وكالات- كتابات:
تحدثت صحيفة (المونيتور) الأميركية، اليوم الإثنبن، عن امتلاك “روسيا”: لـ”أوراق قوة” في “سورية”، مؤكدة أن الرئيس؛ “فلاديمير بوتين”، يستطيع أن يوظف تلك الأوراق لصالح بلاده.
ووفق الصحيفة؛ فإن انهيار نظام “بشار الأسد”، وخروج “إيران”، أدى إلى توسيع أدوار ونفوذ “إسرائيل” و”تركيا”، إذ تُعززان مواقعهما في “سورية”، على حساب “روسيا” التي لم ينتهِ دورها بعد.
وقالت إنه لم يكن أحد ليُجادل قبل أو بعد سقوط “الأسد”؛ بأن “روسيا”: “قوية”، نظرًا للأضرار التي لحقت بها نتيجة حرب “أوكرانيا”، والعقوبات الدولية التي تقودها “الولايات المتحدة”، إلى جانب انهيار (محور المقاومة) الإيراني في “غزة ولبنان”؛ والآن في “سورية”. بحد زعم الصحيفة الأميركية.
ضعف اليد..
ومع ذلك؛ فإن القصة تنطوي على ما هو أكثر من مجرد: “الضعف” الروسي، إذ ترتبط تصرفات الرئيس؛ “بوتين”، في “سورية” بكل من ضعف اليد، بالتأكيد، وبما يأمل أن يكون إعادة ضبط مع الرئيس الأميركي المنتخب؛ “دونالد ترمب”، بشأن حرب “أوكرانيا”، وربما “إيران”، وفق ادعاءات (المونيتور).
وأوضح التقرير أنه كان هناك احتمال في “سورية”، حتى الأيام الأخيرة، إن لم يكن الساعات الأخيرة، أن يختبيء “الأسد” في “دمشق” ومعقل العلويين، حيث كان لديه عشرات الآلاف من القوات الموالية، معظمها من العلويين، الذين كان بإمكانهم خوض قتال مع القوات المتشدَّدة السَّنية الطائفية، بقيادة (هيئة تحرير الشام)، التي استولت على “دمشق”.
وتابع: “إن الدعوة إلى اتخاذ موقف لم تكن في نهاية المطاف فقط للأسد أو إيران، التي كانت منذ أيام تهرب من الباب في سورية، لكنها كانت للرئيس الروسي؛ بوتين، بحكم أن القوة الجوية الروسية كانت هي التي ستحكم في المعركة الدموية الأخيرة”.
“اللعبة انتهت” !
واستطردت (المونيتور) قائلة: “لكن بوتين؛ أبقى قراره طي الكتمان حتى الساعات الأخيرة من اليأس، ثم أخبر الأسد أن الطائرات الروسية ستبقى في حظائرها، باستثناء الطائرة التي ستقله إلى موسكو، وإن اللعبة انتهت”.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار بوتين كان واقعيًا في ضوء أن الظروف مُختلفة، ولا تُمكن من حماية “الأسد”؛ كما فعلت “روسيا” في عام 2014. وفي الأوقات الصعبة يتعين اتخاذ قرارات مختلفة أيضًا؛ وهذا ما فعله الرئيس؛ “بوتين”، تمامًا، وفق تقدير الصحيفة المضللة.
ورجحت أن “بوتين” من خلال الإيعاز لـ”الأسد” بالتنحي والمغادرة، فإنه يضع عينيه على “ترمب”، وربما كان يأمل أن يُنظر إلى تصرفاته في “سورية” على أنها بادرة حسَّن نية للمستقبل، تُظهر ما يمكن أن يفعله بمكالمة هاتفية أو اثنتين، وما يجعل “سورية” أقل فوضى بالنسبة للإدارة الأميركية المقبلة.
واعتمادًا على ما سيحدث بعد ذلك، قد تظل “روسيا” جزءًا من هذا المزيج، ويبدو أن “بوتين” يُحافظ على عقل متفتح، فبينما يقوم بسحب قاعدته الجوية، قد يحتفظ بالقاعدة البحرية والميناء كنقطة انطلاق لما سيأتي بعد ذلك؛ أو يمكنه أن يتخلى عن ذلك أيضًا، في سياق تعاملاته مع إدارة “ترمب”، وفق ما تزعم الصحيفة الأميركية.
حرق الجسور مع “بوتين”..
وقالت (المونيتور) إن خروج “الأسد” و”إيران” وميليشيا (حزب الله) من “سورية” كان بمثابة أخبار جيدة لـ”إسرائيل”، لكن صعود (هيئة تحرير الشام) مثيَّر للقلق، رغم كلمات زعيم الهيئة؛ “أبو محمد الجولاني”، المشجعة حتى الآن عن رغبته في الهدوء مع “إسرائيل”، والدعوة إلى التسامح مع الأقليات داخل البلاد.
ولفتت إلى أن “إسرائيل” لا تتوقف في “سورية”، وبدلًا من ذلك، فهي تغيَّر مسارها، وتوسع نطاق نفوذها بسرعة، للتحقق من (هيئة تحرير الشام) أو عودة أي قوة معادية محتملة أخرى في “دمشق”.
وتوقعت الصحيفة الأميركية؛ أن يُشكل اصطفاف “إسرائيل” المقبل مع الأكراد خبرًا سيئًا بشكلٍ خاص بالنسبة لراعي “الجولاني”، الرئيس التركي؛ “رجب طيب إردوغان”.
واختتمت الصحيفة قائلة؛ إن: “هذا كله سبب آخر يمنع؛ إردوغان والجولاني، من حرق الجسور مع بوتين، الذي يمكن أن يضع نفسه في نهاية المطاف كوسيط مفيَّد بين؛ إردوغان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي؛ بنيامين نتانياهو، بشأن سورية، كما كان في الماضي”.