سلم رئيس الحكومة العراقية المكلف حيدر العبادي نسخة من تشكيلته الوزارية الى رئيس البرلمان سليم الجبوري الذي حدد الساعة الثامنة من مساء يوم غد الاثنين لعقد جلسة برلمانية طارئة لمنحا الثقة. فقد تسلم الجبوري اليوم من العبادي مرشح التحالف الشيعي ورقة تتضمن الحقائب الوزارية وشاغليها لحكومته التي كلفه بتشكيلها الرئيس العراقي فؤاد معصوم في 11 من الشهر الماضي شرط الانتهاء من مهمته خلال شهر واحد بحسب الدستور العراقي وبذلك يكون العبادي سيقدم تشكيلته الى البرلمان في الساعة الثامنة من مساء الاثنين (الخامسة مساء بتوقيت غرينتش) قبل يوم من انتهاء المهلة الممنوحة له وذلك لنيل ثقة البرلمان على وزرائها الذي سيصوت عليهم بالموافقة او الرفض واحدا بعد الاخر.
وفي وقت سابق اليوم اكد العبادي ان تأخير اعلان حكومته كان بسبب رفضه لمرشحين لها لايحملون مواصفات النزاهة والكفاءة .. وقال ان التشكيلة الوزارية لحكومته هي الان في مراحلها الاخيرة .. واوضح ان أسباب تأخر اعلانها جاء بسبب تأخر كتل في تسليم مرشحيها وإصرار كتل اخرى على طرح مرشحين لا اجد فيهم المواصفات التي طلبتها .. وشدد بالقول “كنت أتمنى أن تتعاون جميع الكتل السياسية في سرعة تشكيل الحكومة وهم يرون التحديات التي تواجه البلاد وانتظار العراقيين لها” كما نقل عنه مكتبه الاعلامي. وكان العبادي اشترط في وقت سابق ان يتصف مرشحو الوزارات بالكفاءة والنزاهة وعدم تسجيل عمليات فساد ضدهم.
ماكورك ضغط على الكتل السياسية
وكان مصدر قريب من مفاوضات الكتل السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة قد ابلغ “أيلاف” في اتصال هاتفي من بغداد صباح الاحد ان الحكومة ستعلن غدا الاثنين بضغط اميركي يقوده مساعد نائب وزير الخارجية بريت ماكورك الذي حل في بغداد خلال اليومين الماضيين. واشار الى ان بريت قد اقنع الكتل السياسية الثلاث الشيعية والسنية والكردية بالاتفاق اولا على تشكيل الحكومة وترك بعض القضايا المختلف عليها الى المرحلة التي تعقبها.
واكد المصدر ان التشكيلة الحكومية التي ستعلن يمكن وصفها بحكومة الامر الواقع لان الكتل الثلاث غير راضية عنها فبالنسبة للشيعة هناك خلافات بين فصائلها حول توزيع الحقائب الوزارية وخاصة بين المجلس الاعلى الاسلامي برئاسة عمار الحكيم ومنظمة بدر بزعامة وزير النقل هادي العامري. اما السنة فانهم يشكون من عدم حصولهم على وزارات مهمة وان الحقايب التي منحت لههي لوزارات هامشية .. فيما يشكو الاكراد من عدم الاستجابة لمطاليبهم وخاصة بالنسبة لاطلاق مرتبات موظفي اقليم كردستان التي اوقفها رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي منذ ستة اشهر ومحاولات سحب حقيبة الخارجية منهم.
واوضح المصدر ان بريت ضغط بأتجاه اعلان الحكومة الاثنين المقبل قبل انتهاء الفترة الدستورية التي منحت للعبادي للانتهاء من تشكيلته الحكومية التي كلفه بها الرئيس العراقي فؤاد معصوم في 11 من الشهر الماضي. وقال ان بريت قد اقنع الكتل السياسية بتأجيل بحث القضايا المختلف عليها الى مابعد تشكيل الحكومة التي ينتظرها المجتمع الدولي وخاصة حلف الناتو لوضع اسس دعمها في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”.
واشار المصدر الى ان العبادي قد كثف من اتصالاته وواصل اجتماعات مغلقة ومنفردة خلال الساعات الاخيرة مع اطراف في التحالف الشيعي لانهاء الخلافات فيما بينها حول توزيع الحقائب الوزارية. وقد اتهم العبادي بعض سياسيي الكتل باستغلال عامل الوقت لفرض بعض الشروط .. وشدد في بيان صحافي وزعه مكتبه الاعلامي على انه “لن يقبل بأي شروط تكون غير دستورية”.. عازياً أسباب تأخر تقديم تشكيلة الحكومة إلى إصرار بعض الكتل على تقديم مرشحين لا تتوفر فيهم الشروط المطلوبة من ناحية الكفاءة والنزاهة.
وفي هذا الاطار قال المصدر ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري سيزور بغداد فور اعلان الحكومة الجديدة لاجراء مباحثات مع رئيسها العبادي لبحث تشكيل تحالف لمحاربة تنظيم “داعش” ليس في العراق وسوريا فقط وانما بكل منطقة يتواجد فيها.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قال الخميس الماضي “يجب ان تكون هناك حكومة عراقية جامعة ونحن مستمرون بالضغط لتحقيق ذلك وعندما تكون هذه الحكومة فان احتمال ان تكون القوات العراقية اكثر فاعلية” .. واضاف ان “دراسة قوانين كاجتثاث البعث واعطاء الناس فرص للانخراط بوظائف حكومية ومع إستراتيجية حكومية صحيحة، يمكن ان نحقق تقدما على مستوى الامن في العراق”.