خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
بث التليفزيون الإيراني أولى مناظرات انتخابات رئاسة الجمهورية.. ويمكننا القول إن المشاهد لم يفهم ماهية برامج المرشحين للمواطن والدولة. لأن المناظرة كانت أشبه بميدان حرب، كانت الكلمة الأولى فيه للتشويه والإهانات. وكأنها كانت مناظرة لإستهزاء كل مرشح بالآخر، وتصور كل منهم أنه يستطيع الاستهانة بمؤهلات المنافسين للفت الإنتباه.
بينما كان من المقرر أن تكون المناظرة اقتصادية.. أي كان على كل مرشح تقديم برامج من شأنها تحسين الحوزة الاقتصادية التي تؤثر على حيوات المواطنيين بشكل سيء.
صحيح أن بعضهم قدم برامج للقضاء على مشكلات الدولة الاقتصادية، لكن الأهم أن أحدهم لا يمتلك برامج للتعامل مع أهم مشكلتين للاقتصاد الإيراني هما: “العقوبات” و”كورونا”.
فقد تناولت المناظرات كل الموضوعات المهمة وغير المهمة، عدا: “العقوبات” و”كورونا”. بحسب صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية.
المناظرة الأولى خالية من “كورونا”..
نشر موقع (عصر إيران)، مقالة للكاتب “جعفر محمدي”؛ عن تداعيات جائحة فيروس (كورونا) الاقتصادية، وفيه: “تسببت الـ (كورونا)، في العام الأول لانتشار المرض؛ طبق المعطيات؛ في خسائر كبيرة على النحو التالي: (11.5) ألف مليار طومان في قطاع الزراعة، و(320) ألف مليار طومان في قطاع التجارة الخارجية، و(9) آلاف مليار طومان في قطاع السياحة، و(25) ألف مليار طومان في قطاع العلاجي، و(10) آلاف مليار في قطاع التأمينات، و(25) ألف مليار طومان في قطاع النقل، و(875) مليار طومان في قطاع التعليم والتربية، و(1000) مليار طومان للشركات الناشئة. كما تسبب فيروس (كورونا) في بطالة الكثير من الأفراد أو تراجع عوائدهم الشهرية بشكل ملحوظ”.
مستدركًا: “ولا أعلم من وضع أسئلة المناظرة الأولى، ولكن من المثير للعجب أنه في دولة مثل، إيران، تعاني من تداعيات (كورونا) المهلكة على الهيكل الاقتصادي، لماذا خلت المناظرة من سؤال واحد عن برامج المرشحين الاقتصادية بخصوص أزمة (كورونا) ؟!.. ولعل واضع الأسئلة لم يرد أن يفكر أحد في تأثير (كوورنا) على تدهور المشكلات الاقتصادية للمواطن، لأنه من المفترض أن يقوم بتحطيم كل الكؤوس على رأس المنافس. وبالشكل نفسه لم يتطرق أحد لتأثير عقوبات، ترامب، على الوضع الاقتصادي، فتأمل (!!)”.
أين “ترامب” و”كورونا” ؟
وكتب الصحافي “مصطفى داننده”، تعليقًا على المناظرة الأولى: “انتهت المناظرة، وتُجدر الإشارة إلى إثنين من الملاحظات المهمة التي أتضحت لما مثل المشروم الذي ينبت بعد هطول الأمطار، وهي أن البلاد لا تصارع (كورونا) ولا العقوبات. فلم يتطرق لا المقدم التليفزيوني ولا المرشحين للحديث عن، ترامب، والعقوبات. وكأنما وضعت أميركا، طوال هذه الفترة صنية، دولارات أمام، روحاني، وحكومته وطلبت منه أين يأخذ، لكن الرئيس الإيراني رفض دعوة، ترامب، وقال له: نحن في حالة تقشف اقتصادي (!!)”.
مضيفًا: “ونحن ومن حضر المناظرات نعلم أنه لولا، ترامب، والانسحاب من الاتفاق النووي، لما كان لكل من يتطلعون للفوز بالانتخابات الرئاسية أي فرصة، لأن الشعب كان سيرفض المعارضون للاتفاق النووي. على غرار ما حدث، في العام 2017م، حيث صوت الشعب لصالح، روحاني، للمضي في مسار الاتفاق النووي. لم يخبرنا أيًا من المشرحين ماذا كان ليفعل لو كان رئيسًا للجمهورية مع عقوبات ترامب ؟.. وكيف كان ليقوم بإدارة الدولة ؟.. وعلى أولئك الذين وصفوا الاتفاق النووي بالمضيعة للوقت؛ أن يخبروا الشعب بكل صراحة عن طبيعة المشكلات التي كانت إيران ستواجه إذا جاء، ترامب، دون وجود الاتفاق النووي ؟”.
متابعًا: “المرشحون الذين يدعون إنقاذ البلاد ويعتبرون أنفسهم آباءعلم الاقتصاد الإيراني، لماذا لم يتحدث أيًا منهم عن حالة فيروس (كورونا) في إيران ؟!.. علمًا أن، علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة، كان قد تحدث عن تعرض مليون و300 ألف وظيفة للخطر، في الصدمة الأولى لانتشار فيروس (كورونا)، تلي ذلك تشريد أكثر من مليون و500 ألف شخص”.
ويسأل: “فلماذا لم يتحدث أحد عن البطالة ؟.. بل لم يتحدث المرشحون الذين يعرفون كل شيء عن برامجهم لاقتصاد (كورونا). لم يخبرونا عن تسهيلات حكوماتهم للمتضررين اقتصاديًا من (كورونا). ولقد كانت مشكلة (كورونا) حاضرة بقوة في الانتخابات الأميركية ومناقشات ترامب وبايدن، لكن كأن إيران لا تعاني وكذلك الشعب من فيروس (كورونا). لم يقدم المرشحون المحترمون، على سبيل المثال، لأصحاب الشركات الناشئة الذين واجهوا مشكلات كبيرة، خلال العام الماضي، أي محفز للاستمرار قبل الإنهيار الكامل ؟.. في النهاية قال مقدم البرنامج للمرشحين: تذكرونني ببرنامج الكاميرا الخفية، الذي كان يُذاع في حقبة التسعينيات، ثم توجه للجمهور وقال: ما هي آراءكم ؟.. الحقيقة أن تعليقك بخصوص برنامج الكاميرا الخفية يكفي للإجابة”.