كتب نجاح محمد علي : علم من مصدر مقرب جداً من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني أن ‘الرجل الأقوى’ في العراق كما يوصف، أنهى الاثنين زيارة سرية قام بها الى العراق الأسبوع الماضي والتقى خلالها كبار المسؤولين العراقيين المشاركين في العملية السياسية ومرجعيات دينية.
وأكد المصدر في اتصال هاتفي مع ‘ميدل إيست أونلاين’ أن زيارة سليماني الى العراق كانت لترتيب الأوضاع السياسية المضطربة بعد تصاعد التوتر بين الأطراف السياسية وتصاعد الاعتراضات على رئيس الوزراء نوري المالكي ومطالبات من الأكراد وحلفائه في الشيعة بعدم التمديد له في ولاية ثالثة بعد الانتخابات العامة المقررة أواخر الشهر المقبل.
وتزامنت زيارة سليماني المقرب جداً من المرشد الايراني آية الله علي خامنئي، مع زيارة مماثلة قام بها المبعوث الأميركي الى بغداد “بريت ماكغريك” لإيجاد تسويات بين المتخاصمين قبل الانتخابات.
وأبلغ سليماني الأطراف المعنية بأهمية إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المقرر دون تأخير في الثلاثين من ابريل/نيسان المقبل حيث برزت مخاوف من احتمال التأجيل.
وتعمل ايران على ترتيب الأوضاع في العراق من الآن، وقال المصدر ان سليماني اكد للفرقاء العراقيين أن المالكي سيحتفظ حتماً بمنصبه رئيساً الوزراء المقبل اذا فازت قائمة دولة القانون في الانتخابات المقبلة، وهذه هي الرسالة من الزيارة.
وحرص ‘قائد الظل’ بحسب ما يصفه الكثيرون وبينهم خصوم ايران، على إبلاغ الجميع خصوصاً أميركا وأطراف اللعبة من العراقيين، رسالة واضحة وصريحة مفادها “استمرار المالكي على رأس الحكومة المقبلة” لضبط الإيقاع فيما يتعلق بالوضعين المحلي والإقليمي، في إشارة الى الأزمة السورية وموقف العراق المؤيد لايران فيها.
وشدد قائد فيلق القدس على أهمية بقاء التحالف الوطني العراقي الحالي الذي يشهد خلافات حادة خصوصاً بين المجلس الاسلامي الأعلى بزعامة عمار الحكيم، والتيار الصدري الذي يتبع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
كما أبلغ سليماني الأطراف الكردية التي التقاها إصرار ايران على ضرورة استمرار تحالف الأكراد مع الشيعة، والتعاون مع الفاعليات السنية التي لها قال ان لديها صلات قوية مع ايران رغم ما يصدر عنها من تصريحات تبدو عدائية، ووعد بحل خلافات اقليم كردستان مع المركز عقب الانتخابات المقبلة.
وأكد سليماني نجاح جهوده التي بذلها لإيجاد مصالحة شيعية ـ شيعية بين عمار الحكيم والصدر وبينهما والمالكي وعموم مفردات ما سماه ‘البيت الشيعي’.
وتناولت مفاوضات سليماني أيضاً تسوية بتوافق أميركي إيراني لأزمة الأنبار، تتضمن إخراج الجيش من المدن إلى معسكرات، وتشكيل قوة عشائرية، وإعادة هيكلة التنظيمات الإدارية والأمنية في المحافظة، وتلبية عدد من المطالب، منها العفو العام.
وعلى صعيد التطورات الجارية بين سوريا وتركيا قال المصدر في قيادة الحرس الثوري “وجهنا انذاراً سريعاً لتركيا…وإن أي تدخل جديد في سوريا سيكلفها الكثير”. وبين أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وعد بعدم التدخل.