رغم استغلالها لضعف الرئيس “ترامب” .. إيران لا تريد الصدام العسكري مع إسرائيل !

رغم استغلالها لضعف الرئيس “ترامب” .. إيران لا تريد الصدام العسكري مع إسرائيل !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

كثيرًا ما أطلق الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، تهديدات ضد النظام الإيراني، ولكنه لم يفعل شيئًا، حتى بعد أن هاجمت “إيران” منشآت “النفط” السعودية. لذا فإن “ترامب” يسير على نهج سلفه، “باراك أوباما”.

وحين تمتنع “الولايات المتحدة الأميركية” عن حماية حلفائها والرد على الهجمات التي يتعرضون لها؛ فربما يثير ذلك مخاوف المسؤولين الإسرائيليين رغم أن القيادة الإيرانية لن تسارع بخوض مواجهة عسكرية ضد الدولة العبرية دون سبب حقيقي. بحسب، “آفي يسسخاروف”، محلل الشؤون العربية في موقع (واللا) الإخباري العبري.

يقول “يسسخاروف”؛ إن تجاهل ادارة الرئيس “ترامب” للهجمات الإيرانية، غير المسبوقة، ضد معامل التكرير وحقول “النفط” السعودية، يُذَكِّرنا بما كان يفعله الرئيس الأميركي السابق، “أوباما”.

“أوباما” يتخذ مواقف سلبية..

في شهر آب/أغسطس من عام 2013؛ وبعد الهجوم الكيميائي الذي نفذه النظام السوري بقيادة، “بشار الأسد”، في منطقة “الغوطة” الشرقية، والذي أسفر عن مقتل مئات الأشخاص؛ كان واضحًا أن الرد الأميركي قادم لا محالة، لا سيما بعدما حذَّر الرئيس، “أوباما”، من أن أي هجوم يستخدم فيه “الأسد” أسلحة غير تقليدية يعني تجاوزه للخط الأحمر.

لكن العجيب هو أن الأميركيين قد إتخذوا مواقف سلبية وأحجموا عن الرد وفضلوا السعي لإبرام اتفاقية لحظر الأسلحة الكيمياوية.

إمتناع أميركي عن الرد..

يرى “يسسخاروف”؛ أنه من الصعب انتقاد تلك السياسة التي إنتهجتها الإدارة الأميركية السابقة، لأنها أسفرت بالفعل عن إنجاز حقيقي؛ لكن في المقابل، فإن غياب الرد الأميركي للإنتقام من “الأسد”، كان له عواقب سيئة، سواءً في “سوريا” أو في منطقة الشرق الأوسط بأكملها، حيث أدرك نظام “الأسد” أن بمقدوره مواصلة إرتكاب المذابح ضد شعبه دون أي عائق، باستثناء إشكالية استخدام الأسلحة الكيميائية.  وحتى بعد مرور فترة ما، تبين أن النظام السوري ظل يستخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه. ورغم ذلك إمتنعت الإدارة الأميركية عن الرد.

وها هي “إيران” قد قامت هي الأخرى بشن هجوم واسع النطاق، استخدمت فيه صواريخ (كروز) وطائرات مُسيرة لضرب مرافق “النفط” السعودية. وأدى ذلك الهجوم، الذي استهدف معامل النفط في منطقتي: “بقيق” و”هجرة خريص”، إلى حدوث دمار واسع وارتفاع في أسعار “النفط”.

وفي أعقاب ذلك الهجوم ظلت الإدارة الأميركية تحذر من أن “الولايات المتحدة” جاهزة للرد والإنتقام من “إيران”، دفاعًا عن حلفائها السعوديين. في حين أوضح الرئيس، “ترامب”، أنه يعلم الجهة التي نفذت الهجوم. غير أن الإدارة الأميركية لا زالت، حتى الآن، تمتنع عن الرد رغم أن الجهة التي نفذت الهجوم معروفة تمامًا.

ليست المرة الأولى !

جدير بالذكر؛ أن هذه ليست المرة الأولى التي تمتنع فيها “الولايات المتحدة” عن الرد على هجمات “إيران” ضد حلفائها، بل وحتى ضد مواطنيها وجنودها. حدث ذلك في ثمانينيات القرن الماضي، حينما بدأ الشرق الأوسط يشهد لأول مرة التفجيرات الانتحارية، في نيسان/أبريل من عام 1983، عندما تم استهداف “السفارة الأميركية”، في “بيروت”، ثم بعد ذلك ببضعة شهور؛ تم أيضًا استهداف مقر قيادة مشاة البحرية الأميركية، في “بيروت”، (وأسفر ذلك عن سقوط أكثر من 300 قتيلًا أميركيًا)، وكان واضحًا لأجهزة الاستخبارات الأميركية من هي الجهة المسؤولة عن تلك التفجيرات؛ حيث كانت الأدلة تشير بشكل واضح إلى أن “إيران” هي المسؤولة عن التفجيرات.

الولايات المتحدة تضع رأسها في الرمال !

وحتى حينما قام أتباع “إيران” وحلفائها باختطاف أو قتل كثير من المواطنين الأميركيين في أرجاء “لبنان” – ومن بينهم مدير محطة وكالة المخابرات المركزية، “وليام باكلي”، الذي خُطف وقُتل – فضلت “الولايات المتحدة” أن تضع رأسها في الرمال وتتجاهل النشاط الإيراني العدائي ضدها.

غير أن ذلك التجاهل الأميركي لم يدفع “إيران” فيما بعد، للتوقف عن ممارسة الأنشطة الإرهابية. بل على العكس فإن الأنشطة الإرهابية الإيرانية لا تكاد تسلم منها حاليًا أية بقعة من بقاع العالم، وأصبح بمثابة نكبة حقيقية في أرجاء الشرق الأوسط.

إسرائيل تخشى التصعيد ضد إيران..

في ظل هذا الواقع؛ يبدو أن أكثر ما تخشاه “إسرائيل” هو التصعيد الشامل في المستقبل القريب، لا سيما ضد “إيران”.

حيث يرى بعض الإسرائيليين أن التجاهل الأميركي للهجمات الإيرانية قد يفتح شهية “نظام الملالي” في “طهران”، بل ربما سيُغريه لشن هجمات مماثلة ضد “إسرائيل” في المستقبل القريب ردًا على جميع العمليات العسكرية التي شنها سلاح الطيران الإسرائيلي ضد الميليشيات الشيعية في “سوريا” و”العراق”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة