خاص : كتبت – نشوى الحفني :
وسط تضارب الروايات؛ حول مصير الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، وإدانته في قضية محاولته قلب نتائج الانتخابات، في ولاية “جورجيا”، ما زال “ترامب” مستمر في إثارة الأحاديث التي تجعله محاطًا بالشهرة دائمًا، حيث قال، أمس الأول، إنه سيقرر ما إذا كان سيخوض السباق إلى “البيت الأبيض”، بعد انتخابات “الكونغرس”، في تشرين ثان/نوفمبر 2022.
موضحًا أنه ملتزم بمساعدة زملائه الجمهوريين، في محاولة استعادة السيطرة على “مجلس النواب” و”مجلس الشيوخ”، في انتخابات 2022، والتي ستمثل استفتاء مبكرًا على قيادة الرئيس الديمقراطي، “جو بايدن”.
وأضاف “ترامب”، في مقابلة مع شبكة (فوكس نيوز): “أعتقد أن لدينا فرصة جيدة للغاية لاستعادة مجلس النواب. لدينا فرصة جيدة لاستعادة مجلس الشيوخ، وبصراحة سنتخذ قرارنا بعد ذلك”.
وقال “ترامب”، لمذيعة (فوكس نيوز)، “ماريا بارتيرومو”؛ إن أنصاره بدوا مستعدين لتأييده مرة أخرى، إذا ما قرر خوض السباق.
وأردف قائلاً: “بناءً على كل الاستطلاعات، يريدون مني خوض الانتخابات مرة أخرى، لكننا سندرس الأمر ونرى”.
العثور على تسجيل صوتي يُدين “ترامب”..
بالتزامن مع ذلك، ذكرت وسائل إعلام أميركية؛ أن السلطات عثرت على تسجيل صوتي، ربما يُشكل دليلاً قويًا على اتهام الرئيس السابق، “دونالد ترامب”، في محاولة قلب نتائج التصويت في ولاية “جورجيا”، إبان الانتخابات الرئاسية، في تشرين ثان/نوفمبر الماضي، التي أفضت إلى فوز الديمقراطي، “جو بايدن”.
وكانت سلطات الولاية الجنوبية، في “أميركا”، قد فتحت تحقيقًا جنائيًا، في شباط/فبراير الماضي، ضد “ترامب”، على خلفية شبهات بمحاولته قلب نتائج انتخابات الولاية.
وجاءت محاولة “ترامب” المزعومة، كما تقول وسائل إعلام أميركية، في إطار مزاعمه العامة بشأن تزوير الانتخابات، وهو الأمر الذي لم يثبت مطلقًا، بسبب السلطات.
تراجع “أسوشيتد برس” !
إلا أن روايات وسائل الإعلام تضاربت، بشأن الكلمات التي قيلت في المقابلة، بينما تراجعت وكالة (أسوشيتد برس) عن القول إن “ترامب” ضغط على مسؤول في الولاية للعثور على تزوير في نتائج الانتخابات، ويصبح بطلاً قوميًا إذا وجد ذلك، أصرت أخرى على هذه الكلمات.
وذكرت الوكالة، في تصحيح نشرته، الثلاثاء، أن “ترامب” لم يقل العبارتين السابقتين، بعد الكشف عن التسجيل الصوتي، لكنها أكدت أن “ترامب”؛ قال للمحقق: “ستجد أشياء لن تصدق، وعندما تأتي الإجابة الصحيحة ستتم الإشادة بك”.
“واشنطن بوست” نشرت مقالاً تصحيحيًا !
وفي خطوة، أشاد بها “ترامب” لتراجعها عن اتهامه، ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية؛ أنها نشرت مقالاً تصحيحيًا لمقال نُشر في وقت سابق، مشيرة إلى أن الإقتباس الذي حصل من “دونالد ترامب” نسب إليه، لكنه في الواقع لم يقل شيئًا من هذا القبيل.
وأوضحت الصحيفة الأميركية أنها أشارت، في إصدارها بتاريخ 9 كانون ثان/يناير الماضي، إلى نص محادثة هاتفية بين رئيس الولايات المتحدة السابق؛ وسكرتير مقاطعة “جورجيا”، “براد رافينسبيرغر”، نشرتها وكالة (أسوشيتيد برس)، وكان الحديث يدور حول تزوير فرز الأصوات في الانتخابات، التي جرت في ولاية “جورجيا”.
وكتبت الصحيفة: “في المادة، نقلاً عن المحادثة؛ زعم أن دونالد ترامب، الذي كان لا يزال رئيسًا للبلاد، في كانون ثان/يناير، ضغوطًا على الوزير للتأثير على نتائج الانتخابات، ووعده بشيء ما”.
وتابعت الصحيفة الأميركية: “الآن نعترف أن، السيد ترامب، لم يقدم مثل هذه الطلبات”.
الضغط على السلطات والتدخل في عملها..
ومع ذلك، فمن الواضح أن “ترامب” حاول الضغط على السلطات والتدخل في عملها، ونقلت صحيفة (واشنطن بوست)، عن مدعية عامة في ولاية “جورجيا”؛ إعتزامها توجيه مجموعة من التهم الجنائية، على خلفية محاولة التأثير على نتائج، انتخابات 2020، لكنها لم تذكر “ترامب” بالاسم.
ومن جابنها، قدمت شبكة (إن. بي. سي. نيوز) الأميركية، رواية قالت فيها أن “ترامب” حث كبير محققي الولاية عن إيجاد دليل يُبثت وجود تزوير، بما يساعد في قلب نتائج انتخابات الولاية.
وأضافت أن المحققين اكتشفوا تسجيلاً صوتيًا للمحادثة، التي جمعت “ترامب” بكبير محققي الولاية، “فرانسيس واتسون”، في ملف مهمل على جهازه، بناءً على طلب سلطات فحص السجلات.
وفي المكالمة، يقول “ترامب”: “إن لديك الآن أهم عمل في البلاد، خلال الوقت الراهن”.
وأضاف: “الشعب في جورجيا؛ غاضب مما حدث لي، وهم يعرفون أنني فزت، وفي حال فزنا في جورجيا، (سنفوز في الانتخابات كلها)”.
وتابع “ترامب”: “عندما يأتي الجواب الرائع، ستنال الثناء، والشعب سيقول عنك رائع”. وهذا قد يمثل تدخلاً في عمل السلطات، ومحاولة للتأثير على عملها.
وطبقًا للأرقام الرسمية في الولاية، فقد فاز “بايدن”؛ بفارق يقترب من 13 ألف صوت عن منافسه “ترامب”.
ورغم أن “ترامب” نجا من الإدانة، في مسألة اقتحام “الكونغرس”، في كانون ثان/يناير الماضي، فقد يُشكل هذا الأمر متاعب للرئيس السابق، الذي أظهر رغبته في الترشح مرة أخرى، في انتخابات 2024.