24 أبريل، 2024 2:22 م
Search
Close this search box.

رغم عدم الأعتراف بها جزيرة تابعة لروسيا .. هل تذهب غلال “كريمة” إلى إيران ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

رغم أن إيران لا تعترف حتى الآن بانضمام جزيرة “كريمة” إلى الجمهورية الروسية، لكنها تميل إلى استيراد الغلال من هذه الجزيرة. والسؤال: ما هي آفاق هذه التجارة ؟.

تنقل وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية عن “آندري ريومشين” وزير الزراعة بجزيرة “كريمة” قوله: “بعض الدول كإيران والسعودية والإمارات وسوريا وغيرها تريد شراء غلال الجزيرة. ومن حسن الحظ أن إنتاج الجزيرة من الغلال للعام الجاري بلغ 1.744 مليون طن, وهو رقم غير مسبوق”.

من جهته أعلن وزير اقتصاد الجزيرة: “أنه رغم هذه الأرقام، لكننا نعجز حتى الآن عن التعاون مع شركات استيراد الغلال الكبرى بسبب العقوبات المفروضة على الجزيرة”.

وفي حوار أجرته وكالة “سبوتنيك” مع الخبير السياسي الإيراني “شعيب بهمن” والمتخصص في ملفات التعاون الروسي – القوقازي – الإيراني, قال: “إيران بالطبع ترحب بمسألة تطوير العلاقات الاقتصادية مع جزيرة “كريمة”, لا سيما في مجال الغلال ضمن إطار التعاون “الإيراني الروسي”, لكن بعيداً عن الاعتراف الرسمي بضم الجزيرة إلى روسيا.

التعاون الإقتصادي لا يعني اعتراف إيران بضم الجزيرة إلى روسيا..

سبوتنيك: هل يؤثر التعاون الاقتصادي الإيراني مع “كريمة” على الاعتراف بالجزيرة كجزء من الأراضي الروسية ؟

بهمن: إيران وروسيا باعتبارهما قوتان في المنطقة لديهما فرص هائلة للتعاون الاقتصادي. وقد أبدت البلدان مؤخراً رغبتهما الكبيرة لتطوير التعاون الاقتصادي بينهما. لكن هذا لا يعني الاعتراف بضم الجزيرة إلى روسيا. لأن الاعتراف بهذه المسألة ينطوي على شق قانوني، والأصل أن يتم بحث هذه المسألة والتصديق عليها بشكل رسمي ومن خلال القنوات الرسمية في الجمهورية الإيرانية. لكن مسألة التعاون الاقتصادي تعتبر بمثابة اعترافاً – منخفض المستوى – بضم الجزيرة إلى روسيا. ولقد استطاعت إيران خلال العقود الأخيرة تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال إنتاج القمح. وهي الآن قادرة على تصدير حاصلاتها الزراعية إلى جميع دول العالم. وبمقدور إيران وروسيا أن تتعاونان اقتصادياً بشكل كبير. ولكن هذه المسألة لا تبعث بشكل عام على الاعتراف الرسمي بضم الجزيرة إلى روسيا. لكن احتمالات تفعيل مشاريع التعاون الاقتصادي بين إيران وجزيرة “كريمة” في مجال الاتجار بالغلال كبيرة جداً.

سبوتنيك: كيف ترى آفاق العلاقات الاقتصادية الإيرانية وشبه جزيرة “كريمة” ؟

بهمن: في الحقيقة يمكن لإيران و”كريمة” التعاون اقتصادياً في مجال تجارة الغلال. وقبل ذلك طُرحت المناقشات المختلفة حول التعاون الاقتصادي بين إيران وروسيا، وقد حظيت هذه المسألة بترحيب إيران. وبمقدور إيران الاستفادة من مجموعة الإمكانيات الموجودة بالجزيرة، وفي المقابل تتمتع إيران بقدرات هائلة في الكثير من المجالات المختلفة اقتصادية وتكنولوجية وصناعية، قد تكون مفيدة لسكان الجزيرة. لكن عموماً يجب مناقشة حزمة العلاقات الاقتصادية بين إيران وجزيرة كريمة في إطار “العلاقات الإيرانية الروسية العامة”. أما مسألة ضم كريمة إلى روسيا فهذه مسألة قانونية ربما يتخذ المسؤولون الإيرانيون مستقبلاً قراراً بشأنها. لكن التعاون الاقتصادي حالياً منفصل تماماً عن هذه المسألة.

مشروعات تنمية روسية بـ”كريمة”..

على صعيد منفصل، كان السيد “شعيب بهمن” قد صنف, في حوار سابق مع وكالة “سبوتنيك”, مسألة بناء توربينات إيران على جزيرة “كريمة” ضمن عمليات التعاون الاقتصادي بين البلدين. وكان “سرجي چمزوف” المدير التنفيذي بشركة “روس تخ” قد أعلن: “إن روسيا بصدد الاتفاق مع إيران بشأن تحويل تروبيات لمحطة الطاقة الحرارية في كريمة”.

جدير بالذكر أنه بعد ضم “كريمة” إلى الفيدرالية الروسية عام 2014، قررت بعض الدول الأوروبية فرض عقوبات على روسيا. وقد اتخذت الفيدرالية الروسية قراراً بإنشاء محطات طاقة جديدة في “كراسنودار” تلبي احتياجات الجزيرة من الطاقة. ومن المقرر في إطار خطة “التنمية الاجتماعية – الاقتصادية بجمهورية “كريمة” ومدينة سواستوݒل حتى 2020″ الانتهاء من بناء محطتين حراريتين في “كريمة”, إحداهما في “سيمفروݒل” والأخرى في “سواستوݒل” بطاقة 940 ميغاوات خلال العام 2018.

لكن الشركات الأجنبية ومنها “سيمنز” تخوفت من العقوبات، وسارعت إيران إلى تقديم المساعدة إلى روسيا, وأعربت عن استعدادها ارسال المعدات اللازمة لتوربينات الغاز من أجل مشروعات “كريمة”.

أخيراً فإن مجموع التعاون الاقتصادي الإيراني مع “كريمة” سواءً في مجال الزراعة وتجارة الغلال أو التكنولوجيا مثل المساهمة في إنشاء محطات طاقة كهربية في الجزيرة، تحمل آفاقاً جيدة قد تبعث في المستقبل على تطوير التعاون بين الجانبين ضمن إطار “التعاون الروسي الإيراني”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب