17 أبريل، 2024 10:01 م
Search
Close this search box.

رغم المزاعم الأميركية بهزيمة “موسكو” .. “فورين بوليسي”: “روسيا” أكبر تهديد لوجود الـ”ناتو” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

على الرغم من إدعاءات الآلة الدعائية الأميركية والغربية عن إخفاقات الجيش الروسي؛ التي لا تفتأ الترويج لها بإصرار شديد دون أي معلومات ميدانية مؤكدة، إلا وأنها تعترف الكثير من التقاير – في تناقض طريف كثيرًا ما تقع فيه وسائل الإعلام الأميركية – بأن الجيش الروسي لا يزال يعتبر قوة لا يُستهان بها، وفقًّا لما يخلُص إليه مقال كتبه كل من: “كاثلين ماكينيس”، زميلة بارزة في برنامج الأمن الدولي، و”دانييل فاتا”، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق ومستشار غير مقيم في “مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية”.

يُلفت الكاتبان في مطلع المقال؛ الذي نشرته مجلة (فورين بوليسي) الأميركية، إلى أن الأحداث الأخيرة في “أوكرانيا” أثبتت مرةً أخرى أن التقارير عن موت “حلف شمال الأطلسي”؛ الـ (ناتو)، لا تعدو ضربًا من المبالغات، وذلك في ضوء الاستجابة السريعة لعديد من قادة الحلف على الغزو الروسي لـ”أوكرانيا”؛ من خلال مساعدة العاصمة الأوكرانية؛ “كييف”، أو زيادة ميزانيات الدفاع في بلادهم، أو كليهما. ولكن مع استمرار الحرب ونشوء الواقع الجيوسياسي للعلاقة العدائية مع “روسيا”، يتعين على الـ (ناتو) مرةً أخرى أن يُفكر مليًّا في ما قد يحدث مستقبلًا إزاء ما يعنيه كل هذا للأمن عبر الأطلسي والأمن العالمي.

مصدر الصورة: BBC

المنتظر في “قمة مدريد”..

وأشار الكاتبان إلى أن قادة الـ (ناتو) سيجتمعون على نحو متوافق في أقل من شهرين – تموز/يوليو 2022 – في “مدريد” لتأييد الإستراتيجية الجديدة للحلف. لذلك، فإن السؤال الرئيس المطروح هو: هل تغتنم الدول الأعضاء الفرصة السانحة لإعادة صياغة سبب وجود الـ (ناتو) من أجل مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، على وجه الخصوص، من خلال التعامل مع “روسيا” بوصفها تهديدًا للحلف نفسه ؟.. وبالنظر إلى تداعيات الغزو الروسي لـ”أوكرانيا” على النظام الأوروبي والعالمي، نجد أن المخاطر ستكون هائلة.

ويقول الكاتبان: يرى بعض المعلِّقين أن “مدريد” يجب أن تُمثل إعادة ترتيب أولويات جهود “الولايات المتحدة” بعيدًا عن “أوروبا” والعودة نحو “آسيا”. ويقول منطقهم إن الإنفاق الدفاعي الأوروبي لا يتزايد فحسب، بل أظهرت “روسيا” أيضًا عدم الكفاءة في متابعة حربها في “أوكرانيا”؛ بحسب الزعم الأميركي. وهذا يعني أيضًا تراجع الحاجة الطويلة المدى لقوات أميركية كبيرة في “أوروبا”. وبعد كل شيء، “الصين”؛ هي التهديد الآنيُّ لتخطيط “وزارة الدفاع”.

والواقع أن العكس هو الصحيح، وفقًا لرأي الكاتبين، فباديء ذي بدء، كان الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، واضحًا تمامًا عندما قال إنه ينظر إلى الـ (ناتو) على أنه تهديد إستراتيجي. وتُشير الأحداث الأخيرة إلى أننا يجب أن نأخذ هذه التصريحات كما هي على ظاهرها. وفي الفترة التي سبقت الحرب الحالية، قدَّم بعض المحللين أسبابًا منطقية مفصَّلة لدعم حجَّتهم في أن حشد القوات الروسية على الحدود الأوكرانية لا يعني أن الغزو قادم، مثل تعزيز الموقف التفاوضي تجاه الاتجاهات السياسية المستقبلية لـ”أوكرانيا”. وكان من الواضح أن غزوًا روسيًّا آخرَ لـ”أوكرانيا” سيأتي بنتائج عكسية من الناحية الإستراتيجية لدرجة تدفع لافتراض وجود سبب آخر للحشد العسكري. وفي هذه الحالة، لم يكن هناك سبب آخر.

مصدر الصورة: رويترز

ضرورة عدم الاستهانة بقوة “روسيا”..

ويتابع الكاتبان: وفي حين بدَت عدم الكفاءة العسكرية الروسية أمرًا مذهلًا، لا ينبغي للمخططين القفز إلى الاستنتاجات. وصحيحٌ أن القوات الروسية لم تتمكن من الاستيلاء على “كييف”، لكنها تمكَّنت من الاستيلاء على عشرات الآلاف من الأميال المربعة من الأراضي على طول الحدود الشرقية لـ”أوكرانيا”، على الأقل في الوقت الحالي. وتبلغ مساحة “إستونيا”، العضو في الـ (ناتو) من دول “البلطيق”؛ والمتاخمة لـ”روسيا”، أقل من 20 ألف ميل مربع. ويمكن للجيوش أيضًا علاج قصورها، خاصة بعد الكارثة، كما فعل الجيش الأوكراني بعد إخفاقاته في عام 2014.

وأوضح المقال أن لدى “الولايات المتحدة” أسبابًا وجيهة لرغبتها في إبقاء الـ (ناتو) نابضًا بالحياة: الفوائد الإستراتيجية للقيادة الأميركية متعددة؛ ذلك أن القيادة الأميركية في الـ (ناتو) لا توفر مسارات لتنظيم الائتلافات العسكرية فحسب، بل تمنح أيضًا “الولايات المتحدة” مكانة مميزة في الشراكات التجارية والوصول إلى القواعد. وإذا حقق “بوتين” هدفه المتمثل في إضعاف الثقة بالـ (ناتو)، فقد يؤدي ذلك إلى عجز إستراتيجي عبر الأطلسي، وهو وضع يكون فيه الحلفاء، بما في ذلك “الولايات المتحدة”، غير قادرين على الوفاء بإلتزاماتهم الأمنية، ومن ثم الحفاظ على مستويات معيشة مواتية لشعوبهم.

الـ”ناتو”: تسمية مُلحة..

ويستطرد كاتبا المقال قائلَيْن: وهذا هو ما يُعيدنا إلى “مدريد”، ذلك أن آخر مرة وافق فيها الـ (ناتو) على مفهوم إستراتيجي كانت في عام 2010. وهي وثيقة حددت، من بين أمور أخرى، أن الدفاع عن أراضي الحلفاء لا يزال مهمة حاسمة للحلف، لكن الوثيقة لاذت بالصمت حيال تسمية تهديدات دولة قومية لحلف الـ (ناتو). ونظرًا إلى مجموعة متنوعة من الأسباب السياسية المحلية والدولية، يُمثِّل التوصُّل إلى إجماع رسمي حول التهديدات بين 30 دولة متحالفة تحديًا كبيرًا. والواقع أن وثيقة عام 2010؛ تنظر إلى “روسيا” على أنها شريك طموح لحلف الـ (ناتو)؛ عندما يتعلق الأمر بالأمن الأوروبي، على الرغم من علامة التحذير التي أومضها الغزو الروسي لـ”جورجيا”؛ عام 2008.

وفي السنوات اللاحقة منذ ذلك الحين، شنَّت “روسيا” حملات تضليل مزعزعة للاستقرار في دول الـ (ناتو) وهاجمت “أوكرانيا” مرتين. وبينما أدان قادة الـ (ناتو)؛ العدوان الروسي، كان الخطاب لا يرقى إلى مستوى إعلان “روسيا” رسميًّا على أنها تهديد إستراتيجي طويل الأمد.

مصدر الصورة: رويترز

وينوِّه المقال إلى أن توافق الآراء الدائم يتطلب وضوحًا، إذ إن إعداد الـ (ناتو) لمواجهة هذا التهديد على المدى الطويل يستلزم اعترافًا صريحًا بالحقائق الإستراتيجية التي تُشكِّلها “روسيا” في المفهوم الإستراتيجي الجديد للحلف، وذلك من أجل تبنِّي هذا الاعتراف في “قمة مدريد”. ومن الناحية العملية، سيُلزم هذا أعضاء الـ (ناتو) بأخذ الميزانيات وتخطيط القوة والاستحواذ وإعادة تمركز القوات المحتملة على محمل الجد، وتضمين ذلك بوضوح في الإعلان. وهذا ضروري لمخططي الـ (ناتو) لتحديد، على سبيل المثال، هل إنفاق: 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع كافٍ لمواجهة التحديات التي تواجه الحلف أم غير كافٍ.

لكن القيمة الحقيقية للوثيقة؛ هي ما يُعيد الأعضاء جميعًا تأكيده فيما يتعلق بما يواصل الـ (ناتو) الدفاع عنه، وما يُسميه التهديدات لأراضي الأعضاء، وما ينوي القيام به للتصدي لهذه التهديدات وردعها، وحتى الدفاع عنها إذا لزم الأمر. ومن خلال التصريح مباشرةً بأن “روسيا” تُشكِّل تهديدًا رسميًّا، ستجد الدول الأعضاء، والتحالف ككل، صعوبة أكبر في التراجع عن تماسكها الحالي. ومن الأهمية بمكان ضمان ديمومة توافق الآراء في الـ (ناتو)، ذلك أن إغراء تخفيف الدعم لـ”أوكرانيا” سيتصاعد بلا شك، في ضوء استمرار الحرب وبدء الجمهور في الشعور بالآثار الاقتصادية للصراع والعقوبات على “روسيا”. ناهيك عن أن وصف “روسيا”؛ على أنها تهديد لـ (الناتو)، سيُرسل رسالة مهمة إلى “بوتين”: لن يرتدع الـ (ناتو).

ويُشدد الكاتبان في الختام على أهمية دلالة الكلمات، لافتَيْن إلى أن الوقت قد حان لقادة الـ (ناتو) لإقرار الواقع رسميًّا: “بوتين” يُمثل تهديدًا للحلف وأعضائه، ولذلك، يجب عليهم إعلان ذلك في المفهوم الإستراتيجي. والحقيقة أن عدم إعلان “روسيا” تهديدًا رسميًّا لأراضي الـ (ناتو) من شأنه أن يضر بمصداقية الـ (ناتو) وسيمنح “بوتين” تصريحًا للفظائع والانتهاكات التي ارتكبها في “أوكرانيا”. ولا يمكن لحلف الـ (ناتو) ولا “الولايات المتحدة” السماح بحدوث ذلك؛ بحسب ما يختم الكاتبان مزاعمهما.

مصدر الصورة: رويترز

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب