رغم الخلافات .. تقارب بين “الصين” و”الاتحاد الأوروبي” يثير تخوفات بروكسيل !

رغم الخلافات .. تقارب بين “الصين” و”الاتحاد الأوروبي” يثير تخوفات بروكسيل !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يتفق “الاتحاد الأوروبي” و”الصين” على العديد من وجهات النظر بشأن عدد من الموضوعات البارزة في الأجندة الدولية، لكن على العكس هناك اختلافات كثير بينهما، أبرزها؛ النظر إلى “العولمة” والدفاع عن التعددية، والتعامل مع “اتفاقات باريس”، الخاصة بحماية البيئة، والمواقف المختلفة حيال “القضية الفلسطينية” و”الاتفاق النووي الإيراني”، وغيرها من الأمور، بحسب صحيفة (البايس) الإسبانية.

أمور اقتصادية وسياسية تقلق أوروبا من الصين..

ذكرت الصحيفة الإسبانية أن شكوك “الاتحاد الأوروبي”، حيال “الصين”، ترتبط بأمرين هما؛ العلاقات الاقتصادية والمواقف السياسية، فعلى الصعيد الاقتصادي تجد دول الاتحاد أنها في حاجة ماسة إلى وضع إطار جديد يضمن التوازن والتبادلية في العلاقات بين الجانبين، وفيما يخص السياسة يقلق الاتحاد من أن يتسبب الرفض الصيني للأنظمة الديموقراطية الليبرالية في العودة إلى أزمنة سحيقة، ويأتي في المنتصف الشكوى من إتباع “بكين” سياسية اللغة المزدوجة؛ فتتعهد بالإلتزام بوحدة دول “الاتحاد الأوروبي”، بينما تطور سياسات ثنائية ودون إقليمية تضعف اتساقها معه.

وأشارت إلى أن تخوفات “بروكسيل”، بشأن “الصين” خاصة، دفعتها إلى سن قوانين لتصفية الاستثمارات الخارجية في قطاعات إستراتيجية، وردت “بكين” باقتراح قانون جديد أكثر تحررًا فيما يخص هذه الأمور، حظرت من خلاله النقل القسري للتكنولوجيا، إلى جانب أمور أخرى، ويجب على “أوروبا” الآن مراقبة التطور والانفتاح الصيني وتحليل جوانبه لتحديد مصالحها.

الصين تسعى من أجل تعزيز علاقاتها مع أوروبا..

وأضافت أنه في ظل الحرب الاقتصادية والإستراتيجية بين “الولايات المتحدة” و”الصين”، لا ترى “بكين” أن فتح جبهة خلاف أخرى مع “الاتحاد الأوروبي”، أمرًا حكيمًا، بل على العكس سوف تقدم التضحيات اللازمة من أجل تخفيف التناقضات التي تسبب القلق الأوروبي، وهو ما سوف يمنحها فرصة لتحسين العلاقة بشكل يعود بالنفع عليها.

وفي هذا الصدد، شارك رئيس مجلس الدولة الصيني، “لي كه تشيانغ”، الجمعة، في حضور القمة الثامنة لدول أوروبا الشرقية والوسطى والصين، (16+1)، التي استضافتها مدينة، “دوبروفنيك”، بـ”كرواتيا”، بمشاركة 16 دولة أوروبية، بينما تنظر “بروكسيل” إلى إزدواجية “الصين”، التي يمثلها “لي كه”، بإرتياب وحظر.

أزمة مباديء ؟

أشارت الصحيفة الإسبانية إلى أنه فيما يخص التعاون مع “الصين”، ينبغي على “أوروبا” المضي قدمًا في بناء العلاقات دون التخلي عن مبادئها حيال حقوق الإنسان، التي تسببت في تدهور واضح في العلاقات مع حكومة الرئيس الصيني، “تشي جين بينغ”.

وعلى الجانب الآخر؛ على “الاتحاد الأوروبي” مضاعفة جهوده الداخلية من أجل التوفيق بين المصالح المختلفة بين دوله التي تعاني عراقيل عدة؛ فدول شمال أوروبا باتت شحيحة بفعل سنوات من الأزمات، ولا يمكن التنبؤ أيضًا بأن دول الجنوب أو الشرق يمكنها التضحية بتوقعاتها من أجل نفسها، إذ إعترف رئيس المفوضية الأوروبي، “جان كلود يونكر”، في كانون ثان/يناير 2019، بغياب التضامن مع “اليونان”، التي تعاني من إقتطاعات مهينة وبلا هوادة.

وذكرت الصحيفة الإسبانية أن العلاقة بين بعض اقتصادات “الاتحاد الأوروبي” و”الصين” تتصف بالتكامل، بينما على العكس، يبدو التواجد الصيني في دول الشمال أكبر، وتعمل الشركات الصينية في مجالات مهمة وحيوية، لذلك يجب على الاتحاد العمل على تحقيق الإندماج وتنوع المصالح كي يحافظ على التوازن في العلاقة مع “الصين” وبين دوله، وقد تنشيء “بروكسيل” مع “بكين” تعاون تكميلي فيما يخص علاقات كل طرف منهما مع “الولايات المتحدة”، المستغرقة في ديناميكية العزل والضغط على العواصم القارية والعالم كله لوضع حدًا للتأثير الصيني الذي ينال من هيمنتها.

وعلى “أوروبا” تعزيز تحالفاتها من أجل هدف قوي هو إعادة التأكيد على استقلالها في النظام العالمي، وتلزمها رغبة قوية للحفاظ على هويتها وسلطتها، وتجدر الإشارة إلى أن “الاتحاد الأوروبي” يُعد لاعبًا دوليًا مميزًا، ومن المهم أن تترجم هذه الحقيقة بموقف واضح وموحد فيما يخص موقفه الجيوإستراتيجي، وبالتأكيد لا يعتبر الوقت الحالي هو الأفضل لذلك، خاصة في ظل وجود أزمات لا تزال تبحث عن حل مثل خروج “بريطانيا” من الاتحاد، (بريكست) وأزمة اللاجئين، وغيرها الكثير.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة