19 أبريل، 2024 3:15 ص
Search
Close this search box.

رغم عدم الاتفاق على محاور رئيسة .. واشنطن اتخذت من قمة (G 7) وسيلتها لإيقاف الصعود “الصيني” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

“عدة دول لن تقرر مصير العالم”.. بهذه الجملة ردت “الصين” على “مجموعة السبع”، التي حاول خلالها، الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، التحشيد ضدها.

ولما كان للقاء من أهمية، حاولت الصحف وضع التحليلات للوقوف على بعض النقاط التي تناولتها القمة .

فتحت العنوان: “مجموعة السبع عرضت بديلاً لطريق الحرير”، كتب “فلاديمير سكوسيريف”، في (نيزافيسيمايا غازيتا) الروسية، عن لعبة محصلتها: (صفر)؛ يُحاول من خلالها الغرب إيقاف التوسع الصيني.

وجاء في المقال: اتفقت دول “مجموعة السبع”، في قمة “بريطانيا”؛ على خطة للتنافس مع “الصين”، في: “آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية”، والنظر في تخصيص ما يصل إلى 40 تريليون دولار للبنية التحتية، بحلول العام 2035، لبناء سكك حديد في القارة السمراء، ومساعدة دول منطقة آسيا والمحيط الهاديء على توليد الطاقة من دون الهيدروكربونات.

وفيما لم يرد ذكر “الصين”، في البيان الختامي لاجتماع السبع، السابق الذي جرى وجهًا لوجه، فهذه المرة، وتحت ضغط من “الولايات المتحدة”، دعوا “بكين” إلى إنهاء القمع في “شينجيانغ” و”هونغ كونغ”، والتحقيق في أصل فيروس (كورونا).

ولكن ما الجبهة التي تبدو موحدة في مواجهة “الصين”؛ إلا واجهة تخفي الخلافات بين “واشنطن” وشركائها.

مواجهة برنامج “الحزام والطريق”..

فقد ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز)؛ بأن قادة “مجموعة السبع” اختلفوا حول قضايا رئيسة، تتراوح بين تحديد زمن التوقف عن حرق الفحم؛ والإلتزام بتخصيص مليارات الدولارات لمواجهة برنامج “الحزام والطريق” الصيني.

وفي الصدد؛ قال نائب مدير معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، “ألكسندر لومانوف”، لـ (نيزافيسيمايا غازيتا): “احتياجات البلدان النامية في البنية التحتية والاستثمار الصناعي تتجاوز القدرات الجماعية لمجموعة السبع والصين معًا. لو كان الوضع في العالم طبيعيًا، لكان على الأطراف إيجاد لغة مشتركة حول أفضل السُبل لمساعدة الفقراء. ولكن الآن هناك لعبة محصلتها (الصفر). فإذا ما طالب الغرب الدول الإفريقية بالتخلي عن المشروع الصيني والتعهد بتطوير الديمقراطية من أجل الحصول على القروض والاستثمارات، فلن يأتي ذلك بشيء جيد. كل شيء يتوقف على مدى قوة العنصر المناهض للصين في برنامج الغرب. بالإضافة إلى ذلك، فهو يخلو من التفاصيل، ومن غير المعروف مقدار الأموال المخصصة، ولأي فترة زمنية، ومن سيتولى إدارة هذه الأموال. كما أن مسألة المقاولين مهمة أيضًا. فمن الواضح أن الغرب الذي يمول المشروع لا يريد أن يأتي رواد الأعمال الصينيون لتنفيذه، والذين يمكنهم فعل ذلك بكفاءة أعلى”.

لهجة جديدة..

وقد رحب جميع المشاركين تقريبًا: بـ”اللهجة الجديدة”، التي اتسمت بها القمة، بينما شرعوا في إصلاح التصدعات التي نجمت عن تعامل المجموعة، طيلة 4 سنوات، مع الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”.

وتناولت الصحيفة تصريح الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، عقب اجتماعه بنظيره الأميركي، “جو بايدن”، والذي قال فيه إن مجموعة السبع: “ليست ناديًا مناهضًا للصين”، بل تمثّل: “تجمعًا لديمقراطيات”، تسعى إلى: “العمل مع الصين بشأن كافة القضايا العالمية”، وبمعزل عن الخلافات.

غدر بمصالح الولايات المتحدة..

واعتبرت الصحيفة الأميركية؛ ذلك التصريح بمثابة: “إطراءً” سيحظى باستحسان كثير من الأميركيين، لكن قد يراه المتبنون لشعار “ترامب”: “أميركا أولاً” غدرًا بمصالح “الولايات المتحدة”.

اختلاف لافت في نبرة الخطاب..

لقد كان الاختلاف في نبرة خطاب القادة – بحسب الصحيفة – لافتًا للنظر بلا أدنى شك، فقد كان آخر مرة يلتئم فيها شمل قادة “مجموعة السبع” – حضوريًا وجهًا لوجه – في مدينة “بياريتز”، جنوبي “فرنسا”، عام 2019.

ولم يُشر البيان الختامي، آنذاك، قط لـ”الصين”؛ فيما تملصت “الولايات المتحدة” عن كافة الإلتزامات بخصوص التصدي لأزمة المناخ، وسحب الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، تأييده للبيان الختامي الذي أصدره القادة، خلال القمة.

روسيا “المتراجعة” والصين “الصاعدة..

غير أن هذه المرة جاءت مخرجات “قمة كورنوال” متوافقة بإمتياز مع اللغة التي اتسمت بها حقبة “الحرب الباردة”، وهو ما يُعد بنظر الصحيفة الأميركية انعكاسًا لعمق الإحساس بأن روسيا: “المتراجعة” والصين: “الصاعدة”، تعكفان على تأسيس كتلتهما المناوئة للغرب.

ولفتت (نيويورك تايمز)؛ إلى أن “مجموعة السبع” شجبت، في بيانها الختامي، سلوك الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”: “المزعزع للاستقرار”، وأنشطته: “الخبيثة”، ومن بينها التدخل في الانتخابات الأميركية والقمع: “الممنهج” للخصوم والإعلام.

أخفقت في الاتفاق على محاور رئيسة..

ورغم أن “بايدن” نجح في دفع نظرائه إلى تبني وضع أكثر عدائية تجاه الأنظمة الاستبدادية، فإن “مجموعة السبع” أخفقت في الاتفاق على محاور رئيسة في أجندة السياسة الخارجية، التي طرحها الرئيس الأميركي، في وقت سابق.

فالمجموعة – تضيف (نيويورك تايمز) – لم تستقر على جدول زمني للتوقف عن استخدام الفحم لتوليد الطاقة الكهربائية، وهو ما يراه المدافعون عن المناخ مؤشرًا على غياب الإرادة في مواجهة واحدة من أكبر مسببات ظاهرة “الإحتباس الحراري” عالميًا.

وانتهى الأمر بإصدار إعلان: “مبهم”، يقضي بتشكيل مجموعة عمل: “لتحديد مجالات توطيد التعاون وتضافر الجهود الجماعية، بغية القضاء على الاستعانة بكافة أشكال العمل القسري في سلاسل التموين العالمية”.

الديمقراطيات الصغيرة لن تفي بإلتزاماتها تجاه التطعيم !

وقالت صحيفة (فايننشيال تايمز) البريطانية؛ أثار تعهد مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، بتقديم مليار جرعة من لقاحات فيروس (كورونا) المستجد، (كوفيد-19)، للدول الفقيرة لمساعدتها في تلقيح سكانها، انتقادات من قبل نشطاء دوليين بزعم فشل هذه الدول في سد الفجوة العالمية الهائلة في إمدادات اللقاحات المنقذة للحياة.

ونقلت الصحيفة، (في معرض تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني في هذا الشأن)؛ عن بعض مناصري مبادرات توزيع اللقاحات بشكل أكثر عدلاً وإنصافًا لدول العالم قولهم: “إن مبادرة نادي الديمقراطيات الثرية، التي اجتمعت في المملكة المتحدة، تبدو صغيرة للغاية وبطيئة جدًا وضيقة بنحو لن يفي بالموعد المستهدف في نهاية العام المقبل لتلقيح جميع سكان العالم”.

وقالت البروفيسور “سويري مون”، المدير المشارك لمركز “الصحة العالمي” في معهد الدراسات العليا للتنمية الدولية، ومقره “جنيف”: إن “إلتزام مجموعة السبع؛ يُعد جزءًا صغيرًا للغاية من عدد الجرعات المقدرة: بـ 2.5 مليار جرعة، حصلت عليها حكومات المجموعة، وزاد عن احتياجاتها المحلية”.

وأضافت “مون”؛ أنه: “في حين يُظهر التبرع بمليار جرعة؛ حقيقة أن قادة هذه الدول توقفوا أخيرًا عن التردد، فإنه لا يزال أقل من نصف ما يمكن ويجب أن تلتزم به هذه البلدان في عالم اليوم”.

ورأت أن: “الإستراتيجية الأكثر احتياجًا الآن تتمثل في زيادة الإنتاج وتنويعه بشكل عاجل، من خلال نقل التكنولوجيا وإزالة حواجز الملكية الفكرية”.

جدير بالذكر؛ أن خطة “مجموعة السبع” – التي تضم: “الولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا” – تتضمن تبرع “واشنطن”: بـ 500 مليون جرعة؛ و100 مليون من “لندن”، بينما تعهد “الاتحاد الأوروبي”، بشكل منفصل، بتقديم: 100 مليون جرعة إلى الدول الإفريقية والدول الفقيرة، في أجزاء أخرى من العالم، بحلول نهاية العام. في مبادرة – اعتبرتها الصحيفة البريطانية – تهدف جزئيًا إلى مواجهة الانتقادات بأن الحكومات الغربية قامت بتجميع معظم إمدادات لقاح (كوفيد-19) لتلقيح شعوبها.

توزيع 200 مليون جرعة بنهاية العام..

وكان الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، قد أكد، يوم الجمعة، في بداية القمة؛ “سنساعد في إخراج العالم من هذا الوباء بالعمل جنبًا إلى جنب مع شركائنا العالميين”.

وأضاف “بايدن”؛ أن شحن الجرعات المصنعة في “الولايات المتحدة” سيبدأ، في آب/أغسطس المقبل، بهدف توزيع 200 مليون بنهاية العام. فيما أعلنت “منظمة الصحة العالمية”؛ عن ترحيبها: “بجميع الإلتزامات والمساهمات” الرامية إلى تحقيق هدفها المتمثل في تلقيح ما لا يقل عن 10 في المئة من السكان في كل بلد، بحلول أيلول/سبتمبر المقبل، و30 في المئة، بحلول كانون أول/ديسمبر 2021.

مهمة شاقة أمام “منظمة الصحة العالمية”..

مع ذلك؛ أكدت (فايننشيال تايمز)؛ أن “منظمة الصحة العالمية” تواجه، حاليًا، مهمة شاقة لتحقيق تلك الأهداف، بعد أن تضرر برنامج (كوفاكس)، التابع لها، بتعليق “الهند” صادراتها من اللقاحات؛ حيث يتم إنتاج العديد منها داخل أراضيها، في ضوء تردي الوضع الوبائي لديها.

وحثت المنظمة، دول السبع وغيرها من الدول الثرية؛ على: “التقدم للأمام ومشاركة الجرعات على الفور”، للمساعدة في سد فجوة إمداد (كوفاكس). بينما اعتبرت (فايننشيال تايمز)؛ أن حملات التلقيح الناجحة في العديد من الدول الغربية، منذ بداية العام الجاري، كشفت عن أوجه عدم المساواة الصارخة في توزيع اللقاحات على الصعيد العالمي؛ حيث بالكاد بدأ التحصين في العديد من الدول ذات الدخل المنخفض.

وأستشهدت الصحيفة البريطانية على طرحها في هذا الشأن، بقول إنه في الوقت الذي أعطت فيه “المملكة المتحدة”: 103.7 جرعة، لكل 100 شخص، أعطت “نيجيريا” – وهي أكبر دولة في “إفريقيا”، من حيث عدد السكان -: 1.1 فقط، وفقًا لبيانات جمعتها الصحيفة ونشرتها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب