5 مارس، 2024 2:30 ص
Search
Close this search box.

رغم انسحاب قواتها من العراق .. “البنتاغون” تخطط لتصعيد القتال في العراق لتدمير ميليشيات إيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

رغم إعلان القوات الأميركية، أمس الأول، انسحابها من عدة قواعد وتسليمها إلى القوات العراقية، إلا أنه يبدو أن ما يدور خلف الستار غير ذلك.

وانسحبت القوات الدولية، أمس، من قاعدتي (القيارة) و(كركوك) في شمال البلاد، وسلمتها للقوات الأمنية العراقية، كما تسلمت القوات العراقية، أمس، بشكل رسمي قاعدة (القائم) العسكرية على الحدود مع “سوريا”، بعد انسحاب قوات “التحالف الدولي” لمكافحة تنظيم (داعش) الإرهابي منها، وكانت مراسم تسلم وتسليم القاعدة تمت منذ 3 أيام، وقال “التحالف الدولي” في بيان، أمس، إنه سيقوم بعملية إعادة نشر ونقل الأفراد والمعدات إلى عدة قواعد عسكرية في “العراق” خلال عام 2020، لكن التحالف أكد أن قواته التي يُطلق عليها اسم “قوة المهام المشتركة-عملية العزم الصلب”؛ ستبقى في “العراق” بدعوة من الحكومة، وستستمر في “تقديم المشورة والتدريب” ضمن مهمتها في هزيمة (داعش)، وذلك رغم إقرار “البرلمان العراقي” بانسحاب كل القوات الأجنبية من البلاد، وأشار “التحالف الدولي” إلى أن قاعدة (القائم) احتلت موقعًا مهمًا في القتال ضد (داعش)، إذ بعد أن حررتها القوات العراقية بدعم من “التحالف الدولي”، شكلت قاعدة إستراتيجية خلال معركة “الباغوز” الأخيرة ضد (داعش) في “سوريا”.

إطلاق صواريخ “كاتيوشا” على السفارة الأميركية..

وفي الساعات الأولى من صباح الخميس، كانت قد تعرضت “المنطقة الخضراء”، وسط “بغداد”، إلى قصف صاروخي.

وأطلق مسلحون عراقيون عدة صواريخ (كاتيوشا) على “المنطقة الخضراء” شديدة التحصين، وسط العاصمة، “بغداد”، حيث مقرّ “السفارة الأميركية” والمؤسسات الحكومية والبعثات الدبلوماسية الدولية، بحسب ما أعلنت خلية الإعلام الأمني الرسمية في بيان، ليرتفع عدد الهجمات التي شنها مسلحون من (الحشد الشعبي) العراقي ضد المصالح الدولية في “العراق” إلى 26 هجومًا، في حين سلمت القوات الدولية ضد (داعش)، قاعدة (القيارة)، جنوب “الموصل”، إلى السلطات العراقية.

وقالت خلية الإعلام الأمني في “العراق”، في بيان: “إن الصواريخ كانت تستهدف السفارة الأميركية، غير أنها سقطت على بُعد مئات الأمتار في ساحة خالية، وإنه تم إطلاقها من منطقة النهضة في بغداد”، وأفادت وسائل إعلام عراقية بأنه لم يتم تسجيل أي خسائر بسبب الصواريخ، مشيرة إلى أن صافرات الإنذار أُطلقت داخل “السفارة الأميركية” بعد سماع دوي انفجارات قوية داخل “المنطقة الخضراء”.

وكان آخر قصف صاروخي تعرضت له “المنطقة الخضراء”، في مطلع آذار/مارس الجاري، ولم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن أي من الهجمات، غير أن “واشنطن” توجه أصابع الاتهام إلى (كتائب حزب الله) الشيعية، المُقربة من “إيران”، وذلك ردًا على قيام “الولايات المتحدة” باغتيال قائد (فيلق القدس) في “الحرس الثوري” الإيراني، “قاسم سليماني”، ونائب رئيس (الحشد الشعبي) العراقي، “أبومهدي المهندس”، في غارة دون طيار قرب “بغداد”.

مغادرة الموظفين من بغداد وأربيل..

في الوقت ذاته؛ أكدت “السفارة الأميركية”، في “بغداد”، إن “وزارة الخارجية” بالولايات المتحدة الأميركية طلبت من موظفيها في “بغداد” و”أربيل” مغادرة “العراق” نظرًا للظروف الأمنية وإجراءات السفر المقيدة نتيجة لوباء “كورونا”، وذلك بحسب نبأ عاجل بثته فضائية (سكاي نيوز).

تخطيط لتصعيد القتال بالعراق..

فيما أفادت صحيفة (​نيويورك تايمز​) الأميركية بأن “وزارة الدفاع”، (​البنتاغون)،​ أمرت قيادات عسكرية بالتخطيط لتصعيد القتال في “​العراق”​ لتدمير ميليشيا تدعمها “إيران” هددت باستهداف القوات الأميركية، مشيرة إلى أن قيادات عسكرية أميركية عُليا في “العراق” حذرت من أن حملة كهذه قد تكون دموية وتهدد بحرب مع “إيران”.

على صعيد متصل، أشارت الصحيفة إلى أن قيادات عسكرية أميركية رفيعة أكدت لـ”وزارة الدفاع” أيضًا أن هذه الحملة ستحتاج إلى إرسال آلاف الجنود إلى “العراق”.

وكشفت الصحيفة الأميركية أن وزير الدفاع الأميركي، “مارك إسبر”، أجاز التخطيط لهذه الحملة بـ”العراق”، لمنح الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، خيارات الرد على ميليشيات مدعومة من “إيران”.

وفي حين أشارت إلى أن مسؤولين كبار، بينهم وزير الخارجية، “مايك بومبيو”، ومستشار الأمن القومي،​”روبرت أوبراين”​، يضغطون لإتخاذ إجراءات عدوانية ضد “إيران”، لفتت إلى أن هؤلاء يرون في انشغال “إيران” بأزمة “كورونا” فرصة لتدمير حلفائها في “العراق”.

وكشفت أنه خلال اجتماع في “البيت الأبيض”، في 19 آذار/مارس الحالي، سمح “ترامب” بمواصلة التخطيط للحملة في “العراق”.

إتباع نهج سري..

وفي مقابل ذلك، انتقلت الجماعات المدعومة من “إيران”، التي تحاول طرد القوات الأميركية من “العراق”، إلى نهج أكثر سرية، مما يُزيد من تعقيد رد إدارة الرئيس، “دونالد ترامب”، على الهجمات ضد القوات الأميركية.

وأشارت صحيفة (وول ستريت جورنال)، في تقرير لها من “بغداد”؛ إلى أن جماعة غير معروفة تُطلق على نفسها اسم، “رابطة الثوار”، أعلنت مسؤوليتها عن أحدث هجوم قاتل، عندما أطلقت صواريخ على قاعدة عراقية، في 11 آذار/مارس الجاري، مما أسفر عن مقتل أميركيين وجندي بريطاني.

وقال “رمزي مارديني”، الباحث في معهد “الولايات المتحدة” للسلام، وهو مركز أبحاث ممول من “الكونغرس”، إن: “الإستراتيجية الآن، هي إنشاء مجموعات جديدة يمكنها القيام بالعمل القذر”.

26 هجوم صاروخي..

ومع تصاعد التوترات بين “الولايات المتحدة” و”إيران”، برز “العراق” باعتباره ساحة المعركة الرئيسة، مع أكثر من 26 هجوم صاروخي استهدف القوات الأميركية في الأشهر الستة الماضية.

وقد تصاعدت الأعمال العدائية في “العراق”، بين “الولايات المتحدة” و”إيران”، في كانون ثان/يناير الماضي، بعد أن قتلت “أميركا”، الجنرال “قاسم سليماني”، وردت “إيران” بوابل من الصواريخ (الباليستية).

وأكد مسؤول أميركي للصحيفة أن المسار يتجه الآن نحو أمر غير معتاد، وهو عدم الإعلان عن الهجوم، إنما العودة إلى منطقة رمادية والقيام بأشياء يعتقدون أنه يمكن إنكارها بشكل معقول.

وأشار التقرير إلى أن “الولايات المتحدة” بدأت في نقل القوات من البؤر الاستيطانية الصغيرة والضعيفة إلى قواعد أكبر يمكن حمايتها بسهولة أكبر، في مواجهة التهديدات المتزايدة.

إعادة تموضع مسبق للقوات..

وكانت الهجمات الصاروخية قد تواصلت على قواعد تتواجد بها قوات أميركية ودولية ضد (داعش)، رغم إعلان “الولايات المتحدة”، التي يُشكل جنودها الغالبية العظمى من القوات المنتشرة في “العراق”، سحب قواتها من قواعد عدة وإعادة نشرها في قواعد أخرى داخل “العراق” أو “سوريا”، كما باشر “التحالف الدولى” ضد (داعش) إعادة تموضع قواته المنتشرة في نحو 11 قاعدة عسكرية في أنحاء “العراق”، وانسحب نحو 300 جندى من قوات التحالف من القاعدة العسكرية العراقية في (القائم)، غرب “العراق” على الحدود مع “سوريا”.

وسبق أن أعادت قوات دولية تموضعها في مواقع عسكرية تابعة لـ”التحالف الدولي” في “سوريا”، بينما تم إرسال بعض تلك القوات إلى قواعد أخرى في “العراق” أو إلى “الكويت”، وساهم تفشي فيروس “كورونا” في الإسراع من عمليات الانسحاب، إذ أعلنت رئاسة الأركان الفرنسية أنّ “باريس” قرّرت سحب جنودها من “العراق” وتعليق أنشطة تدريب قوات الأمن العراقية مؤقتًا، ولاسيّما بالنظر إلى الأزمة الصحية، وأضافت أنّه بناءً عليه: “قرّرت فرنسا أن تُعيد إلى الوطن، حتى إشعار آخر، جنودها المنتشرين في العراق في إطار عملية شامال” والبالغ عددهم تقريبًا 200 عسكرى، بعضهم يُشارك في تدريب القوات العراقية والبعض الآخر في رئاسة أركان قوات التحالف في “بغداد”، وأعلن الجيش التشيكي أنه سحب 30 جنديًا من “العراق” بسبب مخاوف أمنية والقلق من انتشار فيروس “كورونا” المستجد.

وأعلنت “وزارة الدفاع” التركية أن جنديين تركيين قُتلا وأصيب آخران في هجوم بقذائف (المورتر) نفذه مسلحون أكراد بمنطقة “هفتانين”، شمال “العراق”، وأضافت أنها ردت بقصف 4 أهداف للمسلحين الأكراد وقتلت 8 منهم.

الإلتزام بمبدأ العراق أولًا..

من جهة أخرى، قال رئيس الحكومة العراقية المكلف، “عدنان الزرفي”، إنه سيعتمد سياسة لا تجعل “العراق” ساحة لتصفية الحسابات، وكتب في تغريدة على (تويتر): “سنعتمد سیاسة خارجیة قائمة على مبدأ العراق أولاً، والإبتعاد عن الصراعات الإقلیمیة والدولیة التي تجعل منه ساحة لتصفیة الحسابات”، وأشار إلى أن: “المصالح العراقیة العلیا ستكون هي البوصلة التي تحدد رسم إتجاهات تلك السياسة”.

تمديد أخير للاستثناء من العقوبات..

وبالتوازي مع تلك التحركات، مددت “الولايات المتحدة”، لمدة 30 يومًا، فترة الاستثناء الممنوحة لـ”العراق” من العقوبات المرتبطة بالتعامل مع “إيران”، التي تعتمد عليها “بغداد” لاستيراد الطاقة، وفق ما قال مسؤولون لوكالة (فرانس برس)، الخميس.

كما تواصل “واشنطن”، منذ تشرين ثان/نوفمبر الماضي، تمديد الاستثناء الممنوح لـ”بغداد”، لإيجاد بديل عن “إيران” التي تزود “العراق” بالكهرباء الذي يُعاني نقصًا مزمنًا، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة التي بدأت الآن.

وكانت “الولايات المتحدة” قد قرّرت، في شباط/فبراير 2020، السماح لـ”العراق” بمواصلة استيراد الغاز والكهرباء من “إيران”. لكن مدة الإعفاء تقلّصت من 90 و120 يومًا، إلى 45 يومًا، والآن إلى 30 فقط حتى نهاية نيسان/إبريل المقبل، وفق مسؤولين عراقيين.

وقال أحد المصادر في مكتب رئيس الجمهورية إن هذا التمديد سيكون “الأخير” الممنوح لـ”العراق” الذي يقف على حافة أزمة اقتصادية مع انخفاض أسعار “النفط”، ما قد يؤدي إلى خسارة 65% من عائداته النفطية التي تُشكل 90% من ميزانية الدولة.

إلى ذلك منحت “الولايات المتحدة”، “العراق”، استثناءات بشرط أن تتخذ “بغداد” إجراءات لتقليص إعتمادها على “إيران”، من خلال إعادة عمل أنظمة الإمداد بالكهرباء أو من خلال إيجاد موردين آخرين.

بغداد لم تفِ بأي شرط..

كما صرح مسؤول عراقي آخر؛ أنه منذ تشرين ثان/نوفمبر الماضي “لم تفِ بغداد بأي شرط”، مضيفًا أنه نتيجة لذلك كان ينبغي إلغاء الاستثناء، لكن منح مهلة نهائية أميركية يأتي بسبب “الظروف الحالية”، أي تكليف “عدنان الزرفي” بتشكيل حكومة جديدة؛ والذي لا تُريد “واشنطن” أن تُحرجه بعدم التمديد.

وفي حال لم يتم تمديد الاستثناء، فكان سيتوجب على “العراق” وقف استيراد الغاز والكهرباء من “طهران”، أو الاستمرار بالتعامل مع “طهران” ومواجهة احتمال التعرض لـ”عقوبات أميركية”.

يُشار إلى أن “الولايات المتحدة” مستاءة أيضًا من التباطؤ العراقي في توقيع عقود مع شركات أميركية كبرى متخصصة بقطاع الطاقة، بهدف تسريع فك الإرتباط بـ”إيران” في هذا المجال.

لابد من تجديده..

تعليقًا على ذلك يقول المحلل السياسي، “محمد الفيصل”، أنه: قد “دأبت الولايات المتحدة على منح هذا الاستثناء للعراق، وأهمية هذا الاستثناء كونه يتعلق بتزويد العراق بالغاز والكهرباء، لذا لا بد من تجديده”.

وتابع “الفيصل” بالقول: “هناك استياء من قِبل بعض الشركات العالمية، بسبب تقاعس العراق عن توقيع اتفاقيات معها بخصوص الطاقة، وأهم هذه الشركات هي شركة (جنرال اليكتريك) الأميركية”.

وأضاف “الفيصل” قائلاً” “يُعاني قطاع الكهرباء من مشكلة الفساد الذي يضرب مفاصله، حيث أن ما يُقارب الـ 47 مليار دولار صُرفت على هذا القطاع، ولم يستطع تقديم خدمة إلى المواطنين، وسوف يبقى يعاني العراق من نقص هذه الخدمة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب