خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
هبطت طائرة نقل ثقيلة تتبع القوات الجوية القطرية في “مطار قندر”، مساء الثلاثاء الماضي. وبعد دقائق تحركت الطائرة باتجاه المنحدر الرئيس بالمطار، وعلى الفور ترجل من الطائرة: 10 من القوات الجوية القطرية الخاصة، ثم ترجل من الطائرة أبرز القيادات الطالبانية؛ ومن بينهم الملا “عبدالغني برادر”، للعودة بعد غياب دام عقدين إلى المشهد السياسي الأفغاني.
والحقيقة أن دور “القوات الجوية القطرية”، في نقل القيادات الطالبانية إلى “أفغانستان”، وكذلك التغطية الإعلامية القطرية المباشرة والحصرية لاحتلال عناصر (طالبان)، القصر الرئاسي الأفغاني؛ بعد هروب، “أشرف غني”، إنما يمثل مؤشرات هامة على فوز الحكومة القطرية السياسية بخصوص فرض الاستقرار في “أفغانستان” وتشكيل “الإمارة الإسلامية” في هذا البلد. بحسب (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.
وتقدم الحكومة القطرية، منذ العام 2009م، دعمًا سياسيًا وماليًا مباشرًا لـ (طالبان) الأفغانية. كذلك فقد تكللت الجهود القطرية، عام 2018م، بموافقة الإدارة الأميركية؛ على الإفراج عن الملا “عبدالغني برادر”، من السجون الباكستانية.
ومن ثم؛ دخلت القيادة الطالبانية، بدعم من الحكومة القطرية، في مفاوضات مع الدول المؤثرة في المستقبل السياسي الأفغاني؛ مثل: “إيران والولايات المتحدة الأميركية”، والتي انتهت بتمهيد عودة (طالبان) إلى السلطة في “أفغانستان”.
من هروب “غني” إلى عودة الملا “عبدالغني“..
غادر الرئيس الأفغاني، “أشرف غني”؛ العاصمة، “كابول”، بصحبة أفراد أسرته؛ وغادر البلاد في طائرة عسكرية إلى العاصمة الطاجيكية.
تلا ذلك إجراء مفاوضات مع (طالبان) والاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية. لكن سرعان ما تخلت الحكومة الطاجيكية، عن “غني”؛ لينتقل إلى “عمان” قبل أن يستقر أخيرًا في “الإمارات العربية المتحدة”.
وأدعى مسؤولون أفغان؛ خروج الرئيس بمقدار هائل من الأموال الأفغانية، وبعضهم مثل: “أمر الله صالح”، نائب الرئيس، وصف خروجه بالهروب.
وبعد خروج “غني”؛ سيطرت (طالبان) على قصر الرئاسة، وبعد يومين فقط عاد الملا “عبدالغني”، زعيم الحركة، إلى “أفغانستان”. واُسندت مهمة نقله إلى سرب النقل العاشر بـ”القوات الجوية القطرية”.
واختيار قيادات (طالبان) هذه الطائرة؛ قد يكون بسبب مشكلات المطارات الأفغانية من فقدان طواقم الخدمة الأرضية، وانعدام تجهيزات دعم هبوط طائرة حمل الركاب، إلى مغادرة طواقم المراقبة الجوية في الأبراج، والأهم أن تلوث أجنحة الطائرات بالأجسام الخارجية؛ مثل الأتربة والغبار قد يهدد أمان الرحلات الجوية ومحركات طائرة نقل الركاب.
وقد كان من المقرر هبوط رحلة، “عبدالغني برادر”، في مطار “حامد كرزاي” الدولي، بمدينة “كابول”، لكن يبدو أن الأسباب الأمنية؛ من مثل إنشغال المقاتلات الأميركية بإجلاء المواطنيين، دفع إلى تحويل محل الهبوط إلى “مطار قندهار”.
نصر سياسي قطري..
تقارير الاستخابارت الأميركية تثبت الدور القطري الحيوي في دعم الجماعات الإسلامية المتشددة في الشرق الأوسط، ولم تتجاهل المنظمات الأمنية كذلك؛ نشاط المؤسسات الخيرية القطرية التي كانت تُعني أساسًا بنقل أموال أثرياء “قطر” إلى هذه الجماعات الإرهابية.
كذلك حصلت قيادات التنظيمات، المصنفة إرهابية من جانب “الولايات المتحدة” وحلفاءها؛ مثل: “إسرائيل والسعودية ومصر والإمارات”، على اللجوء القطري.
ولطالما أثار الدعم القطري، لفصائل الإسلام السياسي؛ مثل: “جماعة الإخوان المسلمين”، والاستفادة من هذه الجماعات كأدوات في تعظيم نفوذها السياسي بالدول الإسلامية، إلى انتقاد دول الجوار العربي بشكل تحول إلى أزمة دبلوماسية، في العام 2017م.
ويُصنف الدعم القطري للحركة الأفغانية؛ كجزء من االمساعي الرامية إلى تعظيم نفوذ “الدوحة” السياسي في منطقة غرب آسيا. ذلك الدعم الذي نجح، حتى الآن، في تهيئة أجواء تشكيل “إمارة إسلامية”، في “أفغانستان”، ووجود هذه الإمارة بلا شك قد يدفع مستقبلًا إلى تدخل الدول المنافسة للحكومة القطرية في المشهد السياسي الأفغاني إما سياسيًأ أو عسكريًا.