7 أبريل، 2024 2:11 م
Search
Close this search box.

رغم حميمية لقاء “بلاسخارت-المحمداوي” .. الأمن والأمان “خبز” عراقي مازال معدومًا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – محمد البسفي :

على ما يبدو أن إشكالية الأمان سوف تظل إشكالية “الخبز” المعدوم داخل المجتمع العراقي، بالنسبة لكافة مكوناته بدءًا من المواطن العادي إلى نخبته المعنية والعاملة بالشأن العام.. اشكالية تظل معلقة على رأس كل مواطن مع استمرار فوضى الميليشيات المسلحة والجماعات الطائفية المسلحة ممثلة ومدعومة من أطراف دولية متباينة تصر على التداخل في مصير العراق ومقدراته.. ومنذ أمس، الجمعة، شهد الشارع العراقي العديد من الأحداث والوقائع التي تعكس أعاجيب منظومة الأمن والأمان العراقية..

شبح “داعش” .. ينبض باستمرار..

أكدت مصادر أمنية، أمس الجمعة، نجاح القوات الأمنية في إحباط عملية تعرض لعناصر داعشية على نقطة مرابطة أمنية في أطراف قرية الإصلاح في ريف ناحية جلولاء، (70 كم شمال شرق بعقوبة)، مركز محافظة ديالى، استخدم فيها عناصر (داعش) أسلحة القنص، قامت القوات المشتركة بإحباطه.

وأضاف المصدر الأمني أن: “القوة وبعد صد التعرض، بدأت عملية تمشيط لتعقب قناصة التنظيم بعد هروبهم إلى البساتين والأراضي الزراعية المجاورة”.

من جانبه؛ أكد النائب عن محافظة ديالى، “مضر الكروي”، السبت، أن دعم جهاز الاستخبارات بشكل أكبر سيؤدي إلى حسم معركة الخلايا النائمة في كل العراق.

موضحًا أن: “معركتنا مع (داعش) الإرهابي في كل قواطع المسؤولية ومنها ديالى؛ هي استخبارية كوننا نقاتل خلايا نائمة مختبئة في الأدغال والبساتين والمناطق النائية، وهي لا تسيطر على شبر من أرض البلاد وهي تعتمد أسلوب اللصوصية في هجماتها بين فترة وأخرى”.

لذا فيرى “الكروي” أن: “دعم الأجهزة الاستخبارية أمر بالغ الأهمية لحسم معركة الخلايا النائمة خلال فترة وجيزة”، لافتًا إلى أن: “معلومة واحدة قد تسهم في إنقاذ حياة المئات من الأبرياء؛ وهذا ما يجب الإنتباه له لأننا نواجه عدو متطرف يجب حسم المعركة معه في كل المحافظات من أجل إعادة الاستقرار والأمان الذي يمثل أولوية مطلقة لكل العراقيين دون استثناء”.

وتشهد بعض محافظات العراق تكرار لمسلسل الخروقات الأمنية بين فترة وأخرى بسبب نشاط الخلايا النائمة لخلايا (داعش) الإرهابي، خاصة في “ديالى وصلاح الدين والموصل”.

قصة “بلاسخارت” مع “الحشد الشعبي”..

اشتعلت، منذ أمس الجمعة، مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الأنباء إثر لقاء رئيسة بعثة الأمم المتحدة في العراق، “جينين هينيس-بلاسخارت”، بأحد أبرز قادة ميليشيات كتائب (حزب الله)، “عبدالعزيز المحمداوي، الملقب بـ”أبوفدك”، والمصنف على قائمة الإرهاب الأميركية.

البداية كانت من هيئة “الحشد الشعبي”، التي تضم فصائل موالية لـ”طهران”، حينما أصدرت بيانًا، الجمعة، قالت فيه إن “المحمداوي” استقبل “بلاسخارت” في مقر الهيئة ببغداد وبحث معها التطورات الأمنية.

ويعتبر “المحمداوي” خليفة لـ”أبومهدي المهندس”؛ منذ تعيينه نائبًا لرئيس هيئة أركان (الحشد الشعبي) في شباط/فبراير الماضي، في خطوة أثارت حينها حفيظة أربعة فصائل موالية للمرجع الشيعي الأعلى، آية الله “علي السيستاني”، ودفعتها للانشقاق عن الهيئة. فضلاً عن أن “عبدالعزيز المحمداوي”، هو أحد أعضاء هيئة الشورى في كتائب (حزب الله) العراقية، وهو قيادي ميداني اشترك في كثير من معارك تلك الكتائب، كما أن هناك اعتقادًا واسعًا بأنه يدير أحد معتقلات كتائب (حزب الله) في “جرف الصخر”.

وتقول مصادر إن “المحمداوي” هو نفس الرجل الذي أطلق عليه لقب “الخال”، الكلمة التي كتبت على جدران السفارة الأميركية في بغداد إثر الهجوم عليها في كانون أول/ديسمبر الماضي من قبل عناصر ميليشيات موالية لـ”طهران”. وبعد الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد، انتشرت صور لشعارات كتبت على سور المبنى، بينها صورة لشعار: “الخال مر من هنا”، على أحد جدران السفارة، في إشارة إلى أنه أشرف على العملية.

كما يتهم المحتجون العراقيون ،”المحمداوي”، بالمسؤولية عن كثير من الهجمات التي استهدفت ساحات الاحتجاج في بغداد ومدن أخرى، وتسببت بمقتل عشرات.

من جانبها أصدرت بعثة الأمم المتحدة في العراق، بيانًا نشرته على الحسابات الرسمية لها عقب اللقاء؛ ذكرت فيه إن: “الحياد والاستقلال في صميم تفويض الأمم المتحدة يعني أننا نتعامل مع مجموعة واسعة من أصحاب الشأن في السعي لتحقيق السلام. وعملنا في العراق ليس استثناءً. الحوار هو الحل الوحيد، والتخويف والعنف ليسا الطريق للمضي قدمًا أبدًا”. 

وأثار لقاء “بلاسخارت-المحمداوي” غضب ناشطين عراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي، متهمين الأمم المتحدة بـ”الفساد ورعاية الإرهاب”، فيما استهجن متفاعلون “التبرير الذي تضمنه البيان”.. وكان وسم “#بلاسخارت_عدوه_الانسانية” أحد أكثر الهاشتغات تداولاً في العراق خلال الساعات الماضية.

ونشر ناشطون سيلاً من التغريدات تنتقد “بلاسخارت” وتضمنت صور تعبيرية للمثلة الأممية وإلى جانبها “قاسم سليماني”، متهمين إياها بمحاباة القوى والأطراف التي استهدفت المحتجين على مدى العام الماضي.

فيما توعدت منصات على صلة بفصائل مسلحة، بعض وسائل الإعلام، بعد أن اتهمتها بـ”الإساءة لأبوفدك”.

وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها رئيس البعثة الأممية في العراق الجدل، إذ سبق وتسببت تغريدة لها في تشرين ثان/نوفمبر الماضي، في غضب واسع في العراق بعد أن وجهت فيها انتقادات للمحتجين بحجة قطع الطرقات وتعطيل البنية التحتية في البلاد.

لكن “بلاسخارت” عُرفت، بعد ذلك، بمواقف جريئة سابقًا؛ حيث أصدرت عدة إحاطات وجهت فيها اتهامات مباشرة لفصائل مسلحة وقوات حكومية بقمع المحتجين، ضاربة عرض الجدار الروايات الحكومية حول وجود “أطراف ثالثة ومؤامرة”.

هل حلت “بركات” اللقاء ؟

هذا؛ وقد نفى الناطق باسم (الحشد الشعبي)، في محور ديالي، “صادق الحسيني”، في نفس يوم لقاء المبعوثة الأممية مع أحد قادة الحشد، امتلاك الحشد سجونًا سرية داخل المحافظة، فيما أكد أن المعتقلين خلال العمليات العسكرية يسلمون إلى القوات الأمنية بمحاضر رسمية.

وقال “صادق الحسيني”، في تصريحات إعلامية، إن “الطابور الخامس المرتبط بـ (داعش)، ينشر بين فترة وأخرى شائعات مغرضة حول امتلاك الحشد الشعبي في ديالي سجونًا سرية”، لافتًا إلى أن: “ما ينشر أكاذيب وإفتراءات مسمومة يراد منها الإساءة لقوة وطنية قدمت أنهر من الدماء الزكية من أجل أمن واستقرار البلاد”. مضيفًا أن: “الحشد الشعبي، ومنذ تشكيله عام 2014، لا يملك أي سجون أو معتقلات سواء في ديالي أو غيرها، وكل من يتم اعتقاله، خلال العمليات العسكرية والمداهمات، يتم تسليمهم فورًا لقوات الشرطة وفق محاضر رسمية”، مؤكدًا أن “الحشد واضح جدًا جدًا في ملف السجون، وهو قوة قتالية واضحة المهام”.

وأشار “الحسيني” إلى أن: “محاولة خداع الرأي العام من خلال أكاذيب وإفتراءات تتكرر في الأشهر الأخيرة، جزء من هجمة شرسة يتعرض لها الحشد من قبل الطابور الخامس وداعميه من التنظيمات المتطرفة، بسبب دور الحشد الكبير في مواجهة الإرهاب وتحقيق نتائج مهمة في الأشهر الماضية”.

دماء النشطاء تخضب الشوارع !

على الجانب الآخر حث خبراء حقوقيون يعملون مع الأمم المتحدة، الجمعة، السلطات العراقية، على التحقيق في مقتل ناشطة مدافعة عن حقوق الإنسان، ومحاولة قتل أخرى استهدفتا “لمجرد أنهما نساء”. ووجه الخبراء نداء مشتركًا للحكومة العراقية من أجل ضمان أمن جميع المدافعين عن حقوق الإنسان في البلاد، وفقًا لما أورده موقع أخبار الأمم المتحدة على شبكة الإنترنت.

وأضاف أن النداء جاء على خلفية مقتل الناشطة والطبيبة، ر”يهام يعقوب”، في آب/أغسطس الماضي، ومحاولة اغتيال الناشطة، “لوديا ريمون البرتي”، في البصرة.

وقادت الناشطتان مسيرات نسائية داخل الحركة الاحتجاجية ضد الفساد والبطالة منذ العام 2018 في “البصرة”.

وقد أطلق مسلحون مجهولون الرصاص على سيارة تقل “البرتي”، في 17 آب/أغسطس الماضي، والتي سبق أن تعرضت لحملة تشهير طويلة أجبرتها على الفرار من المدينة للحفاظ على سلامتها، لكنها نجت من إطلاق النار وأصيبت في ساقها.

ويقول تقرير الأمم المتحدة أنه منذ محاولة القتل هذه، كانت الناشطة المادفعة عن حقوق الإنسان هدفًا للتهديدات والإفتراءات على الإنترنت.

وبعدها بيومين، قتلت الناشطة، “ريهام يعقوب”، وهي طبيبة ومدافعة عن حقوق المرأة، على يد مسلحين مجهولين يركبان دراجة نارية، بينما كانت تقود سيارتها وسط “البصرة”.

وقال خبراء الأمم المتحدة إن: “من الواضح أن الحكومة العراقية لا تهتم كثيرًا بحياة المدافعين عن حقوق الإنسان”.

وأضافوا: “كلا الهجومين كان من الممكن منعهما بالكامل.. وقد تلقت كلتا الناشطتين تهديدات في الماضي ولم تفعل السلطات شيئًا للحفاظ على سلامتهما”.

وعلى الرغم من أن جميع المدافعين عن حقوق الإنسان في العراق يواجهون مخاطر جسيمة، إلا أن الخبراء قالوا إن النساء، على وجه الخصوص، يواجهن تهديدات متعددة. مؤكدين أن: “النساء يعتبرن قوة رائدة في مجتمع حقوق الإنسان ولكن، كما هو الحال في العديد من البلدان، يواجهن تهديدات إضافية لمجرد كونهن نساء”. وأضاف الخبراء أنه: “في خضم الحرب وانعدام الأمن واجهت المدافعات عن حقوق الإنسان التحيز والإقصاء من قبل المجتمع والزعماء السياسيين، فضلاً عن الإعتداءات الجسدية والعنف الجنسي والإحتجاز التعسفي والإختفاء القسري والتعذيب وحتى الموت”.

وخلص الخبراء إلى دعوة الحكومة العراقية “لوضع حد للإفلات من العقاب الذي يسمح باستمرار هذه الجرائم”.

وخلال الشهور الأخيرة، ارتفعت جرائم اغتيال النشطاء العراقيين على يد الميليشيات، وكان أبرزها اغتيال المحلل السياسي، “هشام الهاشمي”، في حزيران/يونيو الماضي، وتبعته عمليتا اغتيال طالت ناشطين في البصرة هما: “تحسين أسامة” و”ريهام يعقوب”.

وتُتهم الميليشيات الموالية لطهران، ومن أبرزها (كتائب حزب الله) و(عصائب أهل الحق)، بقتل مئات المحتجين والناشطين العراقيين البارزين الذين يطالبون منذ تشرين أول/أكتوبر 2019؛ بإسقاط الطبقة السياسية وانهاء النفوذ الإيراني في البلاد.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب