10 أبريل، 2024 11:55 ص
Search
Close this search box.

“رضا شاه” : يجب إسقاط نظام الجمهورية لاستعادة إيران العلمانية

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

في أحدث التظاهرات التي تجتاح عموم “الجمهورية الإيرانية”، انضم شاب يُدعى، “رضا أوتادي”، إلى جيرانه في شوارع “الكرج”، وردد الجميع شعار “الموت للديكتاتور” و”يجب أن يختفي رجل الدين” !!.. بعد ذلك تعرفت الأجهزة الأمنية على “رضا”؛ وأطلق رجال الشرطة النار على الشاب، البالغ من العمر 26 عامًا، بينما كان في طريقه إلى المنزل، ليلة 8 آب/أغسطس الجاري.

ولا يوجد المزيد من المعلومات عن “رضا أوتادي”. نحن نعرف أنه كان صاحب محل ويستعد للزواج. في حزيران/يونيو الماضي؛ كتب على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)، والتي احتوت تغريدة واحدة فقط: “تغيير النظام الإيراني، لأجل الحرية، الحياة الأفضل، الهدوء، الأمن الاقتصادي والنفسي، الضحك دون ضغوط”.. لقد بدا في هذه التغريدة الوحيدة مهمومًا، لكن مصمم، وسجل “رضا أوتادي” المطلب الأساس للأمة الإيرانية. بحسب ما نشره موقع (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.

مرض “الجمهورية الإيرانية”..

وتمثل التظاهرات الأخيرة في “إيران” فصلاً جديدًا من مساعي الشعب الإيراني، على مدى أربعين عامًا تقريبًا. وهذه التظاهرات تختلف عما يروج له النظام بأنها تتعلق بالمشكلات الاقتصادية فقط، (كما أسعار البيض)، فهي تشمل قطاعات أكبر وتنطوي على أهداف أعمق من أي موضوع اقتصادي واجتماعي.. فالحركة الاعتراضية في “إيران” تجسد إنعدام العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للحياة تحت نظام “الجمهورية الإيرانية”، وتعطي مؤاشرت على مرض واحد هو “الجمهورية الإيرانية” سواءً الإيديولوجية أو الهيكل.

ومن ثم تستهدف هذه الحركة الاعتراضية جذور هذا المرض، وليس مجرد مظاهره كالفساد أو القمع. يقول “رضا بهلوي الثاني”؛ في مقاله على موقع (راديو الغد)، إن رفاقي يسعون إلى إنهاء الجمهورية الإيرانية ليس لأنها نظام سلطوي وفاسد وغير كفء، ولكن لأنها نظام غير إيراني معادي لإيران.

تغيير معالم وحضارة إيران..

لقد عمدت “الجمهورية الإيرانية”، منذ البداية، إلى تخريب “إيران” عبر تحويلها من أمة إلى مجرد انتفاضة. لقد غيرت “الجمهورية الإيرانية” علم دولة موغلة في القدم، وحالوا دون تدريس تاريخنا وأدبنا؛ ولا أدل على ذلك من منع النظام تجمعات الإيرانيين عند مزارات أبطالهم العظام أمثال “كوروش الكبير” و”الفردوسي”.

ففي النظام الطبقي، القائم على التمييز المذهبي والقومي، يحتل كل إيران مكانة اجتماعية وقانونية خاصة، بحيث تكون المرأة والأقليات الدينية مواطنون من الدرجة الثانية والثالثة أو أدنى من ذلك. ويقمع الشعر والموسيقى بشكل وحشي في بلد اُشتهر بالشعر والموسيقى.

لقد نفد صبر الإيرانيين. وهتفوا بعزم راسخ في شوارع إيران وعلى شبكات التواصل الاجتماعي شعار: “نموت، نموت، وسوف نسترد إيران”.. إذ يطلب الإيرانيون، بخلاف الحرية والعدالة، العظمة والفخر والاحترام لبلدهم. إنهم يريدون استعادة المكانة التي تليق بهم على الصعيد العالمي.

هم يريدون الشهرة بسبب خدماتهم العملية الكبيرة وثقافتهم القديمة. يريدون الحصول على إدارة بلدهم وفتح طريق مضيء أمام التنمية والحداثة. يريدون سمة الصديق المقرب والشريك الجدير بالثقة. بعبارة أخرى، رفاقي يريدون استعادة “إيران” من “الجمهورية الإيرانية”.

يجب إسقاط النظام لإقرار الديمقراطية العلمانية..

لقد احتفل النظام، في شباط/فبراير الماضي، بالذكرى التاسعة والثلاثين لتأسيس “الجمهورية الإيرانية”، ولم يكن قبلاً مكروهًا وغرقًا في الأزمات إلى تلك الدرجة، إذ يواجه النظام بشكل متزامن عددًا من التحديات الوجودية، والتي كان هو نفسه سببًا فيها: “اقتصاد مضطرب، قضاء على البيئة، تفسخ القوات الأمنية، مظاهرات عامة واعتصامات عمالية غير مسبوقة”، والأهم شعب لا يخاف يمارس يوميًا وبشكل متزايد أنشطة عصيان ومقاومة.

وكما الكثير من الأنظمة السلطوية، تحكم “الجمهورية الإيرانية” الشعب بالخوف. فقد رد النظام على أحدث التظاهرات الإيرانية بنفس الإجابة: “الإهانات، والتهديد، والسجن، والتعذيب، وقتل الأبرياء”. مازال النظام يسعى للحيلولة دون التنسيق الشعبي بقطع الاتصالات والإنترنت في “طهران، والكرج، وقم” والمدن الأخرى، حتى لا يستطيع المتظاهرون إشراك العالم في مقاومتهم وما يعترضون له من إجابات وحشية.

لقد دافعت، منذ عقود، عن إقرار الديمقراطية العلمانية في “إيران”، وقلت إن طريق الوصول إلى الهدف يبدأ بقبول حقيقتين: الأولى.. أن نظام “الجمهورية الإيرانية” يمثل تهديدًا للوجود الإيراني، والثانية.. يستحيل إصلاح “الجمهورية الإيرانية”.

وهذا المسار يتطلب عصيان مدني ومظاهرات عامة واعتصامات وطنية تنتهي بإسقاط النظام. وهو نفس الشيء الذي تتفق عليه “إيران” في الوقت الراهن. وبعد سقوط النظام يجب استكمال المسار بإقامة انتخابات حرة ونزيهة تنتهي بتشكيل مجلس تأسيسي. وأخيرًا لابد من استفتاء الشعب على إقرار الديمقراطية العلمانية تكفل حقوق المواطنة للجميع.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب