رسميًا .. العراق يحذر “طهران” من مخاطر الانسحاب الأميركي

رسميًا .. العراق يحذر “طهران” من مخاطر الانسحاب الأميركي

خاص : كتابات – بغداد :

في رد فعل مباشر لافت للنظر وجهت السلطات العراقية، أمس الخميس، تعهدات رسمية بتقديم مزيد من الضمانات بحماية البعثات الأجنبية، بعد قرار “واشنطن” المبدئي بغلق سفارتها في “بغداد”، إثر تعرضها لهجمات شبه يومية بصواريخ (الكاتيوشا) التي تطلقها ميليشيات موالية لـ”إيران”، خصوصًا منذ بدء الحوار الاستراتيجي بين “بغداد” و”واشنطن”، في حزيران/يونيو الماضي.

إبلاغ طهران بمخاطر انسحاب القوات الأميركية..

عقد، أمس، وزير الخارجية العراقية، “فؤاد حسين”، اجتماعًا مع سفراء دول “الاتحاد الأوروبي” في العراق؛ استعرض خلاله جهود الحكومة في مجال تأمين البعثات العاملة في العراق وتنظيم عملها.

وأعرب “حسين”، بحسب بيان صادر عن الخارجية، عن: “تطلع العراق لتفعيل علاقات التعاون في ضوء اتفاقية التعاون والشراكة بين الجانبين”. كما ناقش “وضع المنظمات الأوروبية غير الحكومية في العراق وضرورة تذليل العقبات التي تعترض عملها”.

وبحث الوزير العراقي مع السفير الأميركي في بغداد، “ماثيو تولر”، الإجراءات التنظيمية لإيجاد بيئة ملائمة لعمل البعثات في بغداد، وناقشا قرار “واشنطن” المبدئي بغلق السفارة. ويأتي هذا اللقاء في سياق لقاءات عدة أجراها مسؤولون عراقيون كبار مع السفير الأميركي لحمل “واشنطن” على العدول عن قرار غلق السفارة، والتحذير مما يمكن أن يترتب عليه من تداعيات سلبية على العراق والمنطقة.

وفي هذا السياق؛ أعلن وزير الخارجية العراقي أنه أبلغ الجانب الإيراني بمخاطر انسحاب القوات الأميركية من العراق. وقال “حسين”، في مقابلة تليفزيونية، إنه أجرى اتصالات مع وزراء خارجية غربيين لحث “الولايات المتحدة” على العودة عن قرارها، مشددًا على أن: “هناك قرارًا بوقف الهجمات على سفارات غربية في بغداد، وفتح تحقيق بالهجمات”.

ورأى أن بلاده تحتاج “حوارًا شفافًا وواضحًا مع إيران، وفق أسس معلومة”، لافتًا إلى أنه شرح للمسؤولين الإيرانيين، خلال لقاءاته معهم، الوضع الراهن، وأنه يتوقع من طهران “القيام بخطوات إيجابية تجاه العراق”. وشدد على أنه: “لا يمكن القبول بفصائل مسلحة خارج إطار الدولة … والهجمات ضد المنطقة الخضراء والسفارات والمواطنين يجب أن تتوقف بلا ثمن”، مشيرًا إلى التواصل مع الأحزاب والقيادات السياسية “لشرح خطورة الوضع”. وأكد: على “إلقاء القبض على مجموعة من الأشخاص المتهمين بالهجمات”.

واشنطن لم تهدد بإغلاق سفارتها..

وأشار “حسين”، بحسب صحيفة (الشرق الأوسط)، إلى أن: “الهجمات على البعثات والمطار تسببت بتفكير الإدارة الأميركية بسحب سفارتها من بغداد”. لكنه شدد على أن: “الولايات المتحدة لم تهدد بإغلاق السفارة”.

وقال إن وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، قد أبلغ، خلال الاتصالات مع القيادة العراقية: “بقلق إدارته من زيادة الهجمات على المنطقة الخضراء ومطار بغداد، وعبر عن رأي الإدارة بالوضع الأمني وكيفية التعامل مع السفارة”.

وأوضح أن: “انسحاب السفارة الأميركية يؤثر في علاقات العراق مع كثير من البعثات الأوروبية والعربية”، لافتًا إلى أن: “بعض الدول تحرك باتجاه الولايات المتحدة لحثها على عدم الانسحاب … وجميع الدول الغربية والعربية في حالة قلق من القرار”.

على واشنطن دعم “الكاظمي” !

وبينما شكل رئيس الوزراء، “مصطفى الكاظمي”، لجنة حكومية عليا برئاسة مستشار الأمن القومي، “قاسم الأعرجي”، للكشف عن الخروقات الأمنية والتوصل إلى مطلقي الصواريخ، نفى “حسين” معرفته بأي معلومات حول توصل ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة، “غينين بلاسخارت”، إلى اتفاق مع (الحشد الشعبي)، موضحًا أنه شرح للجانب الإيراني “مخاطر انسحاب القوات الأميركية من العراق”.

وأكد السفير الأميركي الأسبق في العراق، “رايان كروكر”، أنه يتوجب على الولايات المتحدة عدم اللجوء إلى خيار غلق سفارتها في بغداد. وقال “كروكر”، في تصريحات صحافية، أمس، إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تمارس “صبرًا استراتيجيًا” لدعم العراق. واعتبر أن غلق السفارة الأميركية في العراق سيكون أمرًا غير مقبول، داعيًا “واشنطن” إلى إيجاد طرق لدعم “الكاظمي”.

واعتبر أستاذ الأمن الوطني، الدكتور “حسين علاوي”، أن: “العراق بات يحتاج اليوم إلى حوار سياسي بشأن كيفية ضبط السلاح خارج الدولة بصرف النظر عن المبررات، لا سيما أنه خرج عن قواعد العمل الذي يهدف إليه”.

وأضاف لـ (الشرق الأوسط)؛ أن: “الحوار الوطني صار ضرورة ملحة لأنه من دون هذا الحوار، فإن عمليات الاستهداف للمنطقة الخضراء ستستمر، طالما أن هناك رسائل سياسية يراد بعثها عبر هذه الصواريخ مرتبطة بشكل واضح بالصراع (الأميركي-الإيراني)، وهو ما يعمل الكاظمي على تجنيب العراق مخاطره”. وأوضح أن: “الحوار الاستراتيجي، الذي يقوم به الكاظمي منذ شهور مع واشنطن، هو الذي يحدد طبيعة الوجود الأميركي الذي لن يتعدى في كل الأحوال الوجود الاستشاري”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة