8 أبريل، 2024 1:52 م
Search
Close this search box.

رصد أميركي .. كيف يتأذى العراقيون من دخان الحرب بالوكالة بين “إيران” و”أميركا” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

لم ير “العراق” يومًا جيدًا منذ سنوات؛ حيث تلقى الحرب والاضطرابات والفوضى بظلالها الثقيلة على هذا البلد منذ أكثر من (120) عامًا. بحسّب ما استهل “سعيد جعفري”؛ تقريره المنشور على موقع (راديو الغد) الأميركي، الناطق بالفارسية.

ومنذ بداية الحرب على “غزة”؛ ازدادت المخاوف من تورط “بغداد” في هذه الأزمة ومضاعفة مصائب العراقيين. والبعض يعتقد أن “العراق” يشعر حاليًا بتداعيات هذه الحرب؛ حيث يؤذي دخان الحرب بالوكالة؛ بين الفصائل الموالية لـ”الجمهورية الإيرانية” و”الولايات المتحدة الأميركية”، عيون العراقيين.

ومؤخرًا لقي أحد القيادات بـ (كتائب حزب الله) العراقي؛ المقربة من “طهران”، مصرعه إثر استهداف سيارته بطائرة مُسيّرة. وأكد بيان “القيادة المركزية الأميركية”، تورط القيادي المقتول في الهجوم على القوات الأميركية بالقاعدة الأردنية؛ حيث لعب دورًا كبيرًا في تخطيط وتنفيذ الهجوم.

في المقابل؛ أعلن بيان (حزب الله) مقتل اثنين من القيادات؛ هما: “أركان العلياوي” و”وسام محمد صابر الساعدي”؛ الشهير: بـ “أبو باقر”، في “بغداد”.

يأتي هذا الهجوم بعد أيام على تنفيذ القوات الأميركية ضربات جوية على قواعد للميليشيات الشيعية في “العراق وسورية”، وكذلك قوات (فيلق القدس)؛ الأمر الذي أثار احتجاج حكومة “بغداد” المركزية، وحذر “محمد شيّاع السوداني”؛ رئيس الوزراء العراقي، من تنفيذ عمليات مشابهة وإلا سيُنهي مهمة القوات الأميركية في “العراق”. لكنه هو نفسه يعلم أن الأوضاع في “العراق” أكثر تعقيدًا من الكلام، وأن تُعارض مصالح القوى الإقليمية والدولية في “العراق” سبب سوء الحالة في البلاد على هذا النحو.

الحرب بالوكالة بين “إيران” و”أميركا” في العراق..  

وفق إعلان (البنتاغون)، نفذت الميليشيات المحسّوبة على “إيران”؛ (منذ بداية الحرب على غزة)، أكثر من: (165) هجومًا على القوات والقواعد الأميركية في “سورية والعراق”، وكلها تعبيرًا عن رفض العمليات العسكرية الإسرائيلية في “قطاع غزة”.

بعبارة أبسّط؛ دفعت الحرب الراهنة في “غزة”، الميليشيات الموالية لـ”الجمهورية الإيرانية” في “العراق” إلى استهداف القوات الأميركية على سبيل الانتقام، وهي عمليات تُهدد قبل أي شيء آخر استقرار وأمن “العراق”.

وكانت “جينين هنیس-پلاسخارت”؛ المبعوث الخاص لـ”الأمم المتحدة” في العراق، قد حذرت في جلسة “مجلس الأمن”، من تأثير الهجمات المستمرة ضد القوات الأميركية على استقرار “العراق”، رُغم جهود حكومة “بغداد” للحيلولة دون تدفق الحرب على “غزة” إلى داخل “العراق”.

سقوط “صدام” وانهيار موازنة القوى في النظم الإقليمية..

بعد سقوط نظام “صدام حسين”؛ عام 2003م، تغيرت موازنة القوى في النظام الإقليمية لصالح “الجمهورية الإيرانية”.

وبينما كان يُشّكل مثُلث “طهران، وبغداد، والرياض”، منظومة موازنة القوى، انهار فجأة أحد أضلاع المثُلث واستغلت “طهران” الفرصة لملء فراغ القوة. وبالنظر إلى أغلبية الشيعة في “العراق”، تمكنت “طهران”؛ بدعم من الفصائل الشيعية من توطيد نفوذها السياسي، والعسكري، والأمني في “العراق”.

وسّعت “السعودية”؛ عقب سقوط “صدام”، للتأثير على أتون السياسة في هذا البلد، وقد برز ذلك في التحالفات الانتخابية بين التيارات الموالية لـ”السعودية” في “العراق”، لكن بمرور الوقت نأت “السعودية” عن أجواء المنافسة مع “إيران” في “العراق”، وضاعفت الأخيرة من نفوذها في هذا البلد.

واستمرار السياسات الإيرانية أدى إلى تشّكيل سواعد قوية ومعقدة من الميليشيات العراقية الموالية لـ”الجمهورية الإيرانية”، تُقاتل في المنطقة نيابة عن “طهران”، وتُهاجم أعداد “الجمهورية الإيرانية”.

وتحصل هذه الفصائل على دعم مالي ولوجيستي من “إيران”؛ لقاء تنفيذ سياساتها في الشرق الأوسط؛ وبخاصة “العراق”.

العراق” ساحة للهجمات بالمُسيّرات والصواريخ..

خلال العامين الأخيرين؛ قصفت “الجمهورية الإيرانية” عدة مرات مناطق في “إقليم كُردستان العراق”، الأمر الذي أثار استياء شعبي عام بين الأكراد والعراقيين عمومًا.

في حين استهدفت الميليشيات الموالية لـ”الجمهورية الإيرانية”، أهداف لـ”الولايات المتحدة”، سواءً في “العراق” أو في مناطق أخرى. ورد الفعل الأميركي في بعض المواقف تسبب في تحول “العراق” إلى ساحة للحرب بالوكالة بين الطرفين، وأصبحت أنباء قصف “العراق” أمرًا عاديًا.

ولطالما طالبت القيادات العراقية المختلفة؛ خلال السنوات الأخيرة، إلى الطرفين، الحرص على عدم تحول “العراق” إلى ساحة للصراع بينهما، لكن لم تلق أي من هذه المطالب صدى وتحول “العراق” بالفعل إلى ساحة للصراع بين الأطراف الإقليمية وفوق الإقليمية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب