بغداد – كتابات
بالدلائل وبعد الفحص أكد الطب العدلي “قسم التشريح” أن المواطن العراقي ماهر راضي عبد الحسين البالغ من العمر 36 عاما قد تعرض للتعذيب الشديد ما أدى إلى وفاته داخل مركز شرطة الغري في محافظة النجف.
التقرير الذي سربته دائرة الطب العدلي الجمعة 26 تموز / يوليو 2019، أثبت أن ادعاءات شرطة النجف بأن “ماهر” كان يعاني من فشل كلوي غير صحيحة، وأن الفشل وقع بعد التعذيب نتيجة الضرب بقسوة على جسده ما أدى إلى إخراج “الزلال العضلي” من الخلايا العضلية المتضررة إلى الدم ثم إلى الكليتين حيث الأنابيب الكلوية التي ترسب فيها هذا الزلال مسببا انسداد أدى إلى الفشل الكولي ثم الوفاة نتيجة مضاعفاته، وكل ذلك نتيجة السحق المستمر لجسده على يد معذبيه.
الوثائق أظهرت كذلك علامات تقييد وسحجات مندملة حول المعصمين والكاحلين، ما يؤكد تعمد التعذيب والتحضير له.
يأتي تسريب التقرير بعد يوم من إعلان محكمة تحقيق النجف توقيف مدير مكتب مكافحة إجرام الغري وضابط التحقيق، وإصدار أمر قبض بحق ضابط آخر على خلفية وفاة متهم في مكتب المكافحة، خاصة بعد تأكيدهم في بداية الأمر أن مواطن النجف كان يعاني من فشل كلوي أدى إلى وفاته وهو ما تبين لاحقا بالتشريح سبب حدوثه.
وكان السلطات الأمنية في النجف قد ذكرت أنه تم إلقاء القبض على المتهم المذكور، وفق المادة 444 بموجب أمر قضائي وتم التحقيق معه في اليوم الأول وعرضه أمام قاضي التحقيق وانتهى التحقيق معه، مضيفة أنه بعد نحو 15 يومًا تدهورت حالته الصحية وعلى إثرها تم مفاتحة القضاء ونقله إلى مستشفى الصدر التعليمي ويتوفى بعد نحو 3 أيام، لكن محاميه أثبت أنه تعرض للتعذيب ونجح في تفويت الفرصة أمام محاولات التلاعب في التقرير الطبي.