12 مارس، 2024 5:07 ص
Search
Close this search box.

رغم إلتزامه بـ”الحياد الإيجابي” .. “العراق” لن ينجو من الحرب المحتملة بين أميركا وإيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

في كثير من الأحيان يؤكد المسؤولون العراقيون أن “بغداد” تربطها علاقات قوية مع كل من “واشنطن” و”طهران”، وأن “العراق” يمكن أن تلعب دور الوسيط، لإنهاء التوتر ونزع فتيل الأزمة بين “الولايات المتحدة” و”إيران”.

العراق.. منصة لرسائل مرنة ومتوازنة..

وها هي “وزارة الخارجية العراقية” تُعلن، اليوم السبت، أن “بغداد” تلتزم “الحياد الإيجابي” بشأن التوترات في المنطقة؛ وكذلك بشأن الصراع المحتدم بين “واشنطن” و”طهران”.

إذ قال الناطق باسم الخارجية العراقية، “أحمد الصحاف”، إن الوزارة “ترى إمكانية إيجاد صيغ توافقية للتقاطع والتصعيد المُعلن، وتنصح أن يمر هذا التقاطع الآن بين الطرفين ضمن صيغ توافقية تُؤمن للأطراف مصالحها، وينعكس هذا التأمين للمصالح على أمن واستقرار المنطقة، لأن كل الأطراف يدركون أن المنطقة لا تحتمل أي تصعيد وأن المنطقة أخذت تتعافى من عصابات تنظيم (داعش)”.

وأضاف “الصحاف”: “نحن في العراق، ننتهج رؤية معتدلة ومتوازنة مفادها أننا ندعم مسارات الاستقرار والتوازن والجهود المُفضية والمؤدية إلى ذلك”. وأشار إلى أن “العراق” يتمتع بعلاقة شراكة إستراتيجية مع “الولايات المتحدة”، وكذلك يحظى بعلاقة إستراتيجية وتاريخية مع “الجمهورية الإسلامية الإيرانية” الجارة.

وأكد “الصحاف” على أن: “هذا الموقع يتيح للعراق أن يكون منصة لرسائل مرنة ومتوازنة بهدف أمن واستقرار المنطقة”

واشنطن تنشر مقاتلات في دولة خليجية..

تأتي تصريحات “الصحاف”؛ بعد أن أرسلت “الولايات المتحدة” نحو عشر مقاتلات من “الجيل الخامس” من طراز (F-22)؛ إلى “قطر” كرد فعل على “التهديد المتزايد للقوات الأميركية في المنطقة من إيران”. حيث تم نقل تلك المقاتلات إلى منطقة المسؤولية التشغيلية للقيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية، (CENTCOM)، والتي تشمل بشكل أساس منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، “جون بولتون”، قد أعلن، الشهر الماضي، أن “الولايات المتحدة” سترسل مجموعة هجومية بحرية بقيادة حاملة الطائرات، (إبراهام لينكولن)، ومجموعة قاذفات تكتيكية إلى المنطقة كرسالة للسلطات الإيرانية.

وأعلن (البنتاغون) أن هذه الخطوة؛ هي “رد على زيادة استعداد إيران للقيام بعمليات هجومية ضد القوات الأميركية والمصالح الأميركية”.

العراق هو الحلقة الأضعف !

يرى كثير من المحللين أن “العراق” سيكون أول المتضررين من الحرب المحتملة، بين “الولايات المتحدة” و”إيران”، حيث ترى الكاتبة والمُحللة، “غويس كرم”، أن العديد من الإعتداءات التي استهدفت مطارات وقواعد تدريبية للقوات الأميركية ومقرات لشركات النفط العالمية، في “العراق”، خلال الفترة الأخيرة؛ كلها تحمل بصمات “الحرس الثوري” الإيراني وميليشياته وتفضح هشاشة الصورة العراقية في دائرة المواجهة بين “واشنطن” و”طهران”.

وسياسيًا، يدرك “الحرس الثوري” أن الساحة العراقية هي الأسهل لحشر الأميركيين؛ نظرًا للمد الميليشياوي، والوجود القتالي الأميركي الأكبر في المنطقة، وضيق خيارات الرد بالنسبة لقوات “واشنطن”.

إيران لن تضرب أي دولة خليجية !

أما الكاتب والمحلل، “سعد بن طفلة العجمي” – وهو وزير الإعلام السابق في “الكويت” – فلا يعتقد أن “طهران” ستقوم بضرب أيًا من دول الخليج، وخصوصًا في المراحل الأولى لأية مواجهة مُحتملة، لأن ذلك يعني إعلانها حربًا شاملة على كل جيرانها في الساحل الغربي من “الخليج العربي”، وهو ما سيقود لمزيد من العزلة الدولية لـ”إيران”، وربما دخول دول أكثر في المواجهة العسكرية معها.

وأوضح “العجمي”؛ أن “إيران” لن تُقدم على ضرب “السعودية”، لأن ذلك يعني أيضًا جرّ باقي دول الخليج، وربما “مصر” ودول عربية وإسلامية أخرى للمواجهة معها.

ولن يُقدم الإيرانيون على ضرب “الإمارات العربية المتحدة”، في حال تعرضها لهجمات أميركية، خوفًا من القوة الجوية الضاربة التي تمتلكها “الإمارات”؛ إضافة إلى جيش تمرّس على القتال طيلة السنوات السبع الماضية، ناهيك عن أن ضربها يعني ضرب “السعودية” و”البحرين” و”الكويت” معًا.

واستبعد “العجمي” أن تعتدي “إيران” على “الكويت”، لأن “إيران” ستحاول إبعادها عن المواجهة طمعًا في دور كويتي معتدل، قد يلعب دورًا في وساطة إنهاء الصراع إذا ما اشتعل.

ورأى أن “إيران” لن تقوم بضرب “قطر”، التي فيها قواعد أميركية، نتيجة للعلاقات المتميزة التي تربط الدولتين، خصوصًا بعد “مقاطعة قطر”، عام 2017، فـ”إيران” ترى في “قطر” بعد المقاطعة موطيء القدم لها في الساحل الغربي للخليج، إضافة إلى إرتباط الدولتين بحقول الغاز المشتركة.

العراق سيكون ميدان الحرب الإيرانية..

وخَلُص “العجمي” إلى أن “العراق” سيكون هو الميدان الذي اختارته “إيران” لمواجهة “أميركا”، ففي “العراق”، “حشد شعبي”، تشكلت غالبية فصائله وتدربت وتسلحت وتمذهبت سياسيًا على “ولاية الفقيه”، وتدين بالولاء لـ”طهران” علنًا من دون مواربة أو خجل، وبالتالي فـ”الحشد الشعبي” استمرار لإستراتيجيتها للحروب والتدخل بالوكالة، وقد بدأت رسائل هذا الميدان تصل تباعًا؛ وآخرها هجمات على مجمع لشركات نفطية غربية، جنوب “البصرة”، وعلى قاعدة عسكرية أميركية، بالقرب من “الموصل”، وذلك خلال ساعات من إعلان “الولايات المتحدة” إرسال ألف جندي إضافي إلى المنطقة، بعد الهجمات على ناقلات نفطية، أشارت أصابع الاتهام بعدها إلى “إيران” بإرتكابها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب