13 نوفمبر، 2024 9:53 م
Search
Close this search box.

رغم تراجع “ترامب” عن تهديده .. أميركا تتحجج بحماية سفارتها وتزيد عدد قواتها بالشرق الأوسط !

رغم تراجع “ترامب” عن تهديده .. أميركا تتحجج بحماية سفارتها وتزيد عدد قواتها بالشرق الأوسط !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة تحمل تصعيدًا جديدًا من قِبل الإدارة الأميركية تجاه “إيران” في “العراق”، أعلن وزير الدفاع الأميركي، “مارك إسبر”، أن (البنتاغون) سيرسل “فورًا” حوالي 750 جنديًا إضافيًا إلى الشرق الأوسط “ردًا على الأحداث الأخيرة في العراق”.

وقال “إسبر”، في بيان أمس الأربعاء، إنه: “سيتم نشر حوالي 750 جنديًا في المنطقة على الفور”، وبدا أنه يؤكد بذلك معلومات مسؤول أميركي قال، في وقت سابق؛ إن “الولايات المتحدة” أرسلت 500 جندي إلى “الكويت” المجاورة لـ”العراق”.

وأضاف أن هناك “قوات إضافية جاهزة ليتم نشرها في الأيام المقبلة”.

إلى ذلك؛ أوضح أن: “هذا النشر هو إجراء وقائي ومناسب ردًا على مستويات التهديد المتزايدة ضد الأفراد والمنشآت الأميركية، كما شهدنا الثلاثاء في بغداد”.

وكان 3 من مسؤولي “وزارة الدفاع” الأميركية قد قالوا، في وقت سابق، لقناة (فوكس نيوز) الأميركية، إن: “اللواء الإنذاري للفرقة 82 المحمولة جوًا، التابعة للجيش الأميركي، قد أصدر أوامره بالانتشار السريع في الكويت وسط الاضطرابات في بغداد. كما تم إخبار ما لا يقل عن 500 من المظليين بالفعل في الكويت”.

إلى ذلك؛ أبلغ أفراد اللواء، الذي يضم حوالي 4000 من قوات المظليين، والمعروفة باسم (DRB) – لواء النشر الجاهز – بأن يحزموا حقائبهم من أجل تحرك محتمل في الأيام المقبلة بعد اقتحام “السفارة الأميركية” في “بغداد”، الثلاثاء.

وقد غادر بعض المظليين قاعدتهم بالفعل في “فورت براغ”، “نورث كارولاينا”، للسفر إلى الخارج على متن طائرات شحن تابعة للقوات الجوية، (سي-17)، وفقًا للمسؤولين الأميركيين، بحسب ما أفادت القناة الأميركية.

إلى ذلك؛ أمر الجيش الأميركي حوالي 4000 من قوات المظليين 82 المحمولة جوًا بالبقاء في حالة تأهب.

يُذكر أنه يوجد حاليًا حوالي 5000 جندي أميركي منتشرين في “العراق”، من بين حوالي 60 ألف جندي أميركي منتشرين في المنطقة. ووفقًا لـ (البنتاغون)، تمت إضافة 14000 جندي، منذ شهر آيار/مايو، مع تزايد التهديد من قِبل “إيران”.

كما تتواجد حاملة الطائرات، (يو. إس. إس. هاري إس. ترومان)، في “خليج عُمان”، التي تحمل المئات من صواريخ (توماهوك كروز)، بالإضافة إلى العشرات من طائرات الهجوم.

وكان أكثر من 100 من مشاة البحرية الأميركية وصلوا إلى “السفارة الأميركية”، في “بغداد”، في وقت سابق من أمس الأول؛ للمساعدة في تعزيز الأمن بعد أن حاولت مجموعة من رجال الميليشيات الشيعية، المدعومة من “إيران”، إقتحام “السفارة الأميركية”.

وتأتى هذه التطورات إثر هجوم أنصار فصائل موالية لـ”إيران” ومنضوية ضمن (الحشد الشعبي)، السفارة، عقب تشييع جنازة 25 عنصرًا من (كتائب حزب الله العراق)؛ الذين قُتلوا في غارات جوية أميركية، يوم الأحد الماضي، في “العراق” و”سوريا” انتقامًا لمقاول دفاع أميركي قُتل في “العراق”، يوم الجمعة، وفقًا لمسؤولي الدفاع الأميركيين.

تصعيد قائم لمواجهة التهديدات الإيرانية..

تعليقًا على تلك الخطوة؛ قال الدكتور “غازي فيصل”، أستاذ العلاقات الدولية، إن: “التواجد العسكري الأميركي في العراق يأتي ضمن إطار الاتفاق الإستراتيجي الموقع بين البلدين في عام 2009، فضلًا عن وجود إتفاق أمني هام وقع بالتزامن مع تأسيس التحالف الدولي لمواجهة إرهاب تنظيم (داعش) 2014، ويضم 68 دولة من بينهم العراق”.

وأضاف “فيصل”، بأن: “قرار الرئيس الأميركي زيادة عدد القوات الأميركية في العراق ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام، بعد الإعتداء على سفارة الولايات المتحدة في بغداد، أمس، يأتي في سياق التصعيد القائم؛ لمواجهة التهديدات الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان”، موضحًا أن عدد الميليشيات المسلحة التابعة لـ”إيران” في “العراق” وصل إلى 32 – وفق قوله.

خرقًا للمواثيق الدولية..

وقال الكاتب والمحلل السياسي العراقي، “أحمد الربيعي”، إن: “ما حصل في العراق سيؤدي إلى سوء العلاقة مع كثير من دول العالم؛ لأن الهجوم على أي سفارة يُعتبر خرقًا للمواثيق الدولية”، مشيرًا إلى أن: “ما جرى يُشكل إنعطافة في عملية المواجهة التي تعلن عنها دائمًا الولايات المتحدة وإيران في منطقة الشرق الأوسط”.

من جهته؛ قال الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، “محمد مهدي شريعتمدار”، إن: “الولايات المتحدة كان تقديرها خاطئًا بعد الاحتجاجات العراقية على الفساد وإطلاق بعض الشعارات فيها ضد إيران؛ لم تتصور بأن الشعب العراقي سيكون له رد فعل لما حصل من هجوم على الحشد الشعبي”، موضحًا أن: “الولايات المتحدة لا تريد أن تقبل بالواقع الموجود في العراق بأن الشعب يعارض التواجد الأميركي في البلاد”.

تتحجج لإرسال مزيد من القوات للمنطقة !

ولفت الباحث والمحلل السياسي، “زيد العيسى”، إلى أن: “أميركا تريد إرسال قوات للمنطقة؛ وهي تتذرع بالحجج لإرسال مزيد من القوات بدعوى الحفاظ على مصالحها ووجودها في هذه المنطقة، وهي ترى زيادة في الغضب من تصرفاتها وإستراتيجيتها المتهورة في المنطقة”.

وقال إن: “الولايات المتحدة اكتشفت أنها لا تستطيع أن تعول على القوات العراقية لتقديم حماية واقعية وحقيقية في تلك الحالة من التوتر التي يعيشها العراق”.

في انتظار معركة بالوكالة..

ورغم هذه التطورات وبعد تهديدات “ترامب”، تراجع عنها مؤكدًا أنه لا يريد الحرب مع “إيران” ويريد السلام، وهو الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة حول أسباب ذلك التراجع، فقال حولها، الدكتور “قحطان الخفاجي”، أستاذ العلوم السياسية بجامعة “النهرين”؛ إن تراجع “ترامب” عن التهديدات التي أطلقها ضد “إيران”؛ بعد حادث السفارة في “بغداد”، أعتقد أنه سلوك ظاهري لأن الأزمة بالفعل عميقة، ومن الناحية العملية لا أتوقع أن يتراجع تراجعًا حقيقيًا مهما أظهر ذلك، لأن الإحتدام وصل إلى حدٍ كبيرًا جدًا، ويبدو أن “إيران” استعجلت الصدام مع “واشنطن”، مما اضطر الرئيس الأميركي أن يُظهر التراجع أو حالة عدم الصدام، لأن الوقت الذي يريده “البيت الأبيض” لم يحن بعد.

مشيرًا إلى أن الأمر لا يعدوا كونه تهدئه وقتية والنتيجة النهائية أن الصدام قادم، ولكن ليس مع “إيران” مباشرة، بل مع الأطراف المؤيدة لها من الفصائل المسلحة الموالية لـ”طهران” عقائديًا وسياسيًا داخل العمق العراقي، المعركة القادمة بين الطرفين هي معركة بالوكالة تقوم بها أطراف عراقية مسلحة موالية لـ”إيران” وأطراف أخرى مقاطعة لـ”طهران”، وهذا هو الصدام الحقيقي بين الجانبين.

لا يريد استعجال الصدام..

وأكد أستاذ العلوم السياسية؛ أن الضربات الجوية الأميركية للأهداف المنتخبة داخل “العراق” ستكون أحد الأدوات الرئيسة، مع استمر تعميق الحصار الاقتصادي على “إيران”، ثم متابعة أفراد بعينهم داخل “العراق”، “ترامب” لا يريد استعجال الصدام ويتحين الفرصة لأن الوقت في صالحه، و”النفط العراقي” مازال يتدفق بإتجاه الغرب والمصالح الأميركية، هذا بالإضافة إلى أن حليف “واشنطن” بالمنطقة في مأمن من “العراق”؛ وليس لديه استعداد لخسارة الجندي الأميركي، والورقة التي تستخدمها “أميركا” لضرب الفصائل الموالية لـ”إيران”، بـ”العراق”، هي ورقة رابحة ومؤثرة جدًا.

استخدام الحراك العسكري كأحد الأدوات..

وأكد “الخفاجي”؛ على أن “ترامب” بدأ يغازل الثوار والعراقيين، غير الموالين لـ”إيران”، وتغريدته الأخيرة تؤكد دعمه للشارع بعد أن قال: “على العراقيين أن يحرروا بلدهم من إيران”، هذا يدل على أن هناك آلية جديدة يقوم بها الجانب الأميركي للاستعانة بالمتقاطعين مع “إيران”، لكن المتظاهرين أثبتوا استقلاليتهم عن أي طرف دولي، بعد ثلاثة أشهر من الاحتجاجات، وقد يكون الحراك العسكري أحد الأدوات أيضًا لإحداث انقلاب عسكري تفرضه في “بغداد”.

الانفجار سيكلف واشنطن الكثير..

من جانبه؛ قال “أحمد قبال”، الباحث في الشأن الإيراني‏ بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بـ”الأهرام” المصري، أن تمتلك “إيران” العديد من أوراق الضغط الفاعلة والمؤثرة في المشهد العراقي، والنظام الإيراني ليس ببعيد عما يدور بالقرب من “السفارة الأميركية”، في “بغداد”، لكن في الوقت ذاته يحرص النظام وقادته على عدم الإنخراط بشكل مباشر في الأحداث للحفاظ على آخر الخيوط في العلاقة مع “الولايات المتحدة” التي أوشكت على دخول مرحلة صراع مباشر، وتدرك “طهران” أن إحتدام هذا الصراع قد يدفع أطراف (٥+١) إلى الانسحاب من “الاتفاق النووي”، بدلًا من تبني المساعي على صعيد مساعدة “إيران” على تخطي آثار العقوبات.

وأضاف “قبال”؛ في المقابل يدرك الأميركيون أن رد الفعل الإيراني يعتمد على أذرعها السياسية والعسكرية في “العراق”، وأن انفجار الوضع سيكلفها الكثير، إذا أخذنا في الاعتبار أيضًا وجود تيار شعبي عراقي لا يثق بـ”الولايات المتحدة”، ويتبع زعامات ومرجعيات إيرانية ربما تدفعه لمزيد من التصعيد في الشارع العراقي.

وأشار الباحث بمركز “الأهرام”، تبدو مواقف الرئيس الأميركي متناقضة إلى حدٍ كبير، ومن الواضح أنه تلقى نصائح بعدم التصعيد بعد تهديداته التي تراجع عنها مؤخرًا، خاصة وأنه شخصية تجيد إقتناص الفرص وعقد الصفقات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة