24 أبريل، 2024 8:02 م
Search
Close this search box.

رغم إعلانات الانتصار عليه .. شبح “داعش” يخيم على العام 2018 وأمواله تضمن بقاؤه سنوات !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

رغم ما يشاع على مستوى الدوائر الرسمية من الانتصار على تنظيم (داعش) الإرهابي، أواخر عام 2017 في “العراق”، وما تلاه من أنباء من تحقيق انتصارات نوعية على جيوب (داعش) المتبقية في “سوريا”، خلال 2018، سواء في “العراق” أو “سوريا”، إلا أن الأحداث التي تلت إعلان الانتصار تؤكد عكس ذلك.

فوفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي؛ تصدر (داعش) قائمة التنظيمات الإرهابية الأشد فتكًا، خلال العام 2017.

أما في عام 2018؛ فتشير الإحصائيات إلى أنه خلال الفترة من الأول من  كانون ثان/يناير وحتى الثامن عشر من كانون أول/ديسمبر 2018، نفذ (داعش)، بأفرعه العديدة، 403 هجمات إرهابية، تسببت في سقوط 2786 قتيلًا في 22 دولة تنشط فيها عناصر “تنظيم الدولة”.

وكان “العراق” قد أعلن، في كانون أول/ديسمبر 2017، بعد 3 سنوات من سيطرة التنظيم على ثلث مساحة البلاد، من استعادة كامل أراضيه من قبضة “تنظيم الدولة” بدعم من التحالف الدولي؛ بقيادة “الولايات المتحدة”.

ارتفاع عدد الهجمات..

ويكشف تقرير لـ”مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية” الأميركي، (CSIS)، أن عدد هجمات (داعش) قد ارتفع، خلال عام 2018، مقارنة بالعام 2016، وهو العام الذي كان قد بدأ فيه التهاوي.

ويشير التقرير إلى أن عدد الهجمات التي كان (داعش) ينفذها، في الشهر الواحد، كانت 60 هجمة في العام 2016، عندما كان التنظيم في أوج قوته ويسيطر على 30% من أرض “العراق”، وله من المسلحين في “العراق”، (10000 – 25000) مسلحًا.

والآن؛ وبعد أن خسر (داعش) 99% من المناطق التي كان يسيطر عليها، بلغ معدل عدد العمليات الهجومية التي نفذها هذا العام، 75 عملية في الشهر، حسب تقرير المركز الأميركي، لكن هذا المعدل أقل من المعدل الشهري للسنة الماضية، وكان 89 عملية في الشهر.

تراجع عدد القتلى..

ورغم ارتفاع عدد هجمات (داعش)، مقارنة بالعام 2016، فإن عدد القتلى من جراء تلك العمليات أقل بكثير، حيث يشير التقرير إلى أن عدد القتلى، جراء هجمات العام 2016، كان 6217، لكن العدد تراجع في 2017؛ إلى 5339، وإلى 1656 في العام 2018.

تراجع هجمات المدنيين وارتفاعها على العسكريين..

كما أوضح التقرير أن نسبة هجمات (داعش)، التي تستهدف المدنيين، تراجعت في مقابل ارتفاع نسبة الهجمات، التي تستهدف المنشآت الحكومية والعسكرية، إذ تفيد الإحصائيات بأن (داعش) نفذ 588 هجومًا في العام 2016، استهدف في 473؛ منها مواقع مدنية، بينما استهدف بـ 115 منها منشآت حكومية وأمنية، وارتفع عدد الهجمات في السنة الماضية إلى 998، استهدفت 635 منها مواقع مدنية، بينما استهدفت 363 منها مواقع حكومية وعسكرية.

كما نفذ (داعش)، خلال هذا العام، 666 هجمة استهدفت 272 منها مواقع مدنية، واستهدفت 394 منها منشآت حكومية وأمنية.

واستمر ارتفاع عدد العمليات الهجومية لـ (داعش)، في محافظة “صلاح الدين” العراقية؛ على مدى الأعوام الثلاثة الأخيرة، فقد كانت 52 في 2016، و146 في 2017، و166 في الأشهر العشرة الأولى من 2018.

فيما كان عدد هجمات (داعش)، على محافظة “بغداد” 55 هجومًا في العام الحالي، أي نحو نصف عدد هجمات السنة الماضية، وفي العام 2016 استهدف (داعش) المراكز المدنية والحكومية في “بغداد” 102 مرة.

وكانت أولى عمليات التنظيم، في شباط/فبراير الماضي، بعدما نصب كمينًا لوحدة استخباريّة تابعة لميليشيا “الحشد الشعبي”، الموالية للحكومة، في منطقة “الحويجة” غرب “مدينة كركوك” في العراق، وقُتل 27 منهم، وهي كانت بمثابة إعلان عودة التنظيم إلى العمل بنفس الطريقة التي بدأ بها؛ قبل فرض هيمنته على مساحات واسعة تمتدّ ما بين غرب “العراق” إلى شرق “سوريا”.

تحميل الحكومة مسؤولية عودة التنظيم..

وحمّل مسؤول عراقي سابق، حكومة “بغداد”، المسؤولية عن عودة “تنظيم الدولة” من جديد، مؤكدًا الإعلان عن إنتهاء (داعش)؛ سيسهم في بقاء التنظيم وتوفير ملاذات آمنة له في شمال وغرب البلاد.

وقد اتهم “نجم الدين كريم”، محافظ “كركوك”، في مقابلة خاصة مع صحيفة (الإندبندنت) البريطانية، السلطات العراقية، بـ”الكذب”، في مسألة النصر على (داعش)، مشيرًا إلى أن التنظيم لن يكون قادرًا على الإستيلاء على الأراضي كما فعل سابقًا، لكنه سوف يستمر بالقتال.

مؤكدًا أنه ما زال لدى التنظيم ملاذات آمنة؛ كما أنه يعتمد على السكان العرب السنّة الساخطين، الذين شرّدتهم الحرب ويأتون من “بغداد” والمحافظات المحيطة بها، خوفًا من قمع الميليشيات الشيعية، قائلاً: “هناك 200 ألف سُني نازح في كركوك من قرى وبلدات سيطر عليها تنظيم الدولة، ولكن حتى بعد تحرير تلك المناطق فإنه لا يسمح لأهلها بالعودة إليها”.

معارك استنزافية..

وقال الخبير العسكري العراقي، العميد الركن “خليل الطائي”، إنه وفقًا للمفهوم الإستراتيجي للحروب والخطط والغايات العسكرية؛ فإن (داعش) مازال يحتفظ بروح القتال والإصرار على المطاولة الميدانية.

مضيفًا أن إستراتيجية “تنظيم الدولة”؛ هي إدارة أكبر ما يمكن من المعارك الاستنزافية وفق حرب طويلة الأمد ومفتوحة الجغرافية، ووفق هذه الإستراتيجية فإن غايته العسكرية لن تتوقف بفقدان مدينة أو مساحة جغرافية معينة.

وأوضح أن التنظيم إذا فقد موقعًا سيقاتل بمناطق أخرى، كما أنه مايزال يحتفظ بمناطق عديدة ضمن الجغرافية العراقية، ولهذا هو مايزال ضمن إستراتيجيته المفتوحة الجغرافية والتوقيتات.

جبل من الأموال يضمن بقاؤه لسنوات..

وقالت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، إنه بعد أكثر من عام على إنهيار دولته المزعومة في “العراق” و”سوريا”، فإن تنظيم (داعش) الإرهابي يجلس فوق جبل من الأموال والذهب الذي تم نهبه، وقد خزنه قادته لتمويل العمليات الإرهابية وضمان بقاء التنظيم لسنوات في المستقبل، ذلك بحسب مسؤولو المخابرات وخبراء الإرهاب.

وبحسب تقرير للصحيفة الأميركية، فإنه خلال انسحاب عناصر (داعش) من معاقلهم السابقة في “العراق” و”سوريا”، كانوا يحملون مبالغ طائلة بالعملات الأجنبية والعراقية والعملة الذهبية، التي يقدرها خبراء مستقلون أن تصل إلى حوالي 400 مليون دولار، وكلها تقريبًا نُهبت من البنوك أو حصلت عليها من خلال شركات إجرامية.

وبينما تم دفن بعض هذه الكنوز أو إخفاءها، قام قادة التنظيم بغسل عشرات الملايين من الدولارات؛ من خلال الاستثمار في أعمال شرعية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، خلال العام الماضي، حسبما قال مسؤولون.

ويقول محللون إن هذه الأموال تهدف جزئيًا إلى تمويل عودة (داعش) في المستقبل، وهو احتمال يخشى بعض الخبراء من تحقيقه سريعًا بسبب انسحاب القوات الأميركية من “سوريا”، الذي أعلن عنه الرئيس، “دونالد ترامب”، هذا الأسبوع.

وجهات النظر الجديدة بشأن ممتلكات (داعش)، برزت جراء غارات في الأسابيع الأخيرة على أعمال في “بغداد وأربيل” وفي “إقليم كُردستان” ذي الأغلبية شبه المستقلة. وتتبع المحققون تدفق ملايين الدولارات من عائدات (داعش) من خلال شبكات مصرفية لها روابط مع “تركيا والعراق وسوريا”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب