24 أبريل، 2024 9:42 ص
Search
Close this search box.

رسالة سرية تكشف .. تفاصيل اجتماع “مزرعة كروفورد” بين “بوش” و”بلير” لهندسة وتدشين احتلال “العراق” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

نشر موقع (ميدل إيست آي) البريطاني؛ تقريرًا للمرة الأولى حول رسالة سرية: “حساسة بشكل استثنائي” مهدت لغزو “العراق”.

وكشفت هذه الرسالة عما دار في الاجتماع الشهير بين: الرئيس الأميركي؛ “جورج بوش”، ورئيس الحكومة البريطاني الأسبق؛ “توني بلير”، في مزرعة “بوش”، في “تكساس”، في نيسان/إبريل 2002، قبل أقل من عام على غزو “العراق”، وكيف خططا للحرب.

وأطلع الموقع البريطاني على نسخة من المذكرة السرية المتعلقة بلقاء المزرعة في “تكساس”، والتي ظلت محل تكهنات كثيرة، برغم أن الاجتماع كان لحظة رئيسة في تصعيد التحرك من أجل القيام بغزو “العراق”، في آذار/مارس 2003. وكتب المذكرة السرية؛ “ديفيد مانينغ”، وهو كان كبير مستشاري السياسة الخارجية لـ”بلير”، الذي رافقه إلى مزرعة “كروفور”، في “تكساس”.

ولفت الموقع البريطاني؛ في تقريره، إلى أن المذكرة أرسلت، وقتها؛ إلى “سيمون ماكدونالد”، السكرتير الخاص الرئيس لوزير الخارجية الأسبق؛ “جاك سترو”، كما تمت مشاركتها مع خمسة مسؤولين بريطانيين كبار آخرين؛ هم: “جوناثان باول”، كبير موظفي “بلير”، ورئيس أركان الدفاع؛ “مايك بويس”، و”بيتر واتكينز”، السكرتير الخاص لوزير الدفاع الأسبق؛ “جيف هون”، والسفير البريطاني الأسبق لدى واشنطن، “كريستوفر ماير”، بالإضافة إلى السكرتير في “وزارة الخارجية” وشؤون الكومنولث؛ “مايكل غاي”.

نص المذكرة..

وفي الآتي نص المذكرة؛ كما نشرها الموقع البريطاني للمرة الأولى :

الموضوع: زيارة رئيس الوزراء؛ (بلير)، لـ”الولايات المتحدة”؛ في الفترة من: 05 – 07 نيسان/إبريل 2002.

تاريخ الإرسال: 08 نيسان/إبريل 2002

من: “ديفيد مانينغ”

إلى: “سايمون ماكدونالد”

وإلى: “جوناثان باول”، السير “مايك بويس”، “بيتر واتكينز”، “كريستوفر ماير”، السير “مايكل غاي”.

كان رئيس الوزراء والسيدة “بلير”؛ ضيفي الرئيس والسيدة “بوش”، في “كروفورد”، “تكساس”، في الفترة من: 05 إلى 07 نيسان/إبريل.

الكثير من مناقشات؛ (بلير-بوش)، كانت شخصية بينهما. وبرغم ذلك، انضممت أنا و”جوناثان باول” إلى الرئيس ورئيس الوزراء؛ في “مزرعة كروفورد” لإجراء محادثات غير رسمية؛ صباح يوم السبت 06 نيسان/إبريل.

رافقت “كوندي رايس”؛ (مستشارة بوش للأمن القومي)، و”أندي كارد”؛ رافق “بوش”.

ومن بين القضايا التي نوقشت: “العراق” ومواضيع أخرى بشكل منفصل.

رسالة حساسة بشكل استثنائي !

هذه الرسالة حساسة بشكل استثنائي؛ وقد أمر رئيس الوزراء بضرورة الإحتفاظ بها بإحكام دقيق، وأنه يجب عرضها فقط على هؤلاء الذين لديهم ضرورة حقيقية للمعرفة؛ ولا ينبغي عمل نسخ أخرى منها.

قال “بوش” أنه؛ ورئيس الوزراء، ناقشا “العراق” بمفردهما على العشاء في الليلة السابقة.

في الوقت الراهن، لم يكن لدى القيادة المركزية الأميركية خطة حرب حول ذلك. التفكير في المستقبل كان، حتى الآن؛ على مستوى واسع ومركزي، بالرغم من أن خلية القيادة المركزية الصغيرة قد تم تشكيلها مؤخرًا، في وضع من السرية الشديدة؛ للنظر في تفاصيل التخطيط العسكري.

وقالت “كوندي رايس”؛ أن 99% من القيادة المركزية لم تكن على علمٍ بذلك.

وعندما يتم إنجاز المزيد من العمل، فإن “بوش” سيكون مستعدًا للموافقة على جلوس المخططين الأميركيين والبريطانيين سوية؛ لدراسة الخيارات. أراد منا العمل من خلال المسائل معًا. ومهما كانت الخطة التي ستتبلور، كان يتحتم علينا أن نضمن تحقيق الانتصار. لا يمكننا تحمل الفشل.

ضرورة طمأنة “تركيا”..

لكن سيكون ضروريًا ضمان أن العمل ضد “صدام” يُعزز الاستقرار الإقليمي؛ بدلاً من تقويضه. ولذلك فقد طمأن الأتراك بأن مسألة تفكك “العراق” وظهور دولة كُردية، ليست مطروحة.

ولكن برغم ذلك؛ كان هناك عدد من المسائل التي لا يمكن حلها. لم يكن يُعرف من هو الذي سيحل مكان “صدام”؛ إذا ومتى أطحنا به. لكنه لم يهتم كثيرًا. كان يعمل على فرضية أن أي شخص، سيكون أفضل. وبرغم ذلك، أيد “بوش” أننا بحاجة إلى إدارة الجانب المتعلق بالعلاقات العامة في كل ذلك، بعناية كبيرة.

وهو موافق على أننا بحاجة إلى وضع “صدام”؛ فورًا، أمام مفتشي “الأمم المتحدة”، وعلينا القول له أننا نُريد دليلاً على زعمه بأنه لم يكن يطور أسلحة دمار شامل. وهذا لا يمكن أن يتحقق، إلا إذا تم السماح لمفتشي “الأمم المتحدة” بالدخول على قاعدة؛ إنه بإمكانهم الذهاب إلى أي مكان داخل “العراق” في أي وقت.

يجب اقتلاع “صدام” قبل الخريف !

وأضاف “بوش” أنه لا يمكن السماح لـ”صدام” أن يكون له رأي في جنسية فريق التفتيش أو تكوينه.

وقال أن التوقيت الزمني لأي عمل ضد “صدام” مهم للغاية. أنه لا يُريد إطلاق أي عملية قبل انتخابات “الكونغرس” الأميركي، في الخريف. وإلا فسيتم اتهامه بالترويج للحرب من أجل مصلحته الانتخابية.

وفي الواقع، كان ذلك يعني أن هناك فرصة متاحة بين: بداية تشرين ثان/نوفمبر ونهاية شباط/فبراير.

على الرغم من أننا قد لا نُقرر القيام بذلك هذا العام على الإطلاق.

وقال رئيس الوزراء؛ أنه ليس بإمكان أحد أن يُشكك في أن العالم سيكون مكانًا أفضل، إذا حدث تغيير للنظام في “العراق”. لكن خلال متابعة خيار المفتشين، كان يتحتم علينا أن نفكر بشكل دقيق في كيفية تحديد الإنذار النهائي لـ”صدام” للسماح لهم بالقيام بعملهم.

كيفية “صُنع” الرأي العام الأوروبي والعالمي ضد “صدام” !

من المُرجح جدًا أن “صدام” سيحاول عرقلة عمل المفتشين واستغلال الوقت. هذا هو السبب في أنه من المهم أننا شددنا على أنه يجب السماح لهم بالدخول في أي وقت؛ وأن يكونوا أحرارًا في زيارة أي مكان أو منشأة.

قال رئيس الوزراء؛ إننا بحاجة إلى إستراتيجية علاقات عامة، تُسلط الضوء على خطر برنامج “صدام” لأسلحة الدمار الشامل؛ وسجله المريع في مجال حقوق الإنسان. ووافق “بوش” بقوة.

وقال رئيس الوزراء؛ إن هذه المقاربة ستكون مهمة في إدارة الرأي العام الأوروبي؛ وفي مساعدة الرئيس على بناء تحالف دولي. سيؤكد رئيس الوزراء للشركاء الأوروبيين أن “صدام” نال فرصة للتعاون.

وإذا فشل “صدام” في القيام بذلك، مثلما توقع، فإن الأوروبيين سيجدون صعوبة أكبر في معارضة المنطق القائل بضرورة اتخاذ إجراءات للتعامل مع نظام شرير يُهددنا ببرنامج أسلحته للدمار الشامل.

سنظل في مواجهة السؤال المتعلق: بلماذا قررنا العمل الآن، وما الذي تغير ؟

ويجب أن يكون الجواب هو: أننا يجب أن نفكر في المستقبل، وأن هذا هو أحد الدروس المستفادة من أحداث 11 أيلول/سبتمبر: الفشل في اتخاذ إجراء في الوقت الملائم، يعني إزدياد المخاطر فقط؛ وهو ما سيُجبرنا على اتخاذ إجراءات أكثر تكلفة لاحقًا.

وافق الرئيس على هذا النمط الجدلي لـ”بلير”.

كما أن وجهة نظر “بوش”، بالرغم من أنه لم يكن ليقول ذلك علنًا، كانت أنه إذا نجح نظام علماني معتدل في خلافة “صدام”، في “العراق”، فسيكون لذلك تأثير إيجابي على المنطقة؛ خاصة على “المملكة العربية السعودية” و”العراق”.

تعليق :

أدلى رئيس الوزراء لي لاحقًا؛ على انفراد، بأنه تحدث مرة أخرى مع “بوش” حول قضية مفتشي “الأمم المتحدة”. وكان “بوش” قد أقر باحتمال أن يسمح لهم “صدام” بالدخول والقيام بأعمالهم الخاصة. وإذا حدث ذلك، فسيتحتم علينا تعديل نهجنا بناءً على ذلك.

وخلال ذلك، فإن الأمر كان يستحق أن يتم تصعيد الضغط على “صدام”؛ وأن يوضح له أنه إذا لم يقبل بالمفتشين، فإننا نحتفظ بالحق في الدخول والتعامل معه.

اخبرني رئيس الوزراء أيضًا؛ أن “بوش” كان واضحًا في رغبته في تشكيل تحالف واسع لسياسته حول “العراق”. وقد أقنعه هذا على ما يبدو بتجاهل هؤلاء الذين ينتمون إلى “اليمين الأميركي”؛ الذين كانوا يُجادلون بأنه ما من حاجة أو جدوى من القلق إزاء موضوع مفتشي “الأمم المتحدة”.

وربما كان “جورج بوش الأب”؛ هو المؤثر حول هذه النقطة. أخبر “بوش”؛ رئيس الوزراء بشكل منفصل، أنه يجب على “الولايات المتحدة” إقامة تحالف للتعامل مع “العراق”؛ بغض النظر عما يقوله: “المتطرفون اليمينيون”.

توضح هذه النقاشات أن التخطيط العسكري لم يتقدم كثيرًا؛ حتى الآن. وسيكون “بوش”، بعدما يتم إحراز المزيد من التقدم، مستعدًا للسماح لمخططينا بمناقشة الخيارات مع القيادة المركزية. ويبدو من الواضح أن “بوش” لم يُقرر حتى الآن، بشكل نهائي أن العمل عسكريًا سيكون ممكنًا في نهاية هذا العام، حتى لو كان قد حدد مؤقتًا فترة ما بين: تشرين ثان/نوفمبر – شباط/فبراير، موعدًا لحملة محتملة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب