12 يناير، 2025 12:24 م

رغم تنصل “ترامب” من الشرق الأوسط .. “بومبيو” يقوم بجولة تُعد الأصعب منذ توليه منصبه !

رغم تنصل “ترامب” من الشرق الأوسط .. “بومبيو” يقوم بجولة تُعد الأصعب منذ توليه منصبه !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في فترة عصيبة تمر بها منطقة الشرق الأوسط؛ بل وتوضع على صفيح ساخن، ما بين احتجاجات في أكثر من دولة بسبب التدهور الاقتصادي، والانسحاب الأميركي من “سوريا” الذي أثار جدل كبير خلال الفترة السابقة؛ ومازالت توابعه مستمرة حتى الآن، بالإضافة إلى قضايا أخرى أثيرت خلال فترات سابقة، كقضية مقتل “خاشقجي”، وغيرها الكثير من القضايا، فضلاً عن تصريحات “ترامب” التي أشار فيها إلى تنصل “الولايات المتحدة” من الشرق الأوسط.. بدأ وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، زيارة شرق أوسطية تستهدف ثماني دول عربية.

بدأها، الثلاثاء، بزيارة “الأردن”، حيث التقى “المسؤولين الأردنيين لبحث التعاون الثنائي وسبل توسيع الشراكة والإستراتيجية بين البلدين، فضلاً عن مناقشة الوضع في المنطقة، بما في ذلك سوريا ومستقبل العلاقات التجارية بين الأردن والعراق”.

وبعد “الأردن” سيتوجه وزير الخارجية الأميركي إلى “القاهرة”؛ لبحث “القضايا الإقليمية الحيوية، وبينها ملف إيران ووضع غزة ومحاربة الإرهاب والتعاون في مجالي الطاقة والاقتصاد”.

وأضاف بيان “وزارة الخارجية الأميركية”؛ إلى أن “بومبيو” سيلقي خطابًا من “القاهرة” حول “إلتزام الولايات المتحدة بالسلام والإزدهار والاستقرار والأمن في الشرق الأوسط”.

وستكون “المنامة”، عاصمة “البحرين”، المحطة الثالثة في الجولة، حيث سيبحث التعاون “الأميركي-البحريني” ومحاربة الإرهاب “والعمل المشترك ضمن التحالف الإستراتيجي الشرق أوسطي لمواجهة النشاط الخطير الذي يقوم به النظام الإيراني”.

وبعد ذلك سيصل “بوميبو” إلى “أبوظبي”؛ للقاء المسؤولين الإماراتيين لبحث شؤون المنطقة وتعزيز العلاقات الثنائية فيما يتعلق بالتجارة والاستثمار.

ويعتزم “بومبيو” مناقشة “ضرورة إلتزام جميع أطراف الأزمة اليمنية (باتفاق السويد)، لا سيما وقف إطلاق النار وإعادة نشر القوات في الحديدة، دعمًا لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن”.

وفي “الدوحة”، سيرأس “بومبيو” الوفد الأميركي في الحوار الإستراتيجي “القطري-الأميركي” الثاني، الذي يبحث مجموعة واسعة من المسائل.

كما سيلتقي “بومبيو” مسؤولين قطريين لمناقشة القضايا الإقليمية، ومنها الوضع في “أفغانستان” و”أهمية أن يكون مجلس التعاون الخليجي موحدًا في مواجهة النظام الإيراني المزعزع للاستقرار”، فضلاً عن المسائل المتعلقة بضمان السلام والإزدهار والأمن في المنطقة.

محطة الرياض..

ويشمل جدول زيارة “بومبيو”، لـ”الرياض”، بحث المواضيع ذات الأولوية بالنسبة للمنطقة، وبينها “اليمن” و”إيران” و”سوريا”، إضافة إلى سبل مواصلة دعم جهود المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، “مارتن غريفيث”، الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سياسي شامل بين أطراف الأزمة اليمنية لإنهاء الصراع وتحقيق “مستقبل أكثر إشراقًا لليمن”.

وسيطلب الوزير، “بومبيو”، من الجانب السعودي “معلومات جديدة تتعلق بسير التحقيق في وفاة الصحافي، جمال خاشقجي”.

محطة عمان..

ومن “الرياض”؛ سيتوجه “بومبيو” إلى “عمان”، وسيبحث هناك سُبل تعزيز السلام في المنطقة، بما في ذلك في “اليمن”، وبناء شراكة قوية بين “الولايات المتحدة” و”عمان”، فضلاً عن تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي وأهمية دفع دول “مجلس التعاون الخليجي” عجلة السلام والإزدهار والأمن في المنطقة.

محطة الكويت..

وفي ختام جولته؛ سيزور “الكويت”، حيث سيترأس الوفد الأميركي في الحوار “الأميركي-الكويتي” الإستراتيجي الثالث، الذي سيركز على سُبل التعاون الثنائي في مجالات الدفاع والأمن المعلوماتي وتعزيز العلاقات الاقتصادية.

كما سيلتقي “بومبيو”، قادة “الكويت”، لمناقشة القضايا الإقليمية الهامة، بما في ذلك “حاجة دول مجلس التعاون الخليجي إلى توحيد الصف ودعم الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق سياسي شامل بين الأطراف اليمنية لإنهاء النزاع في البلد”.

قبل مغادرته “واشنطن”، كتب “بومبيو”، على موقع (تويتر): “أتوجه إلى الشرق الأوسط لإرسال رسالة واضحة لأصدقائنا وشركائنا بأن الولايات المتحدة ملتزمة تجاه المنطقة، ملتزمة بهزيمة تنظيم (داعش)، وملتزمة بمواجهة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار”.

الرحلة الأصعب.. التنصل من “أوباما”..

عن الجولة؛ وصفتها مجلة (بوليتيكو) الأميركية؛ بأنها الرحلة “الأصعب” منذ توليه منصبه خلفًا لـ”ريكس تيلرسون”، لأن الهدف الرئيس من الجولة عرض الدور الأميركي الحالي في المنطقة، وطمأنة الدول العربية الحليفة لـ”واشنطن” بأنها ملتزمة بهذا التحالف.

وأشارت المجلة الأميركية إلى أن الخطاب الذي سيلقيه بـ”جامعة القاهرة” يعتزم خلاله التنصل من رؤية الرئيس السابق، “باراك أوباما”، للشرق الأوسط، وتحديدًا خطابه الشهير بـ”جامعة القاهرة”، عام 2009، الذي خاطب خلاله العالم الإسلامي عند زيارته لـ”مصر”، وتوقعت أن يحمل “بومبيو”، “باراك أوباما”، مسؤولية تضليل شعوب الشرق الأوسط حول المصدر الحقيقي للإرهاب، ما أدى لصعود تنظيم (داعش)، معتبرة أن “إيران” هي الإرهابي الحقيقي.

الضغط على السعودية..

ومن جانبها؛ نقلت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية ، أن وزير الخارجية، “مايك بومبيو”، سيضغط على قادة “السعودية” بشأن ملابسات مقتل الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”، في تشرين أول/أكتوبر الماضي.

وحسب (نيويورك تايمز)؛ تحدث المسؤول الأميركي في إطار إحاطة إعلامية نظمتها “وزارة الخارجية” للصحافيين لمتابعة زيارات “بومبيو” لثماني دول عربية في الشرق الأوسط، من 8 كانون ثان/يناير إلى 15 من الشهر نفسه.

وتحدث أربعة من كبار المسؤولين في الإحاطة التي نظمتها “وزارة الخارجية”.

إستراتيجيات إحتواء إيران..

وقال المسؤولون، في المؤتمر الصحافي الذي عُقد الجمعة الماضي، إن الموضوع الرئيس في رحلة “بومبيو”؛ هو مناقشة “إستراتيجيات إحتواء إيران” التي يُنظر إليها على أنها عدو ليس فقط من قِبل معظم دول المنطقة التي تسكنها أغلبية سُنية، ولكن أيضًا من قِبل “إسرائيل” وإدارة “ترامب”.

ولكن؛ وكما تقول الصحيفة الأميركية، فإن “قضية خاشقجي، وتزايد المعارضة بين السياسيين الأميركيين للحملة التي تقودها السعودية في اليمن والأزمة الإنسانية التي أوجدتها، تؤكد على وجود تعقيدات في رحلة بومبيو إلى المنطقة وتركيز الإدارة على إحتواء إيران”.

وأضاف المسؤولون، للصحيفة، أن: “وزارة الخارجية خلصت إلى أن القادة السعوديين لم يتحملوا المسؤولية الكافية عن وفاة خاشقجي، ولم يقدموا معلومات مقنعة عما حدث داخل القنصلية”.

وفي وقت سابق؛ زعمت وكالة الاستخبارات الأميركية، (C.I.A)، أن الأمير، “محمد بن سلمان”، كان مسؤولاً عن عملية القتل، التي جرت في “إسطنبول”، من خلال علاقاته الوثيقة مع الفريق الذي نفذ الجريمة.

وقالت (نيويورك تايمز) إنه: “داخل البيت الأبيض، بنى صهر الرئيس والمستشار الرئيس للشرق الأوسط، غاريد كوشنير، علاقات وثيقة مع الأمير محمد؛ وحث ترامب على مواصلة العلاقة مع الرياض”. مضيفة أنه: “في وزارة الخارجية، أعرب بومبيو عن دعمه لمقاربة ترامب”.

وأضافت الصحيفة الأميركية؛ أنه خلال الإحاطة الإعلامية التي قدمت، لم يتصدى مسؤولو “وزارة الخارجية” بشكل مباشر لمسؤولية الأمير، “محمد بن سلمان”، في وفاة “خاشقجي”؛ عندما طُلب منهم ذلك. ولكن مع ذلك قال أحد المسؤولين إن: “إقالة مسؤولين سعوديين كبار من مناصبهم لا يرقى إلى مستوى مسؤوليتهم عن القتل”.

السلام في اليمن..

وقال مسؤول وزارة الخارجية الأميركية، للصحيفة، أيضًا إن بومبيو “خطط أيضًا للتحدث مع المسؤولين السعوديين حول محادثات السلام، التي جرت الشهر الماضي في السويد، والتي تهدف إلى إنهاء الحرب في اليمن”.

هدف سياسي وليس عسكري..

معلقًا على الجولة؛ قال الكاتب الصحافي، “أحمد أصفهاني”: “إن جولة بومبيو، بهدف الضغط على إيران من خلال ما تسميه الولايات المتحدة، التحالف ضد إيران، والهدف منها سياسي وليس عسكري أو إجرائي جديد”.

وأشار “أصفهاني” إلى أن من أهداف الزيارة أيضًا طمأنة الحلفاء في منطقة الشرق الأوسط، على خلفية انسحاب “الولايات المتحدة” من “سوريا”، وهو موضوع يفرض نفسه على هذه الزيارة تلقائيًا؛ كون الانسحاب أثار بلبلة ولغطًا، خاصة لدى حلفاء “واشنطن” الضالعين في “الأزمة السورية”.

وأضاف “أصفهاني” أن غياب “القضية الفلسطينية” عن جدول أعمال الزيارة أمر متوقع، فـ”الولايات المتحدة” أخرجت نفسها من موقع “الوسيط” في تلك القضية وأصبحت خصمًا لا حكمًا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة