19 أبريل، 2024 8:25 م
Search
Close this search box.

رحيل ملك الثقافة المضادة .. “بيتر فوندا” يودع أيامه الأخيرة بالابتسامة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

توفي الممثل الأميركي، “بيتر فوندا”، نجم فيلم (إيزي رايدر) الشهير؛ وأحد أبرز رموز “الثقافة المضادة” في الستينيات، والمرشح لجائزة الـ”أوسكار” مرتين، عن عمر يناهز 79 عامًا، من منزله بـ”لوس أنغلوس”، بعد صراع مع سرطان الرئة.

وكان النجم الراحل قد أصبح أيقونة لـ”الثقافة المضادة”؛ عندما شارك في كتابة وإنتاج وبطولة فيلم (Easy Rider)؛ عام 1969.

وقالت شقيقته، “غين فوندا”، في بيان: “أنا حزينة لفراق بيتر.. كان أخي ونجلي ورفيق دربي، لقد قضى وقتًا جميلاً بمفرده في أيامه الأخيرة.. كان محبًا للحياة ينثر السعادة والفرح أينما وجد، وقرر أن يودع الحياة بابتسامته المعهودة وضحكته”.

أصدرت زوجة الممثل الراحل، باركي”، بيانًا نيابة عن العائلة؛ قائلة: “في واحدة من أتعس لحظات حياتنا، لا يمكننا العثور على الكلمات المناسبة للتعبير عن الألم الذي يغمر قلوبنا … أدعو محبي بيتر للإحتفال بروحه التي لا تقهر وتقدس الحياة”.

مشوار النجاح يبدأ بخطوة..

كانت أول خطوة مهمة إتخذها، “فوندا”، في الطريق نحو النجاح مشاركته في بطولة وكتابة فيلم (Easy Rider)، الذي جسد فيه دور البطولة جنبًا إلى جنب مع، “نانسي سيناترا” و”بروس ديرن”، المستندة إلى رواية، “روغر كورمان”، لعام 1966، بعنوان: (“Hells Angels “The Wild Angels).

وقد أصبح هذا الفيلم، الذي يروي رحلة شابين على دراجتيهما الناريتين من “لوس أنغلوس” بإتجاه جنوب الغرب الأميركي، من الأفلام الكلاسيكية المناهضة للنظام القائم والمنددة بمشاكل المجتمع الأميركي، خلال الستينيات، فاعتبر فاتحة لـ”الثقاقة المضادة” وصناعة الأفلام المستقلة وظهور حركة (الهيبي). وقد رشح “فوندا”، من خلاله، لـ”أوسكار” أفضل سيناريو أصلي.

فقد ساعد “فوندا”، بأدائه في الفيلم، على ظهور ثقافة (الهيبي) والتمرد، حيثُ غرس “فوندا” معنى الحرية في جيل كامل، يمكننا القول أن السينما المستقلة بدأت مع ذلك الفيلم.

وقد أصبحت صورة “فوندا”؛ وهو جالس على دراجة “هارلي ديفيدسون” مطلية بألوان العلم الأميركي، رمزًا لذلك العصر، وبيعت واحدة من الدراجتين اللتين استخدمتا في الفيلم في مزاد، بمبلغ 1,35 مليون دولار، في العام 2014.

والخطوة الثانية؛ كانت في عام 1967، من خلال فيلم (the trip)، وتم تصويره في موقع داخل “لوس أنغلوس” وحولها، بما في ذلك على “كيركوود” في “لوريل كانيون”، “هوليوود هيلز”، وبالقرب من “بيغ سور”، “كاليفورنيا”، في عام 1967. يلعب “بيتر فوندا” دور المدير التجاري التليفزيوني الشاب، “بول غروفز”، من إخراج، “كورمان”، وتأليف، “جاك نيكولسون”.

يتناول “بول غروفز”، (بيتر فوندا)، وهو مدير تجاري تليفزيوني، أول جرعة من (LSD) بينما يعاني من حسرة وطموح الطلاق من زوجته الجميلة، (سوزان ستراسبيرغ). يبدأ رحلته مع “مرشد”، “جون”، (بروس ديرن)، لكنه يهرب ويتخلى عنه خوفًا.

Easy rider الفيصل في تاريخ سينما هوليوود..

في سيرته الذاتية، لعام 1998، التي تحمل عنوان (لا تخبر أبي: مذكرات)، قال “فوندا” إنه حصل على فكرة (Easy Rider)؛ وهو يحدق في ملصق لـ (The Wild Angels).

وقال “فوندا” في مذكراته: “عندما أطلعت على ملصقات الدراجات النارية، وفهمت المغزى من وراء الصور، قررت أن أنتج أفلام تتحدث عن الجنس والمخدرات؛ بعد أن وجدتها ضرورة ملحة في مجتمع يتظاهر بالحرية”.

الفيلم يُعتبر ظاهرة في تاريخ السينما الأميركية، فهو لم يُعتبر فيلمًا مثقفًا ولا فيلم تأمل فلسفي ولا هو نخبويًا، ولا حتى فيلمًا يحاول أن يجدد في اللغة السينمائية. كان فقط فيلمًا شعبيًا من الطراز الأول، فقد حُلم نجح في تحقيقه كل من؛ “بيتر فوندا” و”دنيز هوبر”، بموازنة ضئيلة للغاية وباعاه إلى شركة “كولومبيا” بـ 350 ألف دولار، فجنت من وراءه عشرين مليونًا في عام عرضه الأول. إذ تحدثنا بلغة الأرقام الفيلم يستحق أكثر من ذلك بكثير، فهو الفيصل في تاريخ السينما والثقافة.

الفيلم كان بمثابة ضربة قوية لـ”أميركا”، والتي رواها من خلال رحلة عبر “أميركا” قام بها شابّان يبحثان عن هويتهما وكينونتهما. وهما قاما بها على دراجتين ناريتين أشترياهما بفضل صفقة بيع مخدرات عادية أجرياها في “لوس أنغليس”، وكانت غايتهما منها أن يصلا إلى “نيو أورلينز”، حيث يودان حضور أعياد المرفع وكرنفالها الأسطوري، لكن تلك الرحلة المحددة الهدف شكليًا؛ والتي يقوم بها “وايات” و”بيللي”، كانت أكثر من ذلك. كانت “الأوديسا” الخاصة بهما بحثًا عن معنى لحياتهما عبر التعرّف إلى “أميركا” وعلى الأميركيين.

غير أنهما لم يلتقيا طوال طريقهما إلا بكل أنواع الحقد والكراهية. صحيح أنهما في بعض الأحيان كانا يتعرفان إلى أناس طيبين بسطاء، لكن هؤلاء سرعان ما يتبين أنهم استثناء للقاعدة. فالقاعدة هي أن الناس الذين راحا يلتقيان بهم بين ولاية وأخرى، وبين مدينة وغيرها، راحوا ينظرون إليهما بإحتقار وكراهية، فالناس هنا لا يحبون مشاهدة آخرين يخرجون عن المعايير السائدة. لا يحبون الآخر مهما كان شأنه ونوعه. فالآخر هو الجحيم، وبالتالي يكونا قد أكدا أن “أميركا” ليست بلد الحريات مثلما يُقال ويردد البعض.

فاز الفيلم بجائزة “أفضل عمل أول” في “مهرجان كان السينمائي”، في أيار/مايو 1969. وفي عام 1998، تمت إضافة (Easy Rider) إلى السجل الوطني للأفلام، حيث تم اعتباره من الأفلام الهامة ثقافيًا أو تاريخيًا أو جماليًا.

وفي الوقت الذي تجاهل فيه النقاد الأفلام السابقة لـ”الثقافة المضادة”، إلا أنهم أمتدحوا وأثنوا على (Easy Rider)، كان نجاح الفيلم على جميع الجبهات بمثابة بداية للتغيير، حيث كان هناك جيل جديد من المخرجين المستقلين ذوي التفكير السائد الذي يحكم الأعمال حتى تغير كل شيء في عام 1975.

بعد التنازل عن كرسي المخرج إلى “هوبر”، أخرج “فوندا” فيلمًا خاصًا به، بعنوان (اليد المستأجرة)، في عام 1971، وقام بإنتاج فيلم (ذي بيغ فيكس)، عام 2012، الذي ركز على حادثة انفجار منصة النفط “ديبووتر هورايزن”، في خليج “المكسيك”، التابعة لشركة “بريتيش بتروليوم” وتداعياتها.

وشارك “فوندا” في فيلم (غوست رايدر)، في العام 2007، ومن المتوقع أن يبدأ عرض فيلمه الأخير، (ذي لاست فول ميغر)، من بطولة، “صامويل إل غاكسون” و”مورغان فريمان” و”لورنس فيشبرن”، في أواخر تشرين أول/أكتوبر في “الولايات المتحدة”.

أخرج “فوندا” فيلمين آخرين، خلال سبعينيات القرن العشرين، 1973؛ فيلم الخيال العلمي (Idaho Transfer)، الذي تم إصداره بالكاد، وفيلم الطريق المتوسط (Wanda Nevada).

كانت المهمة الأكثر شهرة لـ”فوندا”، في السبعينيات من القرن الماضي، دوره البطولي في فيلم (عالم المستقبل)، وفقًا لصحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية.

في عام 1981، ظهر “فوندا”، كرئيس السائق، في لعبة “هال نيدهام” الرائعة، (Cannonball Run)؛ بعد ذلك بعامين، ظهر في فيلم بعنوان (رقصة الأقزام).

شهدت أوائل التسعينيات ظهور ابنة “بيتر”، “بريدغيت فوندا”، كممثلة ذات أهمية، وعندما لعبت دور البطولة مع، “فيبي كيتس” و”تيم روث” و”إريك ستولتز”، في فيلم مستقل عام 1993؛ بعنوان، (الأجساد، الراحة والحركة).

ظهر مع ابنته، “بريدغيت”، في فيلم (جنوب السماء، غرب الجحيم)، وفي وقت متأخر من حياته المهنية، واصل “فوندا” الظهور في أفلام صغيرة – (The Trouble With Bliss)، كأب “مايكل سي هول”. (The Ultimate Life)، بطولة “غيمس غارنر”.

ولد “بيتر فوندا” في مدينة “نيويورك”، الابن الوحيد لـ”هنري فوندا”. عندما كان عمره 10 سنوات، توفيت والدته التي انتحرت في مستشفى للأمراض العقلية. ثم التحق بجامعة “نبراسكا” في “أوماها” وأنضم إلى مسرح “مجتمع أوماها”. قام ببعض الأعمال في “برودواي”.

تزوج “بيتر فوندا”، ثلاث مرات، الأولى لـ”سوزان بروير”، والثانية لـ”ريبيكا كروكيت”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب