23 ديسمبر، 2024 7:59 م

ردع إيران دعاية انتخابية .. بمساعدة واشنطن .. “إسرائيل” تختبر منظومة “أرو-3” للصواريخ !

ردع إيران دعاية انتخابية .. بمساعدة واشنطن .. “إسرائيل” تختبر منظومة “أرو-3” للصواريخ !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعد أيام قليلة من إعلان “إيران” تجربة لإطلاق صاروخ (باليستي) يصل مداه لألف كيلومتر، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي أمس الأول؛ إن بلاده نجحت في اختبار منظومة (أرو-3) للصواريخ الدفاعية (الباليستية)، في ولاية “ألاسكا” الأميركية، ووصف ذلك بأنه إنجاز كبير وتحذير لـ”إيران” في ذات الوقت.

وأضاف “نتانياهو”، الذي يتولى أيضًا “وزارة الدفاع”: “أجرينا خلال الأسابيع الأخيرة؛ ثلاثة اختبارات سرية وخارقة لصاروخ (أرو-3)، وأجريت تلك الاختبارات في ولاية ألاسكا الأميركية بتعاون كامل مع حليفتنا الكبيرة، الولايات المتحدة”.

وتوصف منظومة (أرو-3)، التي شاركت في تصنيعها شركة “بوينغ”، بأنها قادرة على تدمير الصواريخ في الفضاء على ارتفاع يضمن تدمير أي رأس حربي غير تقليدي، وفقًا لوكالة (رويترز) للأنباء.

وقال “نتانياهو”: “نجحت هذه الاختبارات على نحو يفوق الخيال، اعترض (أرو-3)، بنجاح تام، صواريخ باليستية خارج الغلاف الجوي للكرة الأرضية على ارتفاع وسرعة لم نعرف مثلهما بعد. كان الأداء مثاليًا وأصاب الهدف تمامًا في كل مرة”.

وأضاف “نتانياهو”؛ أن إسرائيل “لديها قدرات حاليًا للتحرك في مواجهة الصواريخ الباليستية التي تُطلق علينا من إيران ومن أي مكان آخر”، واصفًا نجاح الاختبار بأنه “إنجاز عظيم لأمن إسرائيل”.

وقال: “على كل أعدائنا أن يعرفوا أن بمقدورنا أن نتفوق عليهم دفاعيًا وهجوميًا”.

وشارك “ديفيد فريدمان”، السفير الأميركي لدى “إسرائيل”، “نتانياهو”، في اجتماع الحكومة الإسرائيلية في “القدس”، يوم الأحد، لمشاهدة مقطع مصور للاختبارات.

يتيح تغطية عالمية شاملة..

من جهتها؛ قالت “وزارة الدفاع” الإسرائيلية إن الاختبار جزء من اختبارات “ألاسكا”، تزامن اختبار (أرو-3) بنجاح مع نظام رادار متنقل طراز (أيه. إن/تي. بي. واي-2)، الذي يُعرف أيضًا باسم )إكس-باند)، والذي يتيح لـ”الولايات المتحدة” تغطية عالمية شاملة. ولدى “إسرائيل” بطارية (إكس-باند)، وفقًا لوكالة (رويترز) للأنباء.

وفي بيان، قال الأميرال “جون هيل”، نائب مدير وكالة الدفاع الصاروخي بـ (البنتاغون): “نحن ملتزمون بمساعدة حكومة إسرائيل في تطوير قدراتها الدفاعية الصاروخية الوطنية للدفاع عن دولة إسرائيل ونشر قوات أميركية من تهديدات ناشئة”، وفقًا لوكالة (رويترز) للأنباء.

سلسلة اختبارات مسبقة..

وكانت “إسرائيل” قد تحدثت، في كانون ثان/يناير الماضي، عن إجراء اختبار ناجح مع “الولايات المتحدة” لمنظومة (أرو-3) في “إسرائيل”.

كما أجرت سلسلة من الاختبارات قبل نشر الصواريخ في القواعد الجوية الإسرائيلية، عام 2017.

وقال المسؤولون إن الإصدار الذي نُشر كان إصدارًا أقدم، وأضافوا أن النظام الحديث سيوفر مزيدًا من الحماية المتقدمة.

طبقة أعلى لدرع إسرائيلي متكامل..

وتعتبر منظومة (أرو-3) والجيل الأقدم منها، (أرو-2)، بمثابة طبقة أعلى لدرع إسرائيلي متكامل تدعمه “الولايات المتحدة” لمقاومة مختلف الصواريخ المحتملة، وتُعد الطبقة الأدنى هي منظومة (القبة الحديدية) قصيرة المدى.

وكانت “إيران” قد واصلت، منذ عام 2015، تطوير واختبار الصواريخ (الباليستية) التي تقول إنها لأغراض دفاعية فقط.

وتأتي الاختبارات الصاروخية في وقت تشهد فيه العلاقات “الأميركية-الإيرانية” توترات شديدة، بعد أن فرضت “واشنطن” عقوبات على “طهران” عقب انسحاب الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، من “الاتفاق النووي” المبرم بين “إيران” والقوى العالمية، في 2015.

مواصفات الصاروخ الجديد..

وأورد موقع (أرمي ريكوغنيش) الأميركي، 7 معلومات عن مواصفات الصاروخ الإسرائيلي الجديد، الذي يٌعرف أيضًا بـ (حيتس-3).

1 – صاروخ بعيد المدى مضاد للصواريخ (الباليستية)، تصنعه “إسرائيل” بالتعاون مع “الولايات المتحدة الأميركية”.

2 – يستخدم الجيش الإسرائيلي هذا المنظومة الصاروخية، التي يصل مدى صواريخها إلى 2400 كم.

3 – تحتوي كل وحدة من المنظومة على 6 صواريخ، يمكنها إسقاط أهداف على ارتفاعات تصل إلى 100 كم.

4 – تعتمد الصواريخ الإسرائيلية على نظرية الإصطدام المباشر بالهدف المعروف بـ”هيت تو كيل”، التي تشبه إصابة رصاصة برصاصة أخرى لتدميرها.

5 – تستطيع ضرب أهدافها خارج الغلاف الجوي للأرض، وتستخدم وسائل الرؤية الإلكترونية، (إي. أو).

6 – يعتبر (Arrow-3)؛ ونظام الجيل الأقدم، (أرو-2)، بمثابة النسخة الأعلى من منظومة الدرع الإسرائيلية المتكاملة التي تم بناؤها بدعم من “الولايات المتحدة” لمقاومة مختلف الصواريخ المحتملة أو الصواريخ (الباليستية)، أما النسخة الأدنى الاعتراضية، (القبة الحديدية)، قصيرة المدى؛ بينما يطلق “مقلاع داوود” على الصواريخ متوسطة المدى.

7 – أجهضت أول تجربة كاملة، كان من المقرر إجراؤها، في عام 2014، بسبب ما قال المصممون إنها رحلة خاطئة من قِبل الصاروخ المستهدف. كما تم إلغاء اختبارات المتابعة الإسرائيلية، في أواخر عام 2017، وأوائل عام 2018، في غضون مهلة قصيرة بسبب مشاكل فنية.

ليست خارقة..

وعن المنظومة الإسرائيلية المطورة؛ قال الدكتور “هشام جابر”، مدير مركز “الشرق الأوسط” للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن: “المنظومة الاسرائيلية المطورة ليست خارقة، كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ولكنها تطور للصواريخ التي تملكها إسرائيل من نوع (أرو-1) و(أرو-2)، وهي إضافة لمنظومة الدفاع الجوي الاسرائيلي”، مضيفًا أن (أرو-3) متطورة أكثر من مثيلتها رقم واحد وإثنين في مداها وفي دقة الإصابة.

دعاية انتخابية..

من جانبه؛ يرى الدكتور “عبدالمجيد سويلم”، أستاذ العلوم السياسية بجامعة “القدس”، أن مثل هذه التصريحات حول المنظومة الدفاعية من رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ هي انتخابية وليست ذات مغزى كبير، مبينًا أن رسالة “إسرائيل” للمنطقة، من وراء ذلك، هي إظهار أن “تل أبيب” لديها من القدرات ما يكفي لصد الهجمات الإيرانية إذا حصلت.

مشيرًا إلى أنه لا يمكن الفصل بين الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية والأميركية، وبالتالي يمكن استخدام الصواريخ الجديدة في الدفاع عن المصالح والقوات الأميركية في المنطقة، معربًا عن إعتقاده أن الخطوة الإسرائيلية قد تساهم في زيادة التسلح في المنطقة، حيث ستطور “إيران” أسلحتها لكي تتكيف مع المنظومة الإسرائيلية الجديدة .

وكانت “إيران” قد واصلت، منذ عام 2015، تطوير واختبار الصواريخ (الباليستية) التي تقول إنها لأغراض دفاعية فقط.

لا علاقة لها بإيران..

في المقابل؛ قال المحلل السياسي الإيراني، “محمد المذحجي”، إن: “المنظومة الإسرائيلية الجديدة لا علاقة لها بإيران؛ وأنها جزء من شروط إسرائيل على الولايات المتحدة حتى توافق على (صفقة القرن)، لأن هناك شريحة واسعة من النخب الإسرائيلية الحاكمة تعارض الصفقة”، مضيفًا أنه كالعادة فإن “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” تتخذا من “إيران” ذريعة لإعطاء “تل أبيب” هذه المنظومة المتطورة.

موضحًا أن “إيران” تستخدم دعايتها ضد “إسرائيل” حتى تصعد في المنطقة ضد جوارها، وحتى تحسن شروطها على طاولة مفاوضات محتملة قد يتم عقدها ما بين “طهران” والدول الإقليمية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة