشف إزدواجية “أردوغان” في قضية القدس !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في الوقت الذي يحاول الرئيس التركي، “رجب طيب أردوغان”، تزعم الحراك الإسلامي ضد إعلان الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بأن القدس عاصمة الكيان الصهيوني “إسرائيل”.. تظهر إزدواجية التوجه والمعاملة، حيث أن ما يقوله عكس ما يفعله نظامه، ففي حين أنه يخرج كل يوم بتصريحات جديدة ضد إسرائيل، يعتقل نظامه المتظاهرين المتضامنين مع قضية القدس !

عنف واعتقالات..

وكالة الصحافة الفرنسية ذكرت أن الشرطة التركية استخدمت العنف ضد المتظاهرين، وقامت باعتقال حوالي عشرة أشخاص بعد الإعتداء عليهم وتكبيل أيديهم.

وكان المئات من المتظاهرين الأتراك قد تجمعوا في حي “كاديكوي”، على الضفة الآسيوية لمضيق البوسفور، ورفعوا العلم الفلسطيني مرددين شعارات مناوئة للولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي ملوحين بلافتات كتب عليها “ضد الإمبريالية والصهيونية وشركائهما المحليين”.

وشهدت المدن التركية، خلال الأيام القليلة الماضية، تظاهرات ضد قرار “ترامب” بشأن القدس، حيث عبر المتظاهرون عن رفضهم لهذا القرار مطالبين نظام “أردوغان” بقطع علاقاته مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.

علاقات تركية – إسرائيلية..

يرتبط نظام “أردوغان” بعلاقات سياسية ودبلوماسية قوية واتفاقات في مختلف المجالات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، ويحاول التغطية عليها عبر بعض الخطابات والمواقف الإعلامية، وخصوصاً خلال الفترة التي أدعى فيها قطع تلك العلاقات، بعد مقتل أتراك نتيجة الاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية في آيار/مايو عام 2010.

القدس خط أحمر..

قبل يوم من إعلان “ترامب”، خرج “أردوغان”​ محذراً نظيره الأميركي، من “مغبة الاعتراف بالقدس​ عاصمة لإسرائيل​”، مشددًا على أن “القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين”.

تهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية..

معلناً “أردوغان” عن أن “خطوة اعتراف ​الإدارة الأميركية​ بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، قد تؤدي إلى قطع علاقات ​تركيا​ الدبلوماسية مع إسرائيل”، الأمر الذي استبعده مراقبون كثيرون، مستندين إلى ما تتبناه القناة الرسمية التركية من معلومات خاطئة عن القدس المحتلة.

متوجهاً لترامب بالقول: “القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين. في حال جرى اتخاذ مثل هذه الخطوة سنعقد اجتماعًا لمنظمة التعاون الإسلامي​ في ​إسطنبول​ وسنحرك ​العالم الإسلامي​ من خلال فعاليات هامة”، والتي تم تحديد موعد لانعقادها في الثالث عشر من الشهر الحالي.

تطبيق القرار لن يكون سهلاً..

مؤكداً، “أردوغان”، على إن القرارات التى ستتخذ في الاجتماع المقبل للمنظمة؛ ستظهر أن تطبيق قرار اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل لن يكون سهلاً.

وتأسست “منظمة التعاون الإسلامي” عام 1969، وتضم 57 دولة، تقطنها أغلبية مسلمة أو يعيش بها عدد كبير من المسلمين.

مكالمات هاتفية مع رؤساء الدول..

قال “أردوغان”، في اجتماع لـ”حزب العدالة والتنمية” بإقليم “سيواس” بوسط تركيا: “شرحنا لكل محاورينا أن قرار الولايات المتحدة لا يتسق مع القانون الدولى ولا الدبلوماسية أو الإنسانية”، مشيراً إلى إجرائه أكثر من 17 مكالمة هاتفية مع قادة، بينهم الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” و”البابا فرنسيس”، للتباحث بشأن قضية القدس.

مؤكداً على أن إعلان الرئيس الأميركي، ​القدس​ عاصمة للدولة الإسرائيلية منعدم الأثر، متوجهاً إلى “ترامب” بالقول: “اعترافكم بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتكم إليها لا قيمة له بالنسبة لنا”.

إسرائيل إرهابية..

عاد “أردوغان” ليشير إلى أن “القدس نور عيوننا، ولا يمكننا تركها تحت رحمة دولة إرهابية تقتل الأطفال”، لافتاً إلى “أننا لن نترك القدس لمصيرها أمام دولة لا تمتلك أي قيمٍ غير الاحتلال والنهب”، مضيفاً: “سوف نواصل نضالنا في إطار القانون وقيم الديمقراطية”، مؤكداً على أن تركيا تعتبر قرار “ترامب” بشأن القدس باطلاً.

لا أقبل دروساُ أخلاقية من “أردوغان”..

رداً على تصريحات “أردوغان”، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتنياهو”، الرئيس التركي بقصف الأكراد ومساعدة “الإرهابيين”، وذلك في أعقاب لقاء مع الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، في باريس.

قائلاً “نتنياهو”: “لن أتقبل دروساً فى الأخلاق من مسؤول يقصف قرى كردية فى تركيا، ويسجن الصحافيين ويساعد إيران على الإلتفاف على العقوبات الدولية ويساعد الإرهابيين خصوصاً في غزة”.

إنهاء الاحتلال بدلاً من التهجم على تركيا..

علي الفور، رد المتحدث باسم الرئاسة التركية، “إبراهيم كالين”، اليوم، علي تصريحات “نتنياهو”، داعياً المسؤولين الإسرائيليين إلى إنهاء احتلالهم للأراضي الفلسطينية عوضاً عن التهجم على تركيا.

وقال “كالين”، في بيان خطي، “ندين تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول تركيا ورئيسها”.

مؤكداً على أنه “يجب أن تحاسب إسرائيل، التي تتجاهل قواعد القانون الدولي وتحتل الأراضي، التي تعود للشعب الفلسطيني منذ مئات السنوات وتنتهك قرارات الأمم المتحدة بشكل ممنهج على ما تفعله”.

مضيفاً: أنه “من غير الممكن أخذ إدعاءات واتهامات طرحتها عقلية قامت بقتل آلاف الفلسطينيين الأبرياء وحولت الأراضي الفلسطينية إلى سجن مفتوح بهدف قمع شعورها بالذنب”.

مشيراً، “كالين”، إلى أن “الذين يعتقدون أنهم سيجعلون مدينة القدس عاصمة لهم عن طريق فرض سياسة الأمر الواقع، هم منشغلون بأمور لا فائدة منها”.

تطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا..

وسط كل هذا السجال، ظهرت وثائق تمثل فضيحة لـ”أردوغان”، وتكذب كل ما يقوله ويصرح به الآن حول أزمة القدس، فقد نشرت صحيفة (زمان) التركية وثائق مسربة لاعتراف “أردوغان” بالقدس عاصمة لإسرائيل منذ آب/أغسطس من العام الماضي، وأشارت الوثائق إلى أن “أردوغان” وقع اتفاقًا لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا وحل المشاكل العالقة بين الطرفين بسبب حادثة سفينة “مافي مرمرة”، وذلك فى 28 آب/أغسطس 2016، وقد تم التوقيع رسمياً عليه في أنقرة و”القدس”، بما يعد اعترافاً واضحاً من “أردوغان” بأن القدس عاصمة لإسرائيل.

وجاء في نص وثيقة الاتفاق بين تركيا وإسرائيل: “لقد تم هذا الاتفاق في أنقرة والقدس”، بدلاً من عاصمة إسرائيل الحالية “تل أبيب” (!).. بمعني أن الاتفاقية جرت بين تركيا وعاصمتها “أنقرة” وإسرائيل وعاصمتها “القدس” !

غضب تركي..

وقد أثار الإعلان عن توقيع الاتفاق في “القدس”، حالة غضب شديدة داخل تركيا، حيث أشار “فاتح أربكان”، نجل “نجم الدين أربكان” رئيس الوزراء التركي الراحل، في حوار مع وكالة أنباء (تسنيم) الإيرانية، أن هذه الاتفاقية بمثابة اعتراف صريح ورسمي من حكومة “أردوغان” بأن “القدس” عاصمة لإسرائيل، وذلك من خلال عقد الاتفاق في القدس من الجانب الإسرائيلي وأنقرة من الجانب التركي.

إنتقادات للتطبيع..

كما أنتقد الكاتب، بصحيفة (ستار) التركية المقربة من الرئيس أردوغان، “صلاح الدين جكيرجيل”، في مقال له نشرته الصحيفة في عشرين من آب/أغسطس عام 2016، الاتفاق المبرم بين تركيا وإسرائيل.

وقال “جكيرجيل”، إن هذه الاتفاقية أصابت الشعب التركي المتدين بالدهشة وجرح مشاعره، وخاصة فيما يخص إتمام الاتفاقية في “القدس”، وهو بمثابة اعتراف ضمني من السلطات التركية بأن “القدس” هي عاصمة لإسرائيل، نظرًا للتوقيع على الاتفاق في القدس وأنقرة.

وطالب “جكيرجيل” الرئيس “أردوغان” بإلغاء الاتفاقية على الفور.

كما اعتبرت “جمعية الفرقان”، المعروفة في تركيا بتوجهاتها الإسلامية، وثيقة الاتفاقية اعترافًا صريحًا من تركيا بأن “القدس” عاصمة لإسرائيل.

وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في يوم 31 آيار/مايو 2010، هجومًا على سفينة “مافي مرمرة”، ضمن أسطول مساعدات عُرف باسم “أسطول الحرية”، أبحر بهدف كسر الحصار الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة، حيث أدى إلى مقتل 10 متضامنين أتراك، وإصابة 56 آخرين.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب