19 أبريل، 2024 11:23 م
Search
Close this search box.

رغم عدم قبول وساطته من الطرفين .. العراق يواصل جهوده لنزع فتيل الأزمة بين واشنطن وطهران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في ضوء التمسك الدائم بالموقف العراقي من الأزمة “الأميركية-الإيرانية”، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، “أحمد الصحاف”، إن دولًا أوروبية وعربية تتفق مع بلده في رؤيته تجاهها.

وذكر “الصحاف”، في مقابلة مع (أر. تي)، أن “وزارة الخارجية” تعمل مع دول فاعلة في “الاتحاد الأوروبي” ودول عربية من أجل إيجاد صيغ توافقية للحد من التصعيد المستمر بين “إيران” و”واشنطن”.

مضيفًا أن: “مقارباتنا تستند إلى إيجاد حل محايد، خلال الحوارات، بنحو يسمح بمنع التصعيد وتجنيب المنطقة مخاطر ومغبة الحرب”.

دعم أوروبي لعقد مؤتمر إقليمي..

وقبل أسبوع؛ كشفت “فيدريكا موغريني”، مفوضة “الاتحاد الأوروبي” للأمن والسياسة الخارجية، عن دعم الاتحاد لمقترح عراقي لعقد مؤتمر إقليمي؛ هدفه الحد من التصعيد بين “الولايات المتحدة” و”إيران” ونزع فتيل التوتر من المنطقة.

رفض عراقي للحرب على الدول المحيطة به..

وكان الرئيس العراقي، “برهم صالح”، قد أكد على أن بلاده لا تقبل الحرب على أيًا من الدول المحيطة، لافتًا أن الحرب يسهل البدء فيها؛ ولكن من الصعب جدًا إنهائها.

وقال “صالح”، في لقاء مع شبكة (سي. إن. إن) الأميركية؛ إن بلاده لا ترغب بأن تكون مسرحًا لأي عمل عدائي ضد أيًا من الدول المحيطة بها، بما فيها “إيران”.

وعلق الرئيس العراقي على تصريحات الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، لقناة (سي. بي. إس)؛ بأنه يرغب في إبقاء قاعدة أميركية في “العراق”، لأنه “يريد مراقبة إيران”، قائلًا: “حينها أصدرنا بيانًا بوضوح في الحكومة العراقية بأن القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق موجودة بدعوة من الحكومة العراقية بغرض حصري؛ هو قتال (داعش)، ولا نريد لأراضينا أن تكون مسرحًا لأي عمل عدائي ضد أيًا من جيراننا بما فيهم إيران، وهذا بالتأكيد ليس جزءًا من الاتفاقية بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة”.

وتابع “صالح”: “صدام حسين كان ديكتاتورًا فريدًا وأقترف جرائم تطهير عرقي وأنخرط في أعمال عدائية عبر المنطقة؛ ومثل خطرًا مباشرًا على شعبه وجيلي عاصر ذلك، العراقيون كانوا يتوقون لتغيير حقيقي، بالنسبة للديناميكيات داخل إيران فهي تعود للشعب الإيراني”.

وأضاف أنه: “بالنسبة للعام 2003 وصدام حسين؛ أعتقد أنه كان حالة خاصة في التاريخ، ولكن الأمور المتشابهة هي كالآتي: من السهل البدء بحرب، ولكن من الصعب جدًا إنهاء الحرب”.

كما أكد “عادل عبدالمهدي”، رئيس الوزراء العراقي، على إن “بغداد” لا تريد أي إجراء تصعيدي في المنطقة.

تصاعد التوتر منذ أيار الماضي..

وتصاعدت التوترات في الخليج، لا سيما بين “إيران” و”الولايات المتحدة”، بعدما اتهمت “واشنطن”، “طهران”، بالمسؤولية عن هجوم استهدف ست ناقلات نفط، في أيار/مايو، وحزيران/يونيو 2019، وهو ما تنفيه “طهران”.

وفي أواخر الشهر الماضي، أسقطت “إيران” طائرة مُسيرة أميركية؛ قالت إنها دخلت مجالها الجوي، بينما ذكرت “واشنطن” أنها كانت في الأجواء الدولية. وتراجع “ترامب” في اللحظة الأخيرة عن قرار شن ضربات جوية على “إيران” ردًا على إسقاط الطائرة.

استبعاد وقوع الحرب..

حول هذا الموضوع؛ يقول المختص في القانون الدولي، الدكتور “علي التميمي”: “إن المشكلة بين إيران والولايات المتحدة هي مشكلة اقتصادية، قبل أن تكون مشكلة سياسية، والدليل على ذلك تصريحات الطرفين، ففيما يتعلق بالجانب الإيراني، نرى أنها حولت الاتفاق النووي من خمسة زائد واحد إلى أربعة زائد واحد، وتمسكت بشروطها بخصوص (اليورانيوم) المنضب، وأيضًا تقول أن الحصار هو على الشعب وليس على الحكومة، كذلك الولايات المتحدة؛ وما جاء على لسان الرئيس ترامب، الذي يطبق مقولته الاقتصاد أولًا، فهو يميل إلى الحلول عن طريق الضغط الاقتصادي، فكلا الطرفين يقدمان الاقتصاد على السياسة، لهذا السبب فإن مسألة وقوع الحرب مستبعدة”.

المؤتمر لن يكون له تأثير على الطرفين..

مضيفًا “التميمي” إن: “إقامة مؤتمر سوف لن يكون له تأثيرًا على الطرفين، لأن كل طرف متمسك بشروطه، ويعرفان جيدًا أن أيًا منهما سوف لن يقوم بشن الحرب، وأميركا تعرف أن إيران لن تقوم بضرب إسرائيل، لهذا السبب فإن المسألة ستنتهي بالحصار”.

وساطة العراق مرفوضة من الطرفين..

وأكد “التميمي” على أن: “العراق مرفوض كوسيط من الجانبين الأميركي والإيراني، حيث أن إيران تنظر إلى العراق على أنه واقع تحت الهيمنة الأميركية، وفي المقابل تنظر الولايات المتحدة إلى العراق على أنه بلد ضعيف ليس لديه القدرة على القيام بدور الوساطة”.

وأشار “التميمي” إلى أن: “العراق بين نارين، فهو لا يستطيع اللجوء لا إلى إيران ولا إلى الولايات المتحدة، في ظل وجود انقسام داخلي فيه، فهناك من يوالي إيران، والحكومة غير قادرة على كبح الجماعات المسلحة الموالية لإيران، لذا لا يستطيع أن يكون وسيطًا، وبنفس الوقت لا يستطيع الوقوف مع دولة على حساب الأخرى”.

يقع في قلب العاصفة..

فيما قال النائب عن كتلة (صادقون) في البرلمان العراقي، “أحمد الكناني”، إن الحكومة العراقية ومجلس النواب مع أي جهد دولي يبذل لنزع فتيل الأزمة في منطقة الخليج، لأن “العراق” سيتأثر في حال نشوب حرب، خاصة أن العديد من القوى السياسية العراقية مختلفة فيما بينها حول الموقف الأميركي بإتجاه “إيران”.

وتوقع “الكناني”، حضور الدول المعنية بالموضوع للمؤتمر؛ وفي مقدمتها “إيران” و”الولايات المتحدة الأميركية”، بالإضافة إلى “تركيا” ودول الجوار العراقي، كـ”سوريا” و”السعودية” و”الكويت” و”مصر”، مشيرًا إلى أن “العراق” يتخذ طريق الوسطية في الأزمة بين “واشنطن” و”إيران”، وبالتالي فهو مؤثر بشكل جيد في هذه القضية.

وحول أهمية المؤتمر لـ”العراق”، قال إن: “العراق في قلب العاصفة؛ ولديه حدود مشتركة بينه وبين إيران، وسيتأثر بشكل كبير في حالة نشوب حرب من جميع الجهات، خاصة الاستثمارات”.

أخذ الموافقات لحفظ ماء وجهه..

من جانبه؛ قال المحلل السياسي العراقي، “عبدالقادر الجميلي”، إن: “العراق لديه مصالح مشتركة مع إيران؛ ولديه أعمال ورؤى مشتركة بينه وبين الولايات المتحدة الأميركية، وأي نزاع يحدث بين الجانبين سيقع العبء الأكبر على العراق، لذلك كانت خطوة بغداد بعقد المؤتمر الإقليمي، متوقعًا أن العراق عندما طرح عقد هذا المؤتمر فإنه أخذ موافقات عدة واستند إلى رأي الإيرانيين والأميركيين؛ فالكل يريد حل وفي نفس الوقت حفظ ماء وجهه”.

وأشار “الجميلي” إلى أن نجاح “العراق” في القيام بدور الوسيط، من خلال هذا المؤتمر، سيؤدي إلى أن يكون له دور فاعل في سياسة المنطقة؛ وسيكون “العراق” محور حل أزمات الدول.

قد تفتح الضغوط مفاوضات غير مباشرة..

المحلل السياسي، “أحمد أصفهاني”، قال إن: “الدول الأوروبية ودول المنطقة والعراق؛ قلقة من الصراع الدائر بين واشنطن وطهران، وتحاول إيجاد آلية معينة لتخفيف هذا التوتر من خلال عقد مؤتمر إقليمي يتجاوز الشروط المتبادلة بين إيران والولايات المتحدة”، متوقعًا أن تؤثر الضغوط الدولية والإقليمية على الطرفين وتفتح بابًا لمفاوضات غير مباشرة بين “أميركا” و”إيران”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب